;
سامي السلامي
سامي السلامي

أبو مازن والقضية الفلسطينية!! 1331

2014-09-11 13:32:24


"العلاقات الدولية لا يديرها سوى شخصين الديبلوماسي و الجندي"، هي كلمات للفيلسوف الفرنسي الراحل "رايمون آرون"، طبعت تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة وحددت آليات إدارة النزاع بين الدول.

كلمات توجب على السيد "محمود عباس أبو مازن" رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية فهمها، عن طريق تأدية عمله الذي تعود عليه منذ أوسلو (التفاوض) كحد أدنى، و السماح بتسليح الضفة الغربية كأحد أقصى، مع الذهاب في طريق تقوية الوحدة الوطنية بين حركة فتح وباقي فصائل المقاومة وحل الخلافات داخل كنف منظمة التحرير الفلسطينية.

لكن للأسف الشديد، فالسيد أبو مازن الذي خصصنا له العديد من المقالات التي تهم طلعاته الإعلامية واتهاماته المتتالية لحركة حماس، خرج علينا مرة أخرى في كلمة ألقاها يومه الأحد أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ليتهجم من جديد على حماس ويحملها مسؤولية مآسي الشعب الفلسطيني، متجاوزاً بذلك كل الخطوط الحمراء المسموح بها للحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، ومتناسياً أن فصائل المقاومة هي من جعلته لأول مرة في مساره السياسي يتفاوض مع العدو الصهيوني من موقع قوة.

بموازاة مع هجمة "أبو مازن"، أكد السيد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في افتتاح يوم دراسي في غزة، على ضرورة تشكيل لجنة وطنية لمتابعة اتفاق القاهرة بوقف إطلاق النار، وهنا تتضح أوليات مختلف الأطراف، فحماس تسعى وراء القضية الفلسطينية وتترك الخلافات لِتُعالَج سراً، أما أبو مازن فيفتتح كلمته بتجريم حماس ويترك الحديث عن القضية إلى آخرها !

يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية لم يستسغ ارتفاع شعبية حماس والجهاد الإسلامي، بعد أخذهما شخصية المنتقم من العدو لدى الجماهير، وتناسى أن فلسطين إن لم تحرر بإراقة الدماء وهي دماء طاهرة بالطبع، فلن تُحرَّر بمفاوضات عبثية وعقيمة.

وبالعودة إلى نفس الاجتماع، دعا السيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تبني قرار واضح وحاسم لمواجهة داعش عسكرياً وسياسياً، وهنا نتساءل تساؤلا مشروعاً: أين كان السيد العربي عندما قُصفت غزة وقُتل أطفالها وشيوخها في جرائم حرب بشعة؟ وأين كانت جامعته وميثاقها التي تدعو المادة السادسة منه إلى الدفاع المشترك عن أي عضو من أعضائها في حال تعرضه لعدوان؟

لن نطنب في الحديث عن مثل هكذا جامعة، تتحرك وفق الهوى الأمريكي وتتبع قرارات البيت الأبيض أكثر من احترامها لبنود ميثاقها، مغلِّبة المصالح الضيقة بين أعضائها على حساب المصلحة القومية والقضية الفلسطينية.

***

يبدو أن السيد "أبو مازن" لم يتعلم من سلمية غاندي سوى المناورات، فالأخير وإن حرر الهند إلا أن تاريخه السياسي يشهد أنه أرسل الثائر "باغات سينغ" للمشنقة بقبوله ميثاق دلهي دون اشتراط إطلاق سينغ ورفاقه، بُغية التخلص من عدو سياسي مستقبلي بعد الاستقلال، أما السيد أبو مازن فهو ذاهب بالقضية نحو مجلس الأمن ليصطدم بـ"فيتو" أمريكي ومن ثم إلى الرفوف.

على السلطة الوطنية أن تقلل من هجماتها على حماس، وأن تنفض ثيابها من فوبيا الأخيرة كعدو سياسي مستقبلي على السلطة في الضفة الغربية، لأن الأهم من كل هذا وذاك وحدة الصف الفلسطيني بالتنسيق في الأدوار والمهام بين السياسي والمقاوم.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب مغربي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد