اندهاش من قدرة البعض على استنفار الناس, وتسييرهم في طريقه مغمضي العيون, ودهشة من دفع القوى الداخلية المتصارعة الناس للخروج الكبير من أجل يمن السلام مع غليان بؤر اقتتال بينهم هنا وهناك!!
ودهشة من سيطرة روح التنافر والرفض للآخر بين أطياف عدة في وطننا مع وجود توافق ظاهري وشبه تام بينهم على حتمية التعايش!
الكل يتذمر من ثقافة الإقصاء, والكل يمارسها, الجميع يدعو لوضع السلاح جانباً والجميع يسطر ملاحم بؤس وألم بدماء أبناء الوطن الأبرياء في مواقع عدة!
هل صرنا بزمن يظهر فيه النفاق ويعلن عن وجوده بقحة صلفة؟!
لن يرفع الله أمة هذه حالها!
رايات شتى ترفرف على سماء اليمن تتسمى بمسميات غريبة عن اليمن روحا وغاية وإنسانا, ومع كونها دعوات غريبة غير أنها وجدت أنصارا لها في اليمن وأعوانا؛ ترى لماذا؟!
نحن أهل اليمن كنا من أول من تبع دين محمد "صلى الله عليه وسلم" طواعية ودون قتال؛ فهل يا ترى حدث ذلك لأنا شعب يحيا بفطرة سليمة تؤهله لإدراك سبل السلام؛ أم لأنه شعب مطواع سريع الانقياد لكل داع؟!
سؤال محرق مؤرق, ربما لم يجرؤ الكثيرون على مجرد التفكر فيه فضلاً عن طرحه؛ غير أن سرعة استخفاف الجمهور اليمني لاتباع هذا وذاك والانتصار للبعيد والتعصب لقضايا الغير والتهالك في معارك أصحاب المشاريع الخاصة ورموز العمالة لهذه الدولة وتلك, والعمل على حماية مصالحهم على حساب المصلحة العليا للوطن, فتق شهية العقل للتفكر في دوافع وأسباب السلوك الجماعي لهذا الشعب الطيب!
نبيلة الوليدي
الجميع يرقب المشهد المثير للدهشة..! 1288