عندما تسقط القيم والأخلاق يسقط معها كل شيء, إذا كان أغلب من في الجيش؛ إما خائناً أو جباناً, فلا عجب أن ينهار الوطن.. ما حصل اليوم متوقع جدا و كل المباني التي هدمت أو نهبت أو المنشآت التي انهارت جميعاً سيتم تعويض مالكيها؛ إما عن طريق التأمين أو المجتمع الدولي وكله علي حساب المواطن ولا مشكلة..
إسقاط حكومة كانت نائمة ومؤقتة بالأصل ونصفها وأكثر فاسدة بالأساس وفي كل الحالات لا خوف على الوضع السياسي, فسيتم الاجتماع والاتفاق ثم التوقيع, فالتاريخ السياسي لليمن مليء بالاتفاقات والعهود والمواثيق التي لا يطبق منها شيء وتبقى مجرد بنود وحبر على ورق ومجرد ملفات في أدراج الماضي. سيتم غداً تشكيل حكومة جديدة ومن نفس الأحزاب السياسية الموجودة ونفس الجماعات وكل الحكاية ستختلف المسميات مع قليل من الإضافات ولكن المشكلة الحقيقة هي في الأرواح التي أزهقت والدماء التي سالت والانتماء الذي ينداس تحت أقدام الخيانة والغدر والأصعب من هذا وذاك ما سيحصل غداً والثارات السياسية التي ستستمر إلى مالا نهاية, فكلٌ سيحاول أن يلغي الآخر والطوائف الضالة والملحدة التي ستجد أرضاً خصبة لها في بيئة أضاعت الأرض والعرض والإنسان وتستعد وتصفق لإضاعة وتشوية الدين وتستبيح كل شيء جميل, فمبروك عليكم الدموع والدماء التي ستستمر يا من صفقتم وناصرتم العنف والقتل والباطل.. مبروك عليكم طقوس وخرافات ستروها في شوارع اليمن غداً القريب.. مبروك عليكم الندم الأبدي الذي سيسكن قلوبكم.
عبد ربه يجب أن يُحاكم على كل قطرة دم تسيل علي ارض اليمن في عهده و يا ترى سيأتي الدور على تعز ويتم تأديبها كما أدبت صنعاء والانتقام منها بسبب ثورة 11 فبراير وإسقاط علي صالح؟, متي ينتهك الحوثي ويسلب تعز كما فعل بالعاصمة والعجيب والمقرف أن هناك شباب من ثورة 11 فبراير يصرحوا بان ما حصل بصنعاء تحقيق لأهداف الثورة؛ كذبوا وكذبت أفواههم بان المؤتمر الذي خرجنا وثرنا على حكم زعيمه هو من خرج ليستكمل لنا ثورة كانت ضد الفاسد من قيادتهم بالأصل وهزت عرشهم, كذبوا بان الحوثي الذي كان موجوداً بالساحات كان يبحث عن وطن أو مدنية أو مساواة وهو بالأصل لا يؤمن إلا بالسيد والعبد والزنبيل والقنديل.. سأرفض الحوثي وبكل قوة أقولها لن أكون زنبيلاً تحت أقدام ما يسمي أنفسهم بالقناديل المحروقة وسأرفض كل جماعة تحمل السلاح ضد اليمن وضد إرادة شعبه, سيذكر التاريخ أن الحوثيين دخلوا منطقة شملان ومروا من أمام المدرسة الأمريكية وحتى لم يصرخوا..
وسيذكر التاريخ انهم مروا بنفس المنطقة وفجروا مقر الإصلاح ودار القرآن.. وسيذكر التاريخ أن الحوثيين سيطروا على صنعاء وكافة المؤسسات في الدولة ولم يتجهوا حتى تجاه السفارة الأمريكية بالرغم من وجود السفير الأمريكي بها بل بالعكس تم عمل نقطة تابعة لهم لحمايتها وهذا التصرف يثبت للعالم ويفقد الحوثي مصداقيته وكذب شعاره..
والسؤال الأهم: هل صنعاء هي حزب الإصلاح؟! هل مؤسسات الدولة والقوات المسلحة ملك لحزب الإصلاح, أين كانت أخطاء الإصلاح في الماضي؟, فلا يجوز أن نشمت فيهم أو نفرح بما يحصل لهم وبأي حق أو دين أو مذهب يجوز استباحة دم الإنسان أو ارده أو عرضه؟. الإصلاح لم ينهب مقرات المؤتمر الشعبي العام أيام ثورة 11 فبراير ولم يطرد الحوثي من الساحة ولم يستبح الدماء أو فجر المباني بهذا الاستعراض الهمجي والتقيت..
حقيقة أعلن تضامني الكامل مع حزب الإصلاح وما يتعرض له من همجيه.. وبالتأكيد غداً كل بيت في اليمن سيدفع إنْ ارتضينا بهذه المهزلة سيلعن التاريخ كل من ينتهك الإنسانية بهذا الأسلوب والطريقة وسيتهدم كل من ناصر هذا العنف الأحمق والثأر السياسي العقيم. والدليل واضح ها هي جماعة الحوثي ترفض التوقيع على الملحق الأمني للاتفاق السياسي، مما يشير إلى أنها ليست مستعدة لسحب مسلحيها من صنعاء في الوقت الراهن.. وينص الملحق الأمني على وقف إطلاق النار، وانسحاب جماعة الحوثي من المواقع التي سيطرت عليها بصنعاء.. المثير للسخرية والضحك هي كلمة "ملحق" يعني بأن المبادرة الرئاسية لم تكن تحتوي هذا البند بالأصل, فليريني كل من يدّعي انه خلص من حكم العسكر والقبيلة كيف يستطيع أن يخرج الحوثي من العاصمة؟.. كم هو محزن ما يحصل وفعلاً" وطن لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه".