لن نسمع اليوم إلا من يريد سلامة اليمن وشعبها ومن يدعو إلى الأخوَّة والمحبة ويدعو إلى العمل والبناء’ لقد عرفنا أن وجهة السياسيين اليمنيين الذين أرادوا بصراعهم أن يجعلوا الشعب الواحد أقليات واليمن إلى مشيخات وسلطنات ودويلات وإدخال البلاد في صراعات مناطقية ومذهبية ، ما يجري في صنعاء مؤامرة لانهيار ما تبقَّى من هيبة الدولة هو خروج عن العقل الذي يقودنا إلى الفوضى ، اليمن أصبحت حلبة صراع للقوة الأجنبية والإقليمية والمنفذون الساسة في اليمن ، وضع لا يستطيع أن يتحمله الشعب اليوم الشعب يحتضر يحيا أو يموت لكنه مع موعد مع القدر أن الرؤوس الكبيرة بإذن الله سوف لن تحقق أهدافها ومآربها وهي آيلة للسقوط ونحن اليوم نعايش الأعاصير والبراكين ودعوات الحرب والفرقة والانفصال من تلك القيادات والتي تزايد وتتاجر اليوم بمصير الشعب والوطن بمزيد من الصبر والدعاء بإفشال خططهم المضرة بالشعب والوطن ، معنا الله يا من تدعون المليونية، معنا الله يا أصحاب الدعوات الشيطانية ، معنا الله يا من تدمرون باسم الدين الشعب والوطن ، معنا الله يا من تنشرون الفوضى باسم الإنسانية ، إن الدماء التي تُسال من المواطنين والفوضى والخراب والاقتتال لن تمر دون عقاب ، الحمد لله لا فضل إلاّ فضلك يا رب ليس لنا نصير غيرك، سقطت أمامنا كل الأقنعة والدعوات والتوجهات والعبارات من قيادات الأحزاب والجماعات الكل مشارك ، الكل مساهم ، الكال محرض ومساند ، بلدنا تحت الحصار والسيطرة والبسط ونفوذ الأفاعي والعقارب ، إننا اليوم في اليمن أمام مجموعة من الأفكار أغرقونا فيها حتى تبلدت وتصحرت عقولنا وتوسعت مدارك الانهيار ، فكر الأحلام وفكر الانحدار وفكر الهبوط وفكر الاستحواذ وفكر الاحتكار وفكر الرحيل وفكر الإقصاء والتخوين وفكر جمع المال والوصول إلى الجاه والسلطان التي أضرت ببلدنا وأحبطت شعبنا ، كل هذه الأفكار أوصلتنا إلى ترك الجنة والاتجاه إلى النار ، إصرار نتجاوز به كل شعب الإيمان لنعمق العداوة والأحقاد من أجل الوصول إلى ملذات الدنيا وحب الهوى والحصول على كل ما يوصلنا إلى الحرام ، ما نشاهده اليوم في اليمن من مظاهرات واعتصامات تزيد المشهد السياسي تعقيداً، إن شعبنا وبلدنا يواجهون المصارعين السياسيين ولكماتهم المميتة لشعبنا والاستعراض بها وبضرباتهم القاضية التي تدمر الوطن لقد انصرفوا عما نحتاجه كشعب من أمن وسلام ومن مصالح وخدمات ، إن مجاميع الستين و مجاميع المطار نرى فيها انحراف للرشد والصواب ، لقد وصلت الأحزاب والجماعات إلى غايتها في تفريق الشعب وجعلت لمن هم في "الستين" أو في المطار توابع وكأنهم قطيع تسوقهم متى ما شاءت عندما يريدون معاقبة الخصوم ثم الحساب ولو تم التنازل بعدد من مجاميع الأعداد ، يضحكون على العوام بالشعارات التي يحققون منها المكاسب لذواتهم وللمقربين من أنصارهم ولا همَّ لهم بمتطلبات الشعب أو ما يريده من متطلبات التي لم تتحقق في اليمن وهم على قيد الحياة ، إن من يتقدمون اليوم أمام الشعب هم مجموعة عصابات أهم شيء عندهم تحقيق مشاريعهم ولو على حساب تدمير الوطن وتمزيق الشعب إلى جماعات وفئات إن وسائلهم كشفت نواياهم وما يبيتونه وينشرونه في صحفهم وقنواتهم من سموم فكرية ترضي أهوائهم ، يا من غاب ضميركم واستغليتم الوعي الاجتماعي لا تدمروا اليمن ، اليوم يجب أن ننحاز إلى من يحقق مصلحة الوطن قولاً وفعلاً و ليس شعارات ، إن الإحسان الشامل في اليمن قد تغير على نظر المتصارعين الذي يبعدنا كثيراً عن الله ويقودنا إلى منهج الشياطين ، يا من أنتم الصامتون اخرجوا عن صمتكم اليمن في خطر لا تخافوا ولا تحزنوا يا من لستم مع الجماعة في المطار ولستم مع الأحزاب في الستين لأن فكركم اليمن كيف تكون سالمة مطمئنة مستقرة وكيف يكون شعبها على الأخوة والمحبة والوئام ، إن ما نلاحظه من تظاهر واعتصامات في الشوارع والميادين عمق في قلوبنا الأحقاد على بعضنا حتى أصبح وضعنا مخزي نكفر ونخون بعضنا ونرضى بمن يدمرون وطننا ومن بأيديهم يدمرون مستقبلنا ومستقبل أولادنا ومن دمائنا التي تبعثرت وحقوقنا التي ضاعت وتوزعت وأولادنا على الحدود تاهت جعلوا من أنفسهم أوصياء علينا، إن الإسلام لم يربينا على الكراهية ولم يستخلف الأخوة بالعنصرية ، هذا هو مشروعهم لنا الساسة لقد جعلوا مصرينا بأيديهم وهم من يرسموه لنا وإذا نظرنا إلى منجزات الأحزاب المؤتمر أو الإصلاح أو الاشتراكي أو ما يدعيه الحوثي والحراك جميعاً لم يحققوا شيئاً في اليمن بل هم سبب الخراب والدمار في الشمال أو في الجنوب وفي كل بقعة من اليمن هم غرمائنا من شردوا وحطموا بفكرهم بعضنا الله أكبر بلدنا تدمر باسم الدين والخلافة الإسلامية، ليس لنا اليوم في الإنسان أجراً إن أحييناه وكأن أجرنا له اليوم الذبح والقتل واستمراره في الفقر، الله أكبر بلدنا تدمر باسم الدين والمسيرة القرآنية ، الله أكبر بلدنا تدمر باسم الديموقراطية وهي من صنع الصليبية دوائر من التآمر جعلتنا نضيع الإحسان في كل شيء حتى في حب بلدنا والإخلاص لها وننسى المعروف ونتخلى عن الأخلاق والتعامل الحسن ، الله أكبر بلدنا تدمر باسم الحرية وباسم العلمانية ، الله أكبر على من يستقون بالجموع والحشود وهم وفكرهم ينفون من في الوجود ، الله أكبر ورجعنا من جديد إلى من معه أكثر وكأن الشعب هو من يخرج في المليونية ، الله أكبر على كل عميل وعلى من تخاذل وتعامل وانحاز إلى من يدفع أكثر ، الله أكبر على من فرط وكابر وساوم بمصير الشعب والوطن ، الله أكبر من الطامحين والحالمين والمؤيدين والمناصرين والمحرضين والمشجعين أكبر وأعلم بدهاء وخطط وبرامج ومشاريع الدول ، الله أكبر وأعلم بأطماع وأهواء ونزوات الملوك والقادة والزعماء والساسة. الحوار فيما بين الآخرين يكون نتيجته إسعاد الضعفاء والمساكين وإزاحة وفضح الفاسدين والحوار فيما بين اليمنيين يكون نتيجته الإضرار بالضعفاء والمساكين ، الحوار عند الأجانب يقودهم إلى تطوير الأداء وعند اليمنيين إلى إبقاء النافذين والظالمين ، تعطَّلت المصالح في ظل وضعنا الحاضر والمنافع في ظل الصراع وضاع مستقبل الأولاد ولم نرَ تنمية أو بُنى تحتية صحيحة بموجب المواصفات، هل أدرك الشعب خطورة الفرقة والاختلاف ؟ هل أدرك الشعب حقيقة الجماعات والأحزاب التي نبحث عن الحقائب والوزارات لأنصارها وكم حظها من الإدارات؟ هل أدرك الشعب أن لكل حزب أو جماعة وجهته وما يوصله إلى تلبية مصالحه وكيف ما تكون البلاد تكون؟ هل أدرك الشعب أن هناك مؤامرة على الوطن وتدخلات من الخارج بنظر الأحزاب والجماعات؟ هل أدرك الشعب أن كل طرف يريد أنصاره وجماعته؟ هل أدرك الشعب أن الدعوات كلها باسم الشعب وفي النهاية تكون لصالح المشايخ والنافذين والقيادات وليست لصالح الشعب والوطن؟ هل أدرك الشعب أن كل الأطراف في الداخل امتداد لأجندة الخارج إن ما يجري في صنعاء من تدمير للدولة بقيادة المتصارعين يقودهم إن شاء الله إلى الانتحار؟ ولقد اتضحت الرؤية للكثير أن أقطاب الصراع هدفهم التقاسم للمصالح والإدارات والمعسكرات وأصبح شعبنا كما الخيول والبغال للركوب وحمل الأثقال ويستخدمونا متى ما شاؤوا في المظاهرات والاعتصامات والانتخابات ، يؤلمنا اليوم أشد الألم أن بعضنا من اليمنيين يجهلون حقيقة ومقاصد من يتآمرون على الشعب والوطن يتبعون الأفكار ويتباهون بها ولا يفهمون حقيقة من يروجون لتلك الأفكار ، لقد عرفنا حقيقة الأحزاب والجماعات من خلال الترويج للمشايخ والقيادات في الانتخابات السابقة واتضح لنا أن المشايخ والقيادات لم تقدم لهذا البلد سوى النكبات تلو النكبات ولم تحل لنا مشكلة من المشكلات ، لقد أصبحنا غرباء في وطننا لم نلقى القدر والاحترام نبيع وطناً ونشتري مستقبل الأولاد ووعودهم ليست سوى لحظة من الأحلام يستقبلها كثير من العوام ممن لا يستوعبون ما تخفيه القيادات وما يروجونه من دعاية أن الحزب الفلاني أفضل من الآخر وأن الجماعة أحسن, إنه عدم الوعي بعينه وعدم الصواب لكثير من الناس ، ولقد اختلطت المفاهيم عند اليمنيين حتى أن في كل أنحاء العالم تُبنى المساجد للذكر والشكر والأصل في المساجد أن يكسوها السكينة والوقار لكنها عندنا في اليمن تستخدم لصالح توجهات الساسة والكلام ورفع درجة الخصام ، نحن اليمنيين نختلف عن الآخرين ووضعنا مختلف وكل شيء عندنا مخالف عن الآخرين وعمَّن هم حولنا ، العالم من حولنا خائف علينا وعلى بلدنا ونحن نخالف ونحارب ونثير الفتن, يقولون الوضع في بلدكم لا يحتمل ونحن نقضي على ما تبقى ولا نعترف، شيدت المدارس في بلدنا والجامعات للتعليم والمعرفة ومعرفة اسرار التطور وقدرة الخالق في عقل الإنسان ، لكنها تعطلت وأصبحت جزء من الانقسام على كتاب الله وفهم سنة رسوله ومعنى آيته وانقسم العلماء والدعاة على فهم أمور الدين وما تقصده الأحاديث من معاني سامية للتربية ونحن نكيفها على حسب الأهواء ، يا من تحتشدون في الستين أو في المطار أشرف لنا ألا نكون معكم لأنكم مأسورين بقيادتكم ، لسنا معكم نريد الأمن نريد السلام لبلدنا ولا نريد الحرب ، يا من أنتم على كثرتكم أو قلتكم مع من أنتم ، أنتم مع أحزابكم وجماعتكم ونحن مع اليمن ولسنا مع توجهات قادتكم، كلكم متبوعين للأحزاب والجماعات مرة مختلفين ومرة متفقين، كيف نصدقكم، يامن تسمعون القنوات والصحف وهي تسوق لنا صناع الدمار على أنهم صناع القرار ، ماذا قدمتم أين أنتم ؟ لماذا لم توقفوا القتل والقتال؟ ولم نجد عندكم ما يخرجنا ممَّا نحن فيه، لقد انفضحت تكتيكاتكم التي لم يعد لها قبول بين صفوف الجماهير التواقة إلى تغيير المفاهيم بالحكمة والعقل والصواب، اللهم واحفظ بلدنا من دعاة الفتن والأطماع والأهواء وجنبنا يا رب شرورهم وسلم يا رب اليمن والشعب من كل شر، اللهم آمين ..
محمد أمين الكامل
القوة الإلهية أكبر من القوة البشرية 1753