مما لا شك فيه ولا ريب أن وضع البلاد بات في هذه الأيام غير مطمئن ولا مرغوب فيه, رغم أن الأمل يحذوني في انفراج هذه الأزمة وزوال الغمة بإذن الله, ليس لان (ساسة ) دولتنا عقلاء وناضجون, ولكن لثقتي بالله أنه رؤوف بالعباد من بطش المتجبرين والظالمين..
وكاذب من يقول أن الوضع (المحتدم) في أقاصي (الشمال) لن يأتي ضرره ووباله على الجميع, فكما يعلم الكل أن (الحسنة) تخص وأن (السيئة) تعم, ولهذا فالحيطة والحذر والتكاتف والتضافر ورص الصفوف والتروي والتعقل مطلوب طالما ومؤشرات الأزمة تلوح في الأفق وتنذر بمصيبة قد تحل بالبلاد..
وهناء أجد ذاتي مجبرا أن أخط اليوم (مقالتي) هذه لأبناء محافظتي الغالية ( أبين) التي لم تشف بعد من تلك الجروح الغائرة والآلام الموجعة التي أعملتها أيادي الغدر والعبث فيها, فهي أي أبين لا تحتاج لمزيد من الألم والعناء, ولا تستطيع تحمل أن ( يذر ) أبنائها (العّاقين) لها المزيد من الملح على جروحها الغائرة..
فأبين كما يعلم الكل لم تستعد عافيتها ولم تستطع أن تقوم بعد على قدميها لنقول عنها أنها تخطت مرحلة الخطر وخرجت من حالة ( الموت ) السريري الذي أدخلتها فيه تلك الحرب العبثية والتي أتت على كل شيء فيها ولم تدع شيء إلا وجعلته كالرميم ( وسوّته ) بالأرض لتغدو أبين مجرد أطلال محافظة وأثرا بعد عين..
ولو تكالب عليها أبنائها المتنافرين (المتمصلحين ) ولم يفكروا فيها فمن المؤكد أنها ربما تعود لنقطة الصفر وللحالة الرثة التي تعافت منها (نسبيا) وتدخل في (غيبوبة) لن تصحو منها مهما (تفنن) أو حاول من يدعون (البراعة ) في الطب أن يداووها, فلم (يبرع) في أبين سوى (السماسرة ) والفاسدين والمحتالين الذين نهشوا (لحمها ) وشربوا ( دمها )..
وأنا هنا حينما أتكلم عن أبين لا أخصص شيئاً بعينه أو جانباً بعينه ولكن أقصد كل ما من شأنه أن (يرهق) وينهك المحافظة اقتصادياً وأمنياً وتنموياً وفي كافة الأصعدة, لان أبين تعاني في هذه الجوانب جميعا ماعدا الجانب الأمني الذي يشكل حجر الزاوية بعد أن ( أنبت ) الله رجالا من تربتها (الخصبة) تحملوا مسألة أمنها وأمانها واستقرارها بغض النظر عن بعض جوانب القصور التي رافقت عملهم..
إذاً في ظل هذا الوضع المضطرب والمقلق وبغض عن النظر عنه؛ المطلوب من أبناء أبين وبالذات من يتولون إدارة المرافق الحكومية والخدمية فيها المزيد من (تقوى الله) في أعمالهم ومرافقهم والعمل فيها بإخلاص وتفان وبالذات الجانبين الأمني والتنموي والخدمي كي ترتقي المحافظة وتتطور بدلاً من حالة (الركود) التي تعيشها منذ سنوات, غير حالة الفساد والإفساد التي فاحت رائحتها في كل مكان فأتاها الناس من كل فج (عميق) يقصدون البيع والشراء فيها وممارسة طقوس فسادهم في أروقتها..
فهد علي البرشاء
أبين..في ظل أزمة الوطن!! 1057