تحت عباءة المطالب الشرعية الثلاث.. يحاول زعيم الجماعة الحوثية أن يستغل الوضع الاقتصادي المتأزم وحالة الإرباك النفسي التي يمر بها المواطن اليمني لتحقيق مآرب ونوايا غير شرعية ولا تمت للوطنية بصلة.

عبد الملك الحوثي الذي نراه هذه الأيام يظهر على قناته الخاصة قناة المسيرة بخطابات وادعاءات يذكرنا بخطة "حصان طرواده" غير أن الحصان اليوم يتمثل في ثلاثة مطالب هي إسقاط الجرعة، إسقاط الحكومة، تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في حين لا يدرك زعيم الجماعة أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق وأصبح ـ عن حق ـ على علم ودراية بما ينفعه وهو قادر دون وصي ان يرسم خارطته المستقبلية ويعيد بناء نفسه بنفسه.

ما حدث في عمران خير شاهد ودليل دامغ على أن الحوثي وجماعته يسعون إلى توسيع رقعة سيطرتهم على كافة محافظات الجمهورية، فقد كانوا يتحججون في صعدة بأنهم يدافعون عن انفسهم وأنهم وبمقاومتهم لقوات الجيش والأمن إنما يقفون موقف المدافع عن نفسه لكن - وفي ظل الأوضاع السياسية المتقلبة وحالة عدم الاستقرار التي تعرضت لها اغلب البلدان العربية وعلى رأسها بلادنا بما سمي بالربيع عربي ـ سرعان ما تبددت الغيوم وانكشف المستور ووجدنا جماعة الحوثي تهاجم " حوث ، عمران ، أرحب ، الجوف ، والآن تحاصر صنعاء لكن ليس من هنا تأكل الكتف.

ما يجب أن يدركه زعيم الجماعة وجماعته أنهم يعيشون في دولة جمهورية ـ ديمقراطية وأن الفرصة سانحة أمام الجميع للوصول إلى مناصب حكومية حساسة وحقائب وزارية رئيسية داخل الدولة لكن ليس عن طريق العنف وفرض قوة السلاح وإنما عن طريق الاستفتاء والمنافسة الحزبية القانونية والشريفة وأن الشعب اليمني لم ولن يقبل العودة إلى زمن الاستبداد والاستعمار سواء الطائفي أو الإمامي.

الغريب ـ عن حق ـ أن عبد الملك الحوثي يجهل أو يتجاهل أن ما يطالب به يضعه أولا على قائمة الاتهام خاصة وأنه شارك وساهم في مؤتمر الحوار الوطني ووافق على مخرجاته ونتائجه وعلى رأسها ضرورة تسليم السلاح الخفيف والثقيل الذي بحوزته هو قبل غيره سواء قبل إقرار مخرجات الحوار الوطني والذي استولى عليه وجماعته من معسكرات صعدة أو بعد الخروج من مؤتمر الحوار الوطني ومهاجمة عناصره ومليشياته لمعسكر وترسانة اللواء 310 مدرع في محافظة عمران والاستيلاء على جميع الأسلحة فيها.. فكيف تؤمنون ببعض الحديث وتكفرون ببعض.

ختاماً أتمنى ان يدرك الحوثي وجماعته سلبيات وأضرار ما يحاولون زج اليمن فيه ، ويجب ان يدركوا انهم لن يكونوا في منأى عن تلك المثالب والمعوقات التي يحاولون ان يزرعوها ـ بقصد أو بدون قصد ـ في دروب وتاريخ الوطن وأنه إن كان هناك ثمة خلاف أو تباين في وجهات النظر أو حتى مصالح ترموا الجماعة لتحقيقها والوصول إليها, فليس من هنا تُأكل الكتف وسينقلب السحر على الساحر.. والله المستعان على ما تصفون.