اليوم لابد للمتصارعين اليمنيين أن يتحرروا من أهوائهم من اجل بلدهم وشعبهم ويفكون القيود والتبعية وألا يأتمرون للخارج وعلى الشعب أن يعرف أن من عاشوا في حياتنا يمثلون القوة سيأتي عليهم يوم ويكونون ضعاف ومنسيين ومن يعتبرون انفسهم في الداخل اسود وما على الشعب سوى ترك الولاء للأحزاب والجماعات وان يتوجهوا بحبهم وإخلاصهم لليمن وسوف يرفع من فوقهم إن شاء الله الحزن والألم مهما طال الزمن بعمر الظالمين وما مع اليمنيين اليوم إلا أن يدعوا و يبحثوا عن من يوصلهم ويكون على نهج وحكم العظماء الذين أرخت لهم وباركت لأفعالهم شعوبهم في كل زمان و يا ليت ذو القرنين الذي أخلص النية والعمل لله وعمل بالأسباب التي توصله إلى الحق والصواب لكي يتبين من الصادقين والكاذبين لينتصر في النهاية للضعفاء ويوقف الفاسدين ، يكون له شبيه عندنا لكي ينقذ الشعب في اليمن الذي لم يرى النور بعد أن رحلوا من شيدوا الحضارات في اليمن ، لقد قامت على ارض اليمن اعظم الحضارات ومنها ما كان في عهد مملكة سبأ وملكتها بلقيس المشهورة بالرأي والحكمة وعرشها العظيم وقصتها مع النبي سليمان عليه السلام ولقد من الله على مملكة سبأ وشعبها بالخيرات ، ولقد ذكرهم الله في القران (( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وعن شمال ، كلوا من رزق ربكم وشكروا له بلدة طيبة ورب غفور)) صدق الله العظيم سورة سبأ آية (15).
وبعد إنكار اليمنيين للنعم التي اسبغها الله عليهم عاقبهم الله باستبدال جنتيهم وبانهيار السد ، رحل اليمنيين عن بلاد السعيدة اليمن وكان الانهيار الأكبر بإرسال سيل العرم وكان أكبر نزوح لأقوى شعب في العالم آن ذاك فمزقهم الله وباعد بين أسفارهم بحسب طلبهم فكانت الهجرة إلى كل بقاع الأرض لأنهم بطروا معيشتهم وافسدوا فيما أعطاهم الله فكان الجحود وكان الكبر والعصيان وكان عليهم إبليس سلطان وكم اليوم من أباليس وشياطين عندنا في اليمن ، وبعد ذلك توالت على اليمن الغزوات والاستعمار للأحباش والفرس والرومان والأتراك والإنجليز ’ ولربما نحن بقايا منهم لم ندين لهذه الأرض بالحب والولاء ، لقد رحل الأصول ممن شيدوا القصور والسدود والمدرجات والقنوات الزراعية ورحلوا بمجدهم وكبرهم وبقينا نحن البواقي ممن سكنوا هذه الأرض في هذا الزمان بحقدنا نأكل بعضنا ومن جيل إلى جيل ونحن خلف الشعوب والأمم لأننا لم نحسن العمل والولاء لليمن التي أكرمتنا وأحسنت إلينا وقابلنا العطاء بالفساد ونشرنا الفتن لذلك تأخرت اليمن ، بعد رحيل أهلها العظماء وبعد أن تغير شعبها وتغير اسمها ومن بلاد السعيدة إلى بلاد الحزن والخيلاء لم نهتدي أو نعود أو نحسن العمل كشعب نعيش على هذه الأرض ، لقد ارتضينا بالشعارات التي لم تبقينا للحياة بل نموت أحياء من مصائب القيادات التي لم تحسن الولاء ولا يوجد لدينا شيء نعتز به سوى الخطابة من فلاسفة الوجود والمبدعين في المكر والنصب والنحت والزخرفة وملئ الجيوب والعمالة للخارج ، ينتصرون لأهوائهم وليس لمطالب الضعفاء والمساكين ، يقدمون البرامج والخطط لكي نبعد عن بعضنا ، يهيجون العواطف ويستغلون عدم وعينا ومن جهلنا نتقدم الصفوف نموت ولا ندري لماذا كان موتنا يلعبون يختلفون يجتمعون وكأن البلد في قبضة مجموعة من الأطفال يتظاهرون يعتصمون يزحفون يضحكون على من يبحثون عن نصرة المظالم وعن من يبحثون عن قوت يومهم أو بمن يحلمون بالمناصب وفي حقيقة الأمر المتظاهرون والمسمى المجاهدون على قتل إخوانهم لم يوصلوا ولم يحققوا شيء مما عملوا والنتيجة أن وعد القادة الذين يحتمون داخل القصور وفي الكهوف وفي الجبال وعدهم للشعب كما وعد (عرقوب) فهل جاء الوقت لنعي ما يخططون له وما يرسمون وهكذا تظل اليمن بعيدة عن التطور والنهوض والمشاريع فيها للقتل وللخراب والدمار ، هؤلاء هم من يقودون بلدنا إلى الانهيار فهل عرف الشعب المخزن للقات ومن يتظاهرون ، حقيقة ما يدور بأنهم وسيلة من وسائل الوصول ، لكل متآمر وعميل وفاسد ومن أرادوا أن يستحكمون ويتحكمون بمصير الشعب والوطن لن يفلحوا مهما كانت أدوات مكرهم ومهما كان المزيف والمخادع والفاسد والظالم في زمانهم بطل ، وما أشبه حالنا بقوم يأجوج ومأجوج وكم نحن بحاجة إلى من يشبه ويتصف بخلق وإيمان وقوة وحكمة ذو القرنين الذي أطاع فأحسن فشكر ثم توجه فعمل فعدل ثم أقام فحكم فكان الرضى والتمكين ونصرة المساكين والتأييد من الله والنصر على من ظلم وكم نحن بحاجة ذو القرنين ينقذنا في اليمن لقد طغوا في زمانهم يأجوج ومأجوج فأرسل الله لهم ذو القرنين الرجل الصالح المؤمن الذي لا يخشى في الله لومة لائم وكم من أحفاد ليأجوج ومأجوج من أعداد منهم في اليمن على مستوى القرى والعزل والمديريات والمدن والمحافظات وكم هم وكم أعدادهم في الوزارات والإدارات وعلى كل المنافذ والموانئ والمطارات والمصالح والمعسكرات معروفين بقصورهم وسياراتهم والمرافقين بأسلحتهم وكم يا أحفاد لهم و يا اتباع ، هم مع الأحزاب ومع الجماعات مشائخ ووجاهات وهم مع من باع ومع من يشتري ومع من يدفع اكثر أحفاد يأجوج ومأجوج افسدوا علينا زماننا وحياتنا معهم كلها نقم أين ما ذهبنا هم أمامنا ليس لنا من مفر ’ وضعنا لا يستحق معهم ان يذكر ، كم من مصائب ترتكب وجرائم في اليمن من الحروب والأزمات وما ينشر من الفتن ومن الرعب والخوف التي تحدثه الخلافات السياسية والمناطقية والمذهبية والصراعات على المجتمع بكل مستوياته ، لقد شلت الخدمات وانعدمت المتطلبات ومعها غابت المبادئ والقيم حتى أن الحياء ذهب وبذهابه الظلم انتصر ، وضعنا مخيف فساد يتم توريثه وتدريسه للمجتمع وهو الشيء الوحيد الذي بقى في اليمن ، مظاهر ومظالم تشهدها اليمن فلم يتحقق أي تغيير ولم يتغير أي شيء مما يوجد من المعاناة والقصور الذي يصاحبنا في كل الإدارات والمصالح والوزارات في اليمن ، إلى متى يستمر الوضع في اليمن بهذه الصورة ، يواجه المواطن نتائج الصراعات ما بين الأحزاب والجماعات وما ينتج عنها من استمرار هذا الشعب في التجارب التي تبقيه في التخلف وكأن العقل اصبح عاجزا في هذا البلد عن الرأي أو الهداية ، لقد توقف النمو وتوقفت الطاقة وكأنه ليس لنا كيان نستكمل به الطريق لنقضي به على التخلف الذي أخرنا كثير ، لقد توقف عندنا النمو السياسي والاقتصادي وظل لدينا النمو الاجتماعي بدون ضوابط توصلنا إلى حقيقة التطور والنهوض وأصبحت لدينا حقائق مغلوطة أن المال العام والحق العام مباح ومع هذا المفهوم تولدت لدينا المكانية استباحة حقوق الآخرين المواطنين ، كل هذه الأعمال والأفعال حطمتنا بفضل انعدام الضوابط والالتزام التي توقف المتهورين من ارتكاب الإجرام ، ما أصابنا في هذا البلد هي العاطفة والاندفاع والدعاية والحماس والإشاعة التي تقودنا إلى استغلال ذوي الجاه والنفوذ والسلطان لنا ، لقد قادتنا عواطفنا المتسرعة إلى المهالك وإلى نهاية النهاية بفضل ما يتم وضعه أمامنا من تصورات مغلوطة وعوائق مع عواملها التي استحكمت علينا الذلة والمهانة وتوالت الشواهد وانكشفت نارها وتزايدت قوة وصلابة عواملها وتعطلت مناهج الخير واستبعدت حتى الأمانة استحكمت مناهج الشر والتخلف وفتحت أبو أبها أمام العامة وتجاوزت بهذا المفهوم كل القيم وحاصرت من بيديه نية المقاومة وأوجدت في طريق الشعب مجموعة من التناقضات تؤدي إلى عوامل محبطة للحياة وغابت على ضوئها الكرامة واستغلت أمامنا مقدرات الوطن لصالح فئة أو حزب أو جماعة ، هكذا تم تربيتنا على أن الرئيس يبقى رئيس ولو لم نحصل منه على النهوض أو المكانة والوزير يبقى وزير ولو غابت عنه الأمانة والمحافظ يبقى محافظ ، أهم شيء يكثر كلامه ، يفسد كما يشاء ولا أحد يلومه والقائد يبقى قائد ولو يحصل منه المهانة لأن معه مجموعة له حصانة والمدير يبقى مدير ولو تعطلت مصالح المواطنين أمامه والقاضي يبقى قاضي ولو مالت كفت الميزان تعتبر سهو أو نسيان في حكمة ، هذا هو وضع اليمن في زمن اللصوص والخونة واللئام ، أحكام تكيف وتصاغ كما يريد الخصوم لا أحد يحاسب أو يعاقب من يقوم بالخيانة .
كل شيء في بلدنا مفروض عليه ألا يعيش من يريد الكرامة ولا بد له أن يبحث له عن حماية وضع لا يمكن أن يتحمله من يعيش على هذه الأرض إلا من معه قبيلة أو حزب أو جماعة ، اللهم يامن أنت يا الله فوق كل ذي علم عليم جنب اليمن شرور المتآمرين والمتصارعين والساكنين فيها وجنب اليمنيين من شرور بعضهم.. اللهم آمين .
محمد أمين الكامل
كأن ليأجوج ومأجوج أحفاد في اليمن 1974