تفاجئني تصريحات يدلي بها بعض النشطاء السياسيين المؤيدين لجماعة الحوثي إذ يصفون فيها أن ما حدث في صنعاء مؤخرا يمثل انتصارا حقيقيا للجنوب، ومثلها تصريحات أخرى مخالفة مصدرها قادة جنوبيون يقولون فيها أيضا إن أحداث صنعاء الأخيرة- التي أصبحت من خلالها العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين - أنصار الله - لا تخدم القضية الجنوبية وليست من مصلحتها، ولذلك يعلن هؤلاء رفضهم واستنكارهم لهذه الأحداث.
وفي الحقيقة فإن تصريحات نشطاء الحوثي في هذا الجانب ليست إلا تصريحات مبالغ فيها والهدف منها هو سياسي بحت، فيما تصريحات بعض القادة الجنوبيين فتعد هي الأخرى تصريحات مجردة من النضج السياسي.
ومهما كانت رؤيتي وقناعتي الشخصية تجاه ما حدث في صنعاء في الآونة الأخيرة، إلا أن هذه الأحداث في نهاية الأمر تمثل تحولا كبيرا بالنسبة للقضية الجنوبية وهو تحول يصب في صالح القضية بدرجة رئيسية.
فكل ما حدث بشأن القضية الجنوبية هو رحيل وانكسار شخصيات ذات انتماء مختلف - قبلي، ديني، عسكري - كانت هذه الشخصيات ومازالت تقف عائقا أمام حل القضية الجنوبية حلا عادلا، بل إنها لم تكن تعطي أي اهتمام للقضية وكانت إلى وقت قريب ترفع مع شخصيات أخرى رحلتها الثورة الشبابية شعار الوحدة أو الموت، إضافة إلى كونها شخصيات قد أساءت في تعاملها إلى الجنوب وشعبه على مدى سنوات طويلة.
فكيف لا يحسب رحيل وانكسار مثل هذه الشخصيات لصالح القضية الجنوبية؟ بكل تأكيد إن ما حدث أخيرا في العاصمة صنعاء يخدم القضية الجنوبية بشكل أو بآخر. لكن يجب على الجنوبيين أن لا يثقوا بالمنتصر الجديد، لأنه هو الآخر ينتمي إلى نفس المجتمع والفكر.
وليس أمام الجنوبيين إلا أن يثقوا بإرادتهم القوية وبقضيتهم العادلة ومطالبهم المشروعة حتى تحقيق الانتصار.
محسن فضل
ما حدث في صنعاء والقضية الجنوبية 1338