;
أحمد حسن الشرقاوي
أحمد حسن الشرقاوي

لماذا المجلس الثوري المصري.. الآن 1134

2014-09-22 21:33:28


الثورات تنضج بمرور الوقت. الثوار يكتسبون خبرات مع تواتر الفعاليات والتحركات ضد النظام.. هذه طبيعة الأمور ويجب الاعتراف بأن الثورة ليس فى يدها "عصا سحرية" يمكن أن تضرب بها الطاولة فيسقط الانقلاب العسكري بقيادة السفاح عبد الفتاح السيسي. وهذا الكلام ليس يأسا أو تيئيسا، بل على العكس، فان خبرة العمل على مواجهة الانقلاب طوال العام الماضي تثبت ان الانقلاب يخسر في مواجهة الثورة. والدليل ان معسكر مناهضة الانقلاب يتدعم ويزداد عددا وعدة بينما خندق مؤيدي الانقلاب ينحسر ويتراجع فى العدد على الأقل.
ومع الأخذ فى الاعتبار فشل الانقلابين في تسيير أمور الدولة وقراراتهم الغبية الحمقاء بخصوص الأسعار وإفقار المواطن البسيط، فاننا نستطيع القول ببساطة ان الثورة عندما اختارت طريق السلمية من البداية فهي اختارت الطريق الأصعب لكنه الطريق الأنجع والأنجح فى الوصول الى الغاية وهي اسقاط الانقلاب.
سلطة السفاح عبد الفتاح السيسي تتمني ان يرفع الثوار السلاح ضدها فيدخلوا فى معركة غير متكافئة، تماما مثلما فعل الثوار فى سوريا فى مواجهة نظام السفاح بشار الأسد، ومن الروايات التى سمعتها من أحد قيادات الثورة السورية ان بعض الشباب الثوري المتحمس منتصف عام 2011 كان يدعو على مواقع التواصل الاجتماعي الى ضرورة "تسليح الثورة السورية"، وكان بعض هؤلاء يستيقظون من النوم فى الصباح ليجدوا بنادق وأسلحة على أبواب بيوتهم !! كانت هذه الرواية تتم روايتها لي فى إطار ندم بعض قادة الثورة السورية على موافقتهم على تسليح الثورة لأن هذه أمنية الديكتاتور سواء فى سوريا أو مصر وغيرها.
الديكتاتور يتمني أن يحمل خصومه وأعداؤه السلاح ضده، ويغيظه تماما ألا يفعلوا،لأنه يعلم ان عدم حمل السلاح يسقط من يده أهم ورقة تمكنه من العصف بهم وقتلهم جميعا. هذا ما حدث لبشار الاسد الذي قتل ربع مليون إنسان من شعبه ثم ترشح فى الانتخابات الرئاسية دون أن يغمض له جفن، وانتخب رئيسا ويلقي دعما من المجتمع الدولي ويخاطبهم بالقول أنه ونظامه يمثلان خط الدفاع الأول عنهم ضد الارهابيين والجماعات الارهابية.
الانقلاب هو الارهاب، الديكتاتور هو الذى يصنع الارهاب صناعة، يصنعه على عينه، تقوم أذرعته الاعلامية بتغذيته وتسويقه وتخويف الناس ليس فقط من الارهاب ولكن من الدين نفسه.
القضية الآن باتت واضحة، وليست فى حاجة الى الشرح والتفسير، الديكتاتورية العسكرية والانظمة البوليسية المخابراتية هي سبب البلاء، وهي الثورة المضادة، وهي الطرف الثالث الذي ظللنا نبحث عنه طوال فترة ما بعد 25 يناير 2011 وحتي انقلاب 3 يوليو 2013. لذلك فان شعار ثورتنا يجب ان يكون:" لاسياسة فى الجيش..ولا جيش فى السياسة". الجيش يتعين ان يعود الى ثكناته ويتفرغ لمهمته المقدسة فى الدفاع عن حدود البلاد ولا يتدخل فى السياسة. ولا يجب ان تدخل السياسة الى الجيش سواء بمنح العسكريين حق التصويت فى الانتخابات أو غيره. الجيش عمله احترافي ويجب ان يظل كذلك. أما العصابة أو الميليشيا التى تسيطر على الجيش حاليا وترتبط مصالحها بأعداء الوطن فى اسرائيل والغرب، فان مصير هؤلاء معروف مهما طال الزمن.
المجلس الثوري المصري تأسس بعد مرور عام كامل من مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة.. لماذا؟..
لأن تجربة العمل الثوري نضجت طوال 12 شهرا، وحمل التحالف الوطني لدعم الشرعية عبء مقاومة الانقلاب، وحاول تجميع القوي الوطنية الأخرى، ويأتي تأسيس المجلس الثوري المصري استكمالا لجهود الثوار طوال عام كامل للتنسيق بين الثوار فى الداخل والخارج، وقيام المجلس بالمهام التي لا يتمكن الثوار فى الداخل من القيام بها بما فيها التواصل السياسي مع البرلمانات والحكومات الأجنبية، والتواصل مع المنظمات الحقوقية والتأثير في الرأي العام الدولي عبر تنشيط التواصل مع الاعلام الأجنبي، لأن الرأي العام في الخارج يؤثر على الحكومات.
أول قرارات المجلس التي تعلن خلال ساعات هي ان الثوار لن يعترفوا بأي اتفاقيات أو معاهدات أو صفقات تبرمها سلطة الانقلاب مع دول أو هيئات أو شركات فى الداخل أو الخارج. نعلم ان الله ناصرنا ويقينا فان الحق سينتصر في النهاية، " والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون". صدق الله العظيم.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد