* الإخوة الحوثيون كيفما كان الأمر وكيفما وقع؛ لقد أتقنتم التخطيط وأحكمتم الإعداد ونلتم حكم اليمن ونشكركم على تواضعكم في إعلان عدم انفرادكم بحكم اليمن لكن الحقيقة أن الأقوى هو الذي يحكم باتفاق العرب منذ قديم الزمن وإلى زمنكم ومن باب النصيحة لولاة الأمر أقول لكم: لقد اقترنت بكم- منذ بزغت قوتكم إلى سقوط حكم اليمن بيدكم وبعده- كثير من المشوهات لسمعتكم تدركونها كما يدركها الجميع فقد سجل بعضها صوت وصورة من تفجير بيوت ونهب أخرى إلخ وهذه التشوهات حان الوقت أن تزول وتحسنوا صورتكم وتطمئنوا الناس أن حكمكم سيكون رحمة لا انتقاماً ورخاءً لا شقاءً وترفعاً لا تتبعاً. يجب أن تحرصوا على هذا المستوى لكونكم حكاماً ينتظر منكم الشعب مالم يجده عند غيركم ويأملون أن يكون اقتصاد حكومتكم بقوتكم وعدالة قضائكم كسرعة حسمكم ولا تظنوا أن الشعب سيرى في دعوتكم غيركم لمشاركتكم الحكم مساواته بكم في تحمل مسؤولية الحكم وعذراً لكم في تقصيركم بل سيحملكم وحدكم تبعة حكمكم فسماحكم لغيركم بمشاركتكم الحكم بادرة طيبة تحسب لكم ولكن الحقيقة أن كل من شارككم حتى لو كان اكثر منكم سيكون مجرد ضيف عندكم والضيف كما هو معروف على رأي المضيف فشمروا بجد وصدق لخدمة بلدكم وشعبكم واثبتوا لشعبكم و للعالم أن الإيمان يمان والحكمة يمانية.
* الإخوة الإصلاحيون احسب أن لكم إن شاء الله نصيباً كبيراً من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ) متفق عليه. فإيمانكم ظهر في عدم تعديكم منذ وجودكم على الناس وفي عدم متاجرتكم بالدماء لتحقيق المكاسب الدنيوية وفي وفائكم لوطنكم وحرصكم على دماء شعبكم وفي نبلكم وأخوتكم فلم تكونوا يوماً وفي احرج الظروف مصدر خوف وغدر وإرهاب لمخالفيكم فضلاً عن غيرهم.
وحكمتكم تجلت في تجنيب اليمن حرباً أهلية رغم قوة وجاذبية مبرراتها فلزمتم الحكمة وانتم ترون أنفسكم تنسج بخبث حولها المحنة وتسدد في صدوركم الأسنة ولضربكم اتفق الأضداد وتوحدت رغم العداء الأبعاد فلم تتنازلوا عن الحكمة اليمانية وتساميتم والجراح عميقة طرية
وفقهكم برز في بعد نظركم ورعاياتكم لمستقبلكم ومستقبل وطنكم فلم تخاطروا بمصلحة البلاد وامنها وسلمها رغم الحجم الهائل- محلياً وإقليمياً ودولياً- من الاستهداف المتعمد لكم ووقاحة استفزازكم وسقوط أقنعة كبيرة احترمتموها ووفيتم لها ولم تحترمكم بل وخانتكم فشكراً لكم واشكروا الله على توفيقه لكم.
وأنا على يقين أن ما حدث خير لكم ليصرفكم ربكم- إن شاء الله- عن اغلب السياسة إلى اغلب الجوانب الدعوية؛ قاعدة انطلاقكم وعنوانكم ومن اغلب جفاء وجفاف العمل السياسي الحزبي إلى اغلب نداوة وروحانية العلوم الشرعية والتربية الإيمانية.
فالشعوب العربية ليست أهلاً لأسباب كثيرة لمشاركة جادة في حكمها من قبل الحركة الإسلامية فضلاً عن انفرادها بالحكم, فالفقر والجهل عند اغلب العامة والتلوث الفكري العلماني عند اغلب النخب المثقفة وشراسة عداء الحكم الاستبدادي والباطني والصليبي للمشروع الإسلامي كلها عوائق تسقط أو تضعف تجربة المشروع الإسلامي في الحكم والواقع شاهد بذلك ولا يمنع هذا من المشاركة الخفيفة في الحكم لتحقيق ما يمكن تحقيقه من المصالح الشرعية ودفع ما يمكن دفعه من المفاسد الشرعية وتبقى التربية الإيمانية والدعوة هي الأصل في عمل الحركة الإسلامية والمشاركة السياسية بحسب إمكان تحقيق تلك المصالح ودفع تلك المفاسد.. اللهم الطف باليمن والهم أهلها رشدهم..