من تابع إدارة البلاد من قبل رأس النظام السابق علي صالح ويتابع إدارة البلاد للرئيس الحالي عبد ربه يلحظ بأم عينيه أن هناك تشابهاً وقواسم مشتركة بينهما لجملة من الأخطاء القاتلة التي دفع ثمنها الشعب وسيظل يدفعها.. ومن تلك الأخطاء..

صناعة الأزمات فقد استطاع النظام السابق أن يتحكم في بعض من تلك الأزمات- عن بعد - بغية تحقيق أهداف يرمي إليها.. أما الرئيس الحالي فافتعل بعض الأزمات في حكمه وكان موقف الرئاسة ضعيفا وغامضا في كثير من الأحيان ولم يستطع حلحلة أي أزمة.

 ومن القواسم –أيضا - سماح الرئيسين بطحن الشعب ولم ير الشعب عجيناً وهو ما عرف (بالجرع) التي زادت من معاناة المواطن اليمني رغم أنه كان بالإمكان إيجاد بدائل عن رفع الدعم. ومنها أيضا سعي الرئيس السابق لانتهاج سياسة فرق تسد في إثارة المنازعات بين بعض القبائل لضرب بعضها البعض بالإضافة إلى أن كانت القبيلة ولا تزال متغلغلة في كافة مفاصل الدولة لتخرج من تلك القبائل من تحت عباءة الرئيس السابق وهي جزء من الشعب لتنظم إلى الثورة الشعبية وكان أحد أسباب تقويض نظام حكمه.. أما الرئيس الحالي قد سلك مسلك سلفه ولكن بشكل آخر حيث سمح للصراع القديم في الشمال أن يعود إلى الواجهة بين الملكيين ومؤيدي الجمهورية والثورة بضرب بعضهم البعض دون تدخل الدولة وما حصل من تدخل لفه الغموض ليتفاجأ الشعب بسقوط محافظة عمران في أيدي الحوثين.

 وللأسف فإن الرئيس هادي قد علل ما حدث هناك بأنه من الماضي وأنه كان مشغولاً بقتال القاعدة جاء ذلك في سياق حديثه- مؤخرا عن الحوثي- بعد أن ضيق الخناق حول العاصمة وهو ما لم يكن في حساباته, مما جعله اليوم يناشد الدول الإقليمية والراعية للمبادرة الخليجية ومحذرا من الحوثي وداعيا الجماهير إلى الالتفاف, ليس ذلك فحسب بل إنه لجأ إلى تصوير جموع الشعب التي خرجت ملبية للاصطفاف بالطائرات ليتم عرضها في الفضائيات.

 وأخيرا رأيناه يقدم مبادرة يرفضها الطرف الآخر – بل ويمارس ذاك الطرف الإبتزاز السياسي الذي لا نعلم ماذا ستظهر الأيام القليلة القادمة حوله.. والسؤال؟ هل سيظل الرئيس عبد ربه في حواره السلبي مع جماعة مسلحة أم أنه سيتدارك ما يمكن تداركه قبل أن يقع الفأس على الرأس؟ عند ذاك لا ينفع الندم وسيكتب التاريخ أن الجمهورية سقطت بعد خمسين عاماً من قيامها في عهد الرئيس هادي الذي أتي بعد ثورة شعبية رافضة للاستبداد والتوريث.