نعم يتحرك السيد بسياساته العدائية تجاه مكونات كبرى في الشعب وإملاءات خارجية تجعل من الحلم حقيقة واقعية تؤلمه وتطارده عند مرتفعات الجبال ومسارب الأودية من خلال أن يصنع له طرفاً عنيفاً لمواجهته على غرار داعش في العراق وكذلك سياسات رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي الذي أصبح يعبد إيران أكثر من عبادته لربه ووطنه, فكان أن أقصى المكون السني خصوصاً المعتدل من كافة مرافق الدولة وصناعة القرار وهو ما جعل تنظيم الدولة الملاذ الآمن لكل من تعرض لتلك السياسات الإقصائية المؤسسة على خلفياتها الطائفية بينما لا يمكن لأي طرف من أطراف الصراع في اليمن أو غيرها أن يتمكن من إزالة أو محو طرف آخر يخالفه في الفكر أو المعتقد أو غير ذلك, فلا يمكن للحوثي أن يتمكن من رقاب الناس بقوة السلاح ومعادلة الهمجية في مواجهة الديمقراطية فكل التحركات ومساعي التقدم التي يحققها الحوثيون ليست النهاية بل لن تكون بداية أو أساس يرتكز عليه الحوثيون بل ما يقوم به الحوثيون يأتي في إطار القضاء والسلف كما يقال؛ بيد أن محاور أخرى متقدمة في مثل هذه السيناريوهات تعيشها بعض الدول العربية ولن نذهب بعيداً لنتحدث عن الهمجية الأمريكية وأساليبها القمعية والعدائية تجاه المسلمين وهو ما جعل تنظيم القاعدة يتصدر المشهد في مواجهة هذه الهمجية بكل السبل والوسائل الممكنة.
وقد استطاع التنظيم أن يتمكن من بعض أهدافه التي أوجعت الإدارة الأمريكية وجعلتها اليوم أمام منعطف خطير كانت في غنى عنه وتتمنى أن لو لم تكن بتلك الطريقة في تعاملها مع الشعوب العربية والإسلامية بل والأقرب من ذلك وهو ما سنذهب إليه هو العراق بعد الاحتلال الأمريكي وسقوط نظام صدام حسين وفي غفلة الحرب تمكنت إيران عبر وكلائها وخططها أن تنصب مندوباً لها في حكم العراق, فكان نوري المالكي ذلك الشيعي الخبيث الذي يتلقى أوامره مباشرةً من طهران دون أي وازع من دين أو وطنيه وحينما تحرك المالكي كانت خطواته واضحه ومدروسة بل وممنهجة وفق السياسة الإيرانية والعصبية الطائفية المقيتة التي تحرك بها فحصلت في عهده مجازر ضد مكون السنة لم تحصل عبر التاريخ من ذبح ونحر وتفجيرات وقتل بالهوية لكل من يعرف عنه انتماؤه للسنة وليس ذلك فحسب بل أيضاً تم إقصاء السنة من جميع الوظائف الحكومية والشراكة في الحكومة وصناعة القرار وغيره بل ومحاربة السنة بشتى الوسائل إعلامياً غير كم هائل من التحريض وبث الفرقة والعداء المذهبي وكذلك سياسياً بالإقصاء وعسكرياً بالقتل والتنكيل والاعتقال والاغتصاب.
ومن هنا كان يدرك المالكي أن بوسعه أن يكتم صوت السنة لإقامة دولته الشيعية على أبواب المملكة السعودية الشمالية وعبر ذلك التوظيف الخاطئ لدور رئيس الحكومة كان مالم يكن في الحسبان بحيث ظهرت تلك الجماعات المسلحة المنتمية للقاعدة والتي تحاول نصرة السنة كما يهدف مشروعها لكنها قامت حمراء العين فجعلتهم أصغر مما يتخيلون وأقل مما يحسبون لا تعرف سوى حد السيف وقطع الأعناق وأكل الأكباد وغيره, فأصابت خاصرتهم وجعلتهم الآن يختبئون أو يهربون من عدلها أمام ظلمهم بينما لو جئنا نفكر قليلاً عن أسباب ودافع ظهور مثل تلك الحركات وخصوصاً في تلك المنطقة, لاشك أننا نستنتج أنها خرجت مقابل أفعالهم وظلمهم وجبروتهم ومحاولة طمس الآخر والاستقواء عليه كما هو الحال الآن في اليمن حينما تتحرك جماعة الحوثيين رغم حجمها الصغير وتتحدى بكل وقاحة شعباً بكامله وتحاصر صنعاء وتقاتل في الجوف وأسقطت من قبل بحربها وعدوانيتها المتسلطة محافظتي صعده وعمران وسياستها الرعناء في التعامل مع الخصوم بعد التمكن بفعل السلاح الإيراني المتدفق.
فما يقوم به الحوثي اليوم إنما مجرد صيحات ليوقظ بها تنظيمات متطرفة تجعل اليمن في المستقبل ساحة لصراع مرير يكون هو أول الخاسرين لأنه لا يمكن أن يبقى على هذا الحال في تحركاته المشبوهة والتي أراقت دماء كثيرين وأفقدت مصالح عامة وخاصة للبعض وتتنكر لوطنيتها مقابل فتات من الدعم الإيراني الهادف لزعزعه أمن واستقرار اليمن وسيكون الحوثيون هدفاً لتلك السكاكين الحادة التي لن ترحم أحداً؛ مالم يغير الحوثيون من سياساتهم تجاه وطنهم وشعبهم ومخالفيهم أيضاً.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
بسياساته.. الحوثي يصنع "داعش" 1169