أصبح من الضروري جداً التعامل بأولوية وشفافية عالية من أجل الخروج من هذه المرحلة الضبابية على أن يكون التعامل شاملا وهذا ما سينتج حلولا جذرية لكل المشاكل العالقة والأزمات الراهنة التي توشك أن تقضي على البلاد تنطلق كل هذه الحلول ابتداء بإعادة هيكلة فخامة الأخ رئيس الجمهورية وتكون الهيكلة على أسس وطنية ووفق لمعايير حداثية تتمثل بعدة أجندة:
١- هيكلة شرعية وقانونية.. من أجل الوصول إلى رئيس صاحب قرار سيادي لا يفرط بالدستور ولا يساعد في انتهاك القانون كما حدث مؤخراً من تحكيم للقبائل وتسليم المدن للمليشيات وهذا ما أضعف سلطة الدولة والقانون..
٢- استقلالية القرار وعدم التبعية والازدواجية.. من أجل الوصول إلى رئيس قوي وصاحب مسؤولية وقرار يليق بمنصبه كقائد أعلى للوطن وهذا ما عانينا منه مؤخراً من سياسة المراضاة والازدواجية والكيل بمكيالين كالتعامل مع تنظيم القاعدة في أبين وما صاحب ذلك من حزم وقوة في تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة وما حدث في محافظة عمران من خذلان للجيش وغض النظر عن بطش المليشيات المسلحة القادمة بأجندة أخطر من أجندة تنظيم القاعدة أيضا ما يحدث من تطويق للعاصمة وانتشار السلاح والتجنيد من قبل مليشيات الحوثي وهذا ما اسقط القانون هنالك واخرج محافظة من منظومة الدولة.
٣- غرس الوطنية أو بالأصح إعادة إحياء بذورها في شخص الرئيس.. من أجل الوصول إلى رئيس حريص على الوطن وكل ذرة من ترابة وعلى أبنائه وكل مواطنية بكل ممتلكاتهم وهذا ما عانينا منه في السابق من الصمت عما يتعرض له المواطنون في دول الجوار من سجون وإهمال ومصادرة لحقوقهم ومن ترحيلات قسرية أيضا غض النظر بل والتسهيل من انتهاك سيادة الوطن من خلال ما تقوم به الطائرات بدون طيار التي تخترق الأجواء وتنفذ ضربات بالعمق اليمني والتي غالباً ما تكون الأهداف مدنية وعزل وتزهق أرواحا بريئة..
٤- العمل على تحديث عقلية الرئيس.. وهذا ما سينتج عنه رئيس حداثي يتعامل بعقلية الحاضر تاركاً الدعوات الرجعية يليق بكونه رئيسا بعد ثورة ضحى فيها الشعب بخروجه من أجل بناء دولة مدنية حديثة تبشر بمستقبل زاهر وتلبي طموحاته وهذا ما عانينا منه حيث لايزال الرئيس يتعامل بنفس عقلية الماضي أي ما قبل ثورة الشباب التي أوصلته إلى سدة الرئاسة فهو لم يلتفت للبناء ولم يسر نحو الأمام بل ولم يحاول التقدم نحو ما ينشده الشعب الذي كرس أحلامه في شخصه فما زالت التحالفات الرجعية والمراهنات القديمة وسياسة فرق تسد واجمع تحكم هي سيدة الموقف وهذا ما نتج عنه دولة عقيمة توشك على الانهيار..
٥- تجفيف منابع الارتهان للخارج.. وهذا ما سينتج عنه رئيس دستوري قوي لا يخضع لأي إملاءات أو ضغوط خارجية وهذا ما عانينا منه حيث وقد اضعف الارتهان للخارج سلطات الرئيس بل وأوجد قوى أخرى أحياناً توازي الرئيس وكل هذا أمام علم ومسمع الرئيس نفسه كما حدث من أوامر وضغوطات على الرئيس لغض النظر عن مليشيات كذا ومحاربة جماعة كذا والسماح لشخص فلان وغض النظر عن حزب علان وهذا ما عزز نفوذ تلك القوى على حساب القانون وسلطات الرئيس لذلك ونزولاً أمام المصلحة العليا للوطن وللشعب يجدر بنا البحث عن مبادرة جديدة تصحبها آلية تنفيذية مزمنة من أجل إعادة هيكلة الرئيس وبلورة دورة وإحياء بذوره إلا أنه ومن الضروري أن تكون هذه المبادرة من الداخل وبمعنى أوضح يجدر بها أن تكون مبادرة تنطلق من إعادة الاعتصام في كافة ساحات وميادين الحرية تنطلق من وسط زخم ثوري لا يرتهن للخارج ولا يسمح للأحزاب بتشريع حصانة لأي بند أو مترس أو فكرة في عقل الرئيس.
الوليد بن علي الشرماني
هيكلة الرئيس..! 1177