هذا تصريح رئيس الجمهورية هادي الذي اختاره الشعب لحمايته وإخراجه من الوضع السابق الغارق في الفساد إلى أذقانه، في زيارته لحزيز موقع المعسكر 48 أقوى معسكر في اليمن المنوط به حماية العاصمة اليمنية، ونظرته لتجاوزات مليشيات سلفه صالح "أعني الحوثي" في قتل المواطن العامري وغيره من الجنود المرابطين تحت الزناد ينتظرون الأوامر قتلوهم بدم بارد وقتلوا العامري في غرفة نومه، لكونه امتنع من السماح لمليشيات صالح مرة أخرى "أعني الحوثي"، وعوضاً من أن يشجع هذا الرئيس الجيش والأمن، ويحملهم كامل القيام بواجبهم الوطني ويطالب الشعب بالوقوف مع قواته المسلحة كمساند، إذا به يفاجئنا بهذا التصريح المخيف، الذي يحمل كل مواطن مسؤوليته في الدفاع عن منزله.

 هذا المواطن الذي منع من حمل السلاح ويعتقد أن حماية المواطن وانتهاك دمه وعرضه وماله وحماية مسكنه وعاصمة شعبه هو واجب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو إعلان العجز وتوجيه للحوثي وحلفائه من مخلفات الحكم المخلوع الذي كان هادي أحد أركانه بأن يقتحموا صنعاء ويسقطوها، لأن معسكراته لن تحمي عاصمة اليمن ولن تدافع عن العاصمة وإن تحرك سلاحه العسكري سيكون لصالح الحوثي وحلفائه في قصف مناطق قوة المقاومة الشعبية، كما حدث في عمران ويحدث اليوم في الجوف.

 إن هذا التصريح ينبئنا نحن الشعب أن الدولة بقيادة رئيسها جزء من اللعبة لتنفيذ مخرجات خارجية متداخلة يمثل الحوثي جزءاً منها وهادي ورفاقه جزءاً ثانٍ، والرئيس المخلوع وباقي الحكم العميق من الفاسدين جزءاً ثالتاً.

 وقراءة في تاريخ هذا الرئيس وعمله مع الحزب الاشتراكي، ثم انقلابه عنه مع رفقائه الذين يحيطون به اليوم في القصر الجمهوري، تجعلنا نضع أيدينا على صدرنا خوفاً من خطة خطيرة ضد شعبنا تتكشف يوماً بعد يوم من التأني في غير محله، والتصريحات لهذا الرئيس ولمسؤولين من أتباعه وللحوثيين وبعض قيادة الدولة العميقة، هذا التصريح معناه تخلي الدولة بقيادته عن مسؤوليتها الوطنية لصالح الحوثية بكل توجهاتها، وإن شئت قل لصالح التحالف الذي يلبس ثوبه الحوثي جهاراً ويعمل الآخرون معه سراً وجهاراً، ثم هي دعوة خطيرة للحرب الأهلي، وجعل الشعب اليمني في فراغ دستوري من دون قيادة تحميه وإذا كان الأمر كما قال هادي في خزيز وكل منا مطلوب منه أن يدافع عن منزله, فلماذا أنت باقٍ في الرئاسة، وهل أنت لنا تباشر كياسة أم تمتهن تعاسة، ولماذا هذه المعسكرات المنتشرة في كل زاوية من صنعاء من الجيش والأمن؟, فإذا كنت تعقل ما صرحت به فعلى الشعب أن يطالبك بالرحيل فوراً وبتفكيك المعسكرات بحيث كل واحد منهم يدافع عن بيت قريبه ويقاتل مع جهته، ولا يقيد القوات المسلحة والأمن لصالح فريق التحالف الحوثي الرئاسي وباقي الحكم العميق، وحينئذ نقبل قولك كل يدافع عن منزله، أما أن تدعونا للتحارب الأهلي وأنت ترقص على رئاسة البلد وتغني على أصوات طلقات الرصاص، فهذا مالم يكن أبداً، ولن يقبله الشعب اليمني الأبي, فعليك مغادرة القصر الرئاسي رمز اليمن، ما دمت عاجزاً عن حمايته وترك الوطن، ما دمت لست مناضلاً ضد عدوه؛ ممن يحمل أجندات خارجية أنت تعرفها أكثر من غيرك وبيدك إيقافها، وصمت الرئيس "دهرا ونطق كفرا".. والله يحميك يا وطن الإيمان..