كنت قد كتبت مقالاً حين قدمت كمبعوث أممي إلى اليمن بعنوان.. جمال بن عمر نورت اليمن!!.. كتبته عقب أدائك الذي بدأته بمهنية وحيادية.. احترمناك كثيراً حين رأينا فيك الحرص والمصداقية.. إلا أنك وللأسف الشديد نسفت كل جهودك- التي كنا تفاءلنا بها- بمعاقبة كل من يقف في وجه التسوية وعرقلة الإجماع الوطني.. وكان المعرقل ظاهرا وواضحا.. وأوجدتم البند السابع كرادع للمعرقلين.. ولكن وللأسف كان كل ذلك عبثاً وتهريجاً ومثلما يقولون "العبرة بالخواتيم".. انقلبت على أحلام اليمنيين وتطلعاتهم ودخلت في لعبة قذرة, وكان الفصل السابع مجرد بند وجد لطرف معين وهو الإصلاح الذي جعلتموه هدفاً وكنت أنت تدير مخطط هذه اللعبة التي توجت بما حصل اليوم في بلادنا.. حاولت أنت ومن ورائك ومن خلال الحوثي- أداة تنفيذ جريمتكم- حاولتم أن تدخلوا البلاد في حرب طائفية أهلية.. بعد أن يئستم من تطبيق الفصل السابع على الإصلاح.. قمتم بزج الحوثي ودفعه لاقتحام والتهام ما يسمى بالدولة.. وكلكم أمل أن الاصلاح سيدخل وسيتورط في حرب مع الحوثي المعرقل والرافض لكل الإتفافيات والقرارات الكاذبة من مجلس الأمم "الملحدة" أقصد المتحدة.. أمرتم الحوثي بإشعال الحرب بعد أن ضمنتم عدم تدخل الجيش وعدم تحمله مسؤوليته في الدفاع عن مؤسسات الدولة المنهارة أصلاً والمنهكة بسبب حروب أداتكم ويدكم الحوثية.. وعدتموه أن الجيش لن يتدخل.. أملكم وهدفكم أن الاصلاح لن يسكت وسيحارب.. عندها ستنبري أنت- كونك مبعوثاً أمميا- وستملأ الدنيا صراخا وعويلا.. إخوان اليمن معرقلون إرهابيون وستدعمون حوثيكم في حربه وستعلن أن الإصلاح وقف في وجه التسوية وحمل السلاح وتملؤون السجون بقياداتهم وتفرضون عليهم العقوبات الأممية.. لكن الإصلاح فوّت عليكم الفرصة وحافظ على اليمن بعدم تدخله وقيامه بعمل الدولة..
كيف تفسّر ما قلته بعد عودتك يا بن عمر من صعدة بعد محادثاتك مع الحوثي على مدى ثلاثة أيام وعدت وقلت إنك محبط وسرعان ما استأنفت وقلت لقد توصلنا إلى اتفاق؟ ولأن الحوثي لم يحقق الأهداف التي رسمتموها له أجلت التوقيع أربعا وعشرين ساعة؟.. أي أنك منحت الحوثي وقتاً كافياً لينفذ ما طلبتموه منه وما يتوق إليه هو أيضا.. ولكن خابت آمالكم وفوت الإصلاح عليكم الفرصة.. وانتهت مهلتك للحوثي.. مهلة الموت والدمار ولم يتحقق مرادكم بجر الإصلاح للعنف والحرب وكذلك فشلتم في تصفية علي محسن.. ولكن مهلتك منحت الحوثي وقتا لالتهام الدولة وإسقاطها.. ولم تقم بواجبك وتؤدي الأمانة التي أنت مسؤول عنها أمام الله.. دمرت بلادنا وأحلامنا ومستقبلنا.. بل تآمرت واشتركت في سفك الدماء.. فأين الضمير والإنسانية؟!.. بضمير ميت وبلا خجل ظهرت أنت وشريكك هادي- عقب سقوط الدولة- تتشدقان بالتسوية الزائفة والتحذير الكاذب بلسانك نيابة عن الدول "العهر" أقصد العشر.. إنها تحذر من عدم الالتزام باتفاقية الشراكة والسلم بعد التوقيع عليها.. التي خرقها الحوثي قبل أن يجف حبرها.. فيما ظهر الرئيس هادي قائلاً إنه طالما كان عند تطلعات اليمنيين وأنه وأنه.. كلام يخالف ما نراه ونعيشه على أرض الواقع..
وأخيرا تصرح- عبر وسائل الإعلام- أن ما حصل في اليمن كان غريبا وأن أجهزة الجيش والأمن انهارت وأن هذا لم يكن متوقعاً.. كلام لا يصدق وكأنك بريء مما حصل وبعيد عنه.. أنت تقصد أن الغريب والعجيب هو كيف تجاوزت اليمن الحرب الأهلية والطائفية التي خططتم لها.. وتقصد الغريب والعجيب حكمة اليمنيين وجنوح طرف للسلم فيما دفعتم الطرف الآخر للحرب.. فكانت اليمن- لدى من أردتم قتلهم وسجنهم ووصمهم بالإرهاب- أغلى وأعز من السلطة..
يا بن عمر كفاك عبثا ببلادنا, كفاك خداعا ولعبا بحياة اليمنيين.. ارحل عنا واذهب أنت ودول العهر ومجلس الفتن إلى الجحيم.. فأينما حللتم حل الخراب والدمار والاقتتال.. !!!