إلى وزير الثقافة ومدير صندوق التراث.. مع التحية:
لا أظن أنه يرضيكما إهانة المبدعين؛ المبدعون تتم إهانتهم مادياً ومعنوياً في صندوق التراث!!
تعلمان- سيادتكما- أنه في عهد الأستاذ خالد الرويشان تم تكريم المبدعين باعتماد إعانات شهرية من صندوق التراث، ولو أن هذه الإعانة لا تتجاوز (15) ألف ريال يمني لكثير منهم إلا أنهم فرحوا بها لأنها أشعرتهم بأن الوزارة بدأت تفكر في سد احتياجاتهم، ولأنها أعادت لهم الأمل بأن الدولة محتاجة للإبداع والمبدعين، ولأنها أحيت فيهم فكرة أن الوطن يتسع للإبداع, لكنهم فوجئوا في الشهر الماضي بتنزيلها إلى (11) ألف وحينما يستفسرون من موظف الخزينة المدعو (مهيوب) تتم إهانتهم مرة أخرى بعنجهيته وسوء معاملته.
وقد علمت من بعض الموظفين أن المبرر لتنزيل الـ(15) على المبدعين هو ترشيد الإنفاق ودعم ميزانية الصندوق..
الله المستعان!! ألم تجد الوزارة أي مصدر للدعم غير مزاحمة المبدعين في مبلغ تافهة لا يسمن ولا يغني من جوع؟!, هل هذا هو تكريم المبدعين في عصر المفارقات الأخلاقية؟!, لماذا لا يتم التفكير بدعم الميزانية عن طريق تجفيف منابع الفساد في الصندوق؟!.
المبدعون يرفعون أصواتهم إليك أيها الوزير وإلى مدير الصندوق أن تكونا نصيرين للإبداع والمبدعين، وألا تسجلا تاريخاً مشحوناً بالظلم في أذهان المبدعين!.
تستطيعان أن تدعما ميزانية الصندوق بتوفير (10) ملايين شهريا، وهي مبالغ سمعت من بعض المبدعين أنه يتم صرفها لمراكز وهمية تدعي أنها تدعم الفن، وليس لها وجود في الواقع.. تستطيعان أن تدعما الصندوق بقطع الإعانات عمن دخلوا باسم أنهم مبدعون وليست لهم علاقة بالإبداع.. تستطيعان دعم الميزانية بتخفيض أو قطع الإعانات لموظفين رواتبهم فوق الـ200 ألف غير الحوافز ويستلمون من الصندوق مبالغ تتجاوز الـ100 ألف ريال شهريا ، بينما المبدعون الحقيقيون يتضورون جوعاً ومرضاً.. تستطيعان أن تدعما الميزانية بتخفيض بدل السفر لكبار الموظفين، وترشيد المكافآت المجزية لبعض الموظفين على تنفيذ أعمال هي من صميم أدوارهم اليومية في الصندوق.
لماذا حين نفكر في توفير مبالغ للدولة لا نطحن إلا الفقراء والمستحقين؟!, لماذا نحتقر المبدعين إلى هذه الدرجة؟!, هل الـ(15) ألف شهريا كثيرة عليهم؟!, هل هذا هو جزاؤهم أنهم قضوا جلّ أعمارهم في خدمة الوطن وقدموا عصارة أفكارهم من أجل تنمية الوعي والدفاع عن الوحدة والحرية وحقوق الإنسان؟!.
أخي الوزير أخي المدير: أتمنى أن يحتل المبدعون المكانة اللائقة في قلبيكما، وأن تعيدا لمثل هؤلاء الأمل في الحياة إن كانوا على قيد الحياة، وألا تتسببا في فقدان الأمن لأسر الأموات منهم. وتذكرا أن الظلم لا يثمر محبة وعدلاً وأن الوزارة والصندوق لن ينهضا بخنق الإبداع والمبدعين..
هذه المناشدة نقلتها لكما على لسان المبدعين الذين تتم إهانتهم أمام مبنى صندوق التراث في العاصمة صنعاء مرتين؛ مرة بالخصم المجحف، وأخرى بسوء أخلاق مسؤول الخزينة المدعو "مهيوب", فهذا الكائن يسيء لمفهوم الثقافة شكلاً ومعنى، ولا يجوز أن يكون ممثلاً لكما في التعامل مع الفنانين والمبدعين..
أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى قلبيكما وألا تكون هذه الرسالة مبرراً لزيادة عذاب المبدعين..
د/ سعاد سالم السبع
لا كرامة لوطن يُهان فيه الإبداع!! 1493