;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

مهمة البعوث الأممي والحوثيين والأمريكان 1486

2014-09-19 21:47:42


الحوثيون خاضوا حروباً عدة ضد الشعب اليمني وليس ضد الحكومة اليمنية حتى من حكم المخلوع علي عبد الله صالح، وهو اليوم مع منظومته العميقة يساعدهم وهذا يزيدنا فهما للعبة ويكشفها لشعبنا، ويتضح أن وقوف هذه الأطراف كلها إلى جانبهم كي يستخدموهم في ضرب ثورة شعبنا اليمني الثائر الذي خرج بكل فئاته يدمر سلميا كل المخططات الاستبدادية ويدعو لبناء يمن جديد يقوم على الحرية والعدالة والمساوة والندية في التعامل مع مراكز القوى في الداخل، وكذلك العدو الخارجي الذي صنع حاكما مدمر لليمن طوال ثلاثة وثلاثين سنة، ولا يخفى على شعبنا، دخول إيران على الخط وبقوة غير ذلك التوجه الذي صنع له صالح إلى توجه آخر يتماشى مع مصالح أمركا وإيران المتحالفتين استراتيجيا في تغيير الخارطة في العالم العربي بل والإسلامي مما جعل ماليزيا والسودان وغيرهما من الدول تنتبه لهذا المخطط وإدراك أن أي شعب يدخله إلى الإيرانيين يقدمون معهم الشيطان الأكبر من جهة، ومن جهة أخرى فإن تطلعات الحوثيين في إنشاء دولتهم التي يحلمون بها ويرون أحقيتهم بها. يتحالفون مع هؤلاء لتحقيق ذلك الهدف ومن أجله شن الحوثيون حربا على السلفيين الذين تتهمهم أمريكا بتفريخ جماعة الجهاد والتكفير في دماج وقتلوا أعدادا منهم واستطاعوا ترحيلهم جميعا من دماج باتفاق من بن عمر وتنفيذ ها دي، إلى مناطق متفرقة في اليمن، وحققوا أول نصر كبير لهم في ظل صمت أو تواطؤ الدولة معهم وكذلك صمت دول الخليج والدول العشر للأسف الشديد، ربما لقناعتهم أن الحوثيين سيحاربون الإخوان في اليمن – الذي لاوجود لهم في اليمن لكن ستحارب القوى الوطنية التي دوما تدافع عن شعبها وتأبى لهم الذل وقد اصبح الإخوان عدوهم المشترك - ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء!! ولكن هل سيتحقق لهم ذلك؟ هذا ما أشك فيه كثيرا لأن الحوثيين أصبحوا أصحاب عقيدة لا يمكنها التماهي مع عقيدة السنة طويلا وبالتالي فإنهم لن يقبلوا مجاراة دول الخليج السنية في مشاريعهم السياسية خاصة إذا اختلفت الأهداف بينهم. وبعد أن قضى الحوثيون على السلفيين اتجهوا لتحقيق هدفهم الأصلي فاتجهوا صوب عمران ثم صوب صنعاء والجوف وحجة منذ رمضان الفائت، دون الشعب اليمني وشاهد قتلهم للسنة ومنعهم من صلاة التراويح وهدم مساجدهم ودور القرآن، تنفيذا لمخطط تجفيف المنابع الذي تتبناه أمريكا وتأمر به حلفاءها، إلى غير ذلك من أعمال القتل والهدم والتخريب، وهاهم اليوم وسط العاصمة صنعاء يتظاهرون بأنهم إنما دخلوها لتحقيق بعض المطالب السياسية ولكن الهدف غير ذلك كما هو معروف، ولا أشك أبدا انهم سيكونون خطراً مباشراً على الخليج لو تم لهم الاستيلاء على صنعاء. شاء من شاء وأبا من أبا مع أن شعبنا بإذن الله سيتخذ قراره في الوقت المناسب (ولينصرن الله من ينصره) وإزاء كل ما يفعله الحوثيون في اليمن ومع أن شعارهم الذي يرفعونه هو: (الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام، إلا أن الأمريكان حريصون على أن لا يصاب الحوثيون بأي أذى!! ولا يستبعد أنهم يضغطون على حكومة اليمن أن تتركهم يفعلون ما يشاءون وهذا يرجحه أنهم قتلوا أعدادا من الجيش ودخلوا صنعاء والحكومة صامتة لا تفعل شيئا عدى دعوتهم للمفاوضات!! ولا أدري كيف ستفاوض دولة فريقا ينتمي إليها وقد دخل عاصمتها عنوة وبقوة السلاح ويريد فرض ما يريد بالقوة!! أمريكا تقتل الكثير من الأبرياء في اليمن بحجة محاربة الإرهاب!! ومعروف أنها قتلت مجموعات لا صلة لهم بالإرهاب وكله عن طريق الخطأ كما تقول لكنها لم تتوقف عن هذا الخطأ المتكرر كما أنها لم تعتذر عن قتل الأبرياء بل ولم تعوضهم على الإطلاق، كل تلك الجرائم التي ارتكبتها كانت تضعها تحت مظلة محاربة الإرهاب لأن القاعدة في اليمن تهدد مصالحها!! لكن الحوثيين شعارهم (الموت لأمريكا) وكذلك الموت لربيبتها وحبيبتها إسرائيل ومع هذا فهي لم تجرم الحوثيين ولم تصنفهم بأنهم إرهابيون رغم كل ما ارتكبوه من مجازر!.
 الواضح أن أمريكا تجامل إيران كثيرا في هذا الملف ؛ فهناك مصالح مشتركة بينها في العراق وهذا يقاضي التغاضي عن مشروع الحوثيين في اليمن، واستفاد الحوثيون أيضا من توجه بعض الدول الخليجية من محاربة الإسلام السياسي، كما أن توجه أمريكا وآخرون لمحاربة الإرهاب في اليمن يصب في صالحهم كثيرا إذ أن الكل صامت عن مشروعهم الخطير الذي قد يهدد الكثيرين في حال نجاحه. أمريكا لا يهمها مصالح الشعب اليمني ولا العرب ولا يهمها الدم العربي كيف يراق ومتى، كما لا يهمها الإرهاب إذا كان بعيدا عن مصالحها، هي تستخدم كل من تستطيع لتحقيق ما تريد، وتحارب من تريد إذا لم يحقق مصالحها والذرائع كثيرة ومتوفرة ولا يهمها من يرضى ولا من يغضب، فالحق للقوة وحدها وهي تملك حاليا هذا الحق، ولكن يبقى الآخرون الذين عليهم أن ينظروا إلى مصالحهم سواء أرضيت أمريكا أم غضبت وليكن شعبنا يقظاً وليدرك أن الله لا يصلح عمل المفسدين.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد