لاشك أن التحضيرات والاستعدادات التي تتم على قدم وساق هذه الأيام في العاصمة وفي عموم المحافظات للاحتفال بذكرى ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين, ربما تكون لهذه التوجيهات مدلولاتها ومعانيها ومقاصدها الجوهرية والوطنية لاسيما عندما أصبح تسويق الفوضى على حساب المكايدات وإعلان الانقلابات على حساب المشاريع والأجندات, وتجاهل الوقوف أمام الحقائق والوقائع والمستحقات بدون الرضوخ والرجوع إلى الوثائق والبراهين والمستندات, فمن هذا المنطلق وحتى لا نظلم أولئك الأحرار والثوار الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحرية والاستقلال والحياة الآمنة والمستقرة والعيش الكريم, ربما كانت نفحات وكرامات ومتطلبات وطموحات أولئك الأبطال لاتزال تفوح شموخاً وكرامة ووحدة وقوة وصرامة, فعلى دروبهم وسيول دمائهم نال الشعب شرف العزة والكرامة والحرية مهما يحاول البعض التشكيك والتحريض والدعوة إلى الانقلاب على تلك المعاني والأهداف باللهث وراء المادة والطرود والتسول السياسي من كؤوس اليهود أو من فناجين الفارسين الذي يتم تنفيذها اليوم على حساب السيادة والكرامة والحرية وعلى حساب الوحدة والديمقراطية واليمن الاتحادية.
فاليوم وعلى هامش تلك المتغيرات والتوجهات والتحريضات والتصعيدات التي تقوم بها وتتبناها الجماعات الإرهابية والظلامية والتشطيرية والانتقامية والسياسية التي فقدت مصالحها و التي تسعى اليوم وتنفذ مخططات الحاقدين والفاشلين والمارقين والمنافقين وبتوجيه من الأشقاء وبتمويل من الأصدقاء وبسلاح من الأعداء, والضحك على الشرفاء والبسطاء وبشعارات كاذبة تخدم فيها ومنها الأعداء, وبمجهود وسواد المغرر بهم من الأبرياء كانوا أو من العملاء.
المهم مهما كانت النوايا والمصداقيات التي ربما كانت تحتويها أو لا تزال تتمسك بمشاعرها وبشعاراتها تلك القوى والأنظمة السابقة والحالية كانوا من الحكام أو من المحكومين الذين ظلوا عقوداً من الزمن في شمال الوطن وفي جنوبه وهم يحتفلون ويتغنون ويسطرون كل ما في وسعهم وسعيهم وطاقاتهم الحكومية والحزبية والخاصة للاحتفال وللتضاهي والتعالي والتصريحات والدعايات المتعلقة بالثورة والاستقلال والجمهورية والوحدة, فأين الكرامة والحرية والشموخ والوحدة والوسطية والتعايش ونبذ الطائفية والحقد والكراهية من ملفاتكم وخصوصاً عندما تحاول اليوم بعض القوى والجماعات والزعامات والشخصيات القبلية والاجتماعية والمليشيات المسلحة والمناهضة للنظام الحالي وللحكم وللواقع من أساسه لمحاولة التخلي والتحفظ ودعم الانقلاب على النظام والقانون وعلى الوثائق والمواثيق والمبادرات ومخرجات الحوارات بحجة التعنت والاحتدام والانتقام والتعاون على الإثم والعدوان وتجيير الطائفية والمناطقية والبعض على نهج التغرير والتحريض وشراء الذمم والولاءات من القيادات ومن المكونات والبعض تعمد التنكيل والطوفان وخرق السفينة عليا وعلى أعدائي والبعض لا يزالوا يتحفظون ويترقبون والبعض تخلى وتمرد تنفيذاً لمخططات مبنية على ذلك.
فمثل تلك التوجهات والثقافات المنحرفة والمتطرفة والمغايرة والمعادية والمغرر بها لاشك أنها تنتظر الغلبة وتنتظر الفرج وتنتظر قوة وهيبة الدولة وتنتظر الانهيار والإحتراب والتشظي والانقسام لتلبي طموحاتها وأهدافها على حساب تغذية الصراعات وخلط الأوراق والتسويفات.
فلم يتبقى اليوم أمام الدولة والجهات ذات العلاقة والشرفاء والغيورين والوطنيين والأحرار من أبناء هذا الوطن سوى وضع النقاط على الحروف وننتقل من الأقوال إلى الأفعال وننفذ معاني ومبادئ الحرية والحوار والتسامح والإخاء على الواقع. فاذا تم درء ودحر وقمع المؤامرات ومشاريع الانقلابات لاشك أن الاحتفالات سوف تكون رمزاً للواقع الملموس, أما إذا ظلينا نحتفل بالثورات والحريات والانتصارات وفي نفس الوقت نفقدها ونتخلى عنها ونتهاون بالحفاظ عليها بل ونتخلى ونفقد مدناً ومحافظات ومعسكرات بيد المليشيات والعصابات وتحاصر عاصمة الجمهورية والثورات والدولة والجهات المعنية لا تجيد فن الجندية والوطنية والخيارات عند ذلك لا تغني الوطن واليمن والثورة والوحدة تلك المجاملات وتلك البروفات والاحتفالات.. والله المستعان..