تمر بنا الذكرى الـ 24 لتأسيس الإصلاح لتذكرنا بالقيم والمبادئ والمنطلقات التي تجمعنا من اجلها وعلى رأسها ترسيخ الحرية والعدالة والمساواة والحفاظ على الجمهورية وأهداف ثورة 26ستمبر، فالذكرى تفرض علينا تجديد العهد بالوفاء للوطن الذي نأمل له الأمن والاستقرار والخير والتطور والعمل مع مختلف القوى السياسية الفاعلة والعمل على تلبية وتطلعات أبناء الشعب اليمني تجسيداً لقيم العدل والحرية والمواطنة المتساوية.
والذكرى كذلك مناسبة لتقيم الأداء، ورغم أن الإصلاح يمتلك التجربة العريقة والقديمة في العمل السياسي الذي أكسبه معرفة علمية دقيقة وواضحة وخبرة كافية في تصور أوجه القصور والتحديات إجمالاً من حيث الواقع وجزئياً من حيث المستقبل، إلا أن أي أداء بشرى فردي أو جماعي يصاحبه قصور البشر كسنة بشرية, فيحتاج إلى وقفات للمراجعة والتقييم.
إن الواقع يقول: إن التجمع اليمني للإصلاح كان ولا يزال له الدور البارز الكبير مع مختلف القوى الوطنية في تطوير مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والتوعوية والتنموية ومقاومة التعصب والمناطقية وتقوية المعارضة السياسية ،ولأن التجمع يجمع في إطاره الشرائح المختلفة وقوى التأثير المجتمعي المختلفة ويعول عليه تحقيق آمال الشعب المختلفة، فهو تجمع لقوى الخير والتعاون والتعاهد بالحق والخير والتواصي بالصبر إجمالاً.
والتجمع اليمني للإصلاح يسعى جاداً إلى التسامح والتعايش وفق الحدود المتاحة للبيئة اليمنية ولعل تحالفاته كانت ومازالت لصالح الوطن دائماً ولأحد يزايد في هذا الأمر ،واذا تضررت وحدة الوطن من طرف غير الإصلاح فيكون التحالف لصالح الوطن مهما كانت التضحيات ولو على حساب مكاسب الحزب ،ولهذا كان انسجامه مع مختلف القوى السياسية الفاعلة داخل البلاد ترجمة واضحة على ذلك، وأخرها الاصطفاف الوطني من اجل الحفاظ على الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني ، والتعامل مع قضايا الوطن بلغة الحوار، ونبذ لغة السلاح إلا لصالح الوطن ،وفي إطار الدولة وتحت سمعها وبصرها ومسؤوليتها ، واكبر دور قام به التجمع اليمني للإصلاح مع كل القوى الثورية, إزاحة مشروع التوريث للوطن اليمني لأسرة آل صالح والتعاطي بمسؤولية مع المبادرة الخليجية وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، والتعاون على الحفاظ على الجمهورية والثورة والوحدة والديمقراطية والعمل على متابعة تنفيذ وثيقة الحوار الوطني.
إن الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح تمر بنا اليوم وشعبنا اليمني يسعى جاهداً لتحقيق التغير الذي أجمع عليه اليمنيون ووقّعوا عليه وهو ما يتطلع إليه اليمنيون في بناء اليمن الجديد وتحقيق المواطنة المتساوية ،ورغم المعوقات والعراقيل التي تقف تجاه رياح التغيير، إلا أننا على ثقة بأن شعبنا اليمني سيتجاوز كل ذلك بحكمة وصبر وإرادة قوية ما دامت قواه السياسة والاجتماعية موحدة صوب تحقيق الدولة المدنية الحديثة، والتي أضحت مطلب الأجيال اليمنية ابتداءً من شباب ثورة 11فبراير.
إن التجمع اليمني للإصلاح يدرك بأن عملية التغيير تواجه تحديات داخلية فيه وخارجية عليه، وتحديات داخلية أمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتحديات خارجية أمام التغير بوثيقة الحوار الوطني, ونفهم بأن مشوار التغير صعب وطويل لان نظام صالح لم يكن نظام دولة وإنما نظام عصابة. بذل الإصلاح كل جهوده لإقناع صالح بترتيب دولة فلم يفلح، فتحول إلى المعارضة.
التغير يحتاج حكمة وتدرجاً ومرحلية وروحاً جماعية تشاركية، حتى يخرج الوطن معافى من الحرب التي تسعى بعض الأطراف لتأجيجها بالتنسيق مع صالح، ولهذا لابد من الحكمة للخروج من كافة الخسائر ومن أجل الشروع في عملية البناء على قاعدة الشراكة والتعاون لصالح الوطن والمواطن.. وللحديث عن التحديات بقية.. والله الموفق..
الشيخ / علي القاضي
الذكرى ال24لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح 1464