حينما وُلِد التجمع اليمني للإصلاح في الثالث عشر من شهر سبتمبر 1990 م وُلِد عملاقاً فلم يمر بمرحلة الصِغَر على الإطلاق.- ولد هذا التنظيم فتياً شاباً لم يمر بمراحل طفولية لأن المرحلة التي وُلد فيها كانت أحوج إلى مثل هكذا مولود. وُلِد وبميلاده أشرقت نور الوسطية والاعتدال ، وبمجيئه جاءت الفضيلة وتربعت على تراب اليمن من أقصاه إلى أدناه .

وُلِد ليعلن للعالم أن كينونة الوجود قد لا تمر بمرحلة الطفولة ولا تعيشها نتيجة للظروف المحيطة بها . هذا التنظيم وخلال عقدين ونيف من الزمن كان وطنا لمن لا وطن له ، وكان موئلاً لمن ليس له مرفأ .

في تنظيم كالإصلاح لم ولن أجد ذلك الإحكام في بنائه والدقة في كيانه.

 إن الإصلاح اليوم وهو يواجه أكبر حملة من خصومه وحتى من شركائه السياسيين لا لشيء إلا لأنه يدور مع مصلحة الوطن حيث دارت. من يقف في وجه هذا البحر الخِضَم إلا من فقد بوجود الإصلاح مصلحته الشخصية.

من يقف في وجه الشمس الساطعة هم فقط خفافيش الظلام . هَبُوا لي إنساناً سويا بكامل قواه العقلية والأخلاقية وقف في وجه هذا الغيث محاولاً صد قطراته.

هَبُوا لي وطنياً محضاً وقف أمام مسيرة الإصلاح.

هَبوا لي مخلصاً تصدى لدعوة الإصلاح.

إنني حين أرى من يقف في وجه الإصلاح أحمد الله أنني كنت يوماً من جماهيره. وحين أرى خصومه العقائديين وهم يمارسون ما يتنافى مع عقيدة السماء أحس أنني أرتع في ملكوت رباني.

وحين أرى الشركاء السياسيين يغدرون به حيناً فيغض طرفه عنهم، ويعودون إليه فيقبلهم ولا يطلب منهم حتى مجرد اعتذار أحس أنه الروح الحانية مهما بلغ بهم من العصيان؛ لأنه يرى أن حدوده الوطن فلا مجال لرد أحد.

دمت أيها الإصلاح عظيما كما عهدناك ولقضايا الوطن حاملاً كما عرفناك.. دمت شامخاً عملاقاً.. دمت ظلاً نأوي إليه عند اشتداد الحر.

 أيها الإصلاحيون : يعقد اليمنيون عليكم الأمل في استعادة كرامة الإنسان اليمني والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره, فانهضوا من كبوتكم فليست الأولى والأخرى. لا يضركم من حولكم فقد عرف الناس أنهم فقط مجرد عصابات تسعى لأطماع ذاتية ومصالح شخصية.

قفوا فقد أصبح الوقوف واجباً حين يرغب غيركم في الجلوس وقد أعياه التعب.

لا تدعوا لليأس طريقا إلى قلوبكم وعليكم تعميق الإيمان بواجبكم وبمشروعكم المقدس.

أنتم أصحاب قضية عنوانها الوطن في حين نرى عناوين غيركم مخجلة تتمحور حول الطائفية البغيضة و الحزبية الضيقة و العصبية المقيتة والمناطقية المرفوضة، كل هذه العناوين وغيرها هي لغيركم. أخيراً أراني شادياً بما كتبته يدي قبل سنوات:

رفرفي أعلام عز اليمن** راية تشمخ عبر الزمن

 فإذا أسفر ليل المِحَنِ** هتف الإصلاح يحيا وطني

 ها أنا الإصلاح يا يمني السعيد** هاأنا إطلالة النصر المجيد

ها أنا إشراقة الصبح الجديد** وبشط المجد ترسو سفني

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 *مراكش -المملكة المغربية.