* تجد كثيرين يصدقون ما لا يمكن تصديقه, يصدقون مثلاً: أن من يحمل أنواع الأسلحة ويزحف بجيشه المسلح نحو الوزارات ويهدد قائده الدولة وينذرها ويحذرها مراراً وتكراراً ويعلن حق دفاع أنصاره عن انفسهم إنْ منعتهم قوات الأمن من اقتحام الوزارات في اليمن, تجد من يصدق أن هذه الجماعة سلمية حتى مع حروبها في عدة محافظات وإسقاطها عمران وحصارها صنعاء.
* في اليمن تواجه الحكومة وأجهزتها الأمنية المظاهرات والاعتصامات المسلحة بصدور عاريه وهذه من العجائب التي تنفرد بها اليمن بين دول العالم وهي غريبة حقاً ولكنها في الحقيقة ميزة, فلا نحب أن ندخل في حرب أهلية, فمن يقنع الحوثية؟.
*في اليمن يطالب البعض من العلماء أن يقوموا بمهام وزارات الدفاع والداخلية والاستخبارات ..إلخ في ضبط البلاد وان يكون لهم موقف رادع للفوضى والفقر.. إلخ وإلا فهم لا ينفعون.. إلخ ما يقوله من لا يعرف الاختصاصات.
*في اليمن نظام صارم ودقيق لا يتنازل عن ذرة من القانون في كثير من المؤسسات الحكومية والمحاكم والوزارات يجعلك تشعر انك في اليابان أو أمريكا ولكنك تجد للأسف هذه الدقة في قضايا روتينية أو تافهة شكلية لا يترتب عليها ضرراً على الوطن أو المواطن, وفي اليمن تجد فوضى عارمة في ذات الهيئات السابقة في كثير من القضايا الهامة التي يترتب على تجاوز القانون فيها أضراراً فادحة على الوطن والمواطن.
*في اليمن مهما كانت ثقافة المثقفين وعلت شهاداتهم إلا أن أغلبهم يحمل طباع عوام قريته وطريقتهم في التعامل مع الأحداث أو تحليلها أو حل مشاكله الاجتماعية أو العائلية أو حتى السياسية إنْ كان سياسياً بل للأسف شتائم أهل قريته لا تكاد تفارق لسانه رغم طول الغربة في الدكتوراه والفرق الوحيد بينه وبين عوام قريته "أمه وخالته وأخيه" ..إلخ في استعماله بعض الألفاظ المنقه التي يحملها نفس المضامين السيئة وليس فيها- طبعاً- براءة القرية.
* في اليمن "الربشه" وضعف التخطيط أو عدمه أو فشله أو خياله لا تفارق الحكومة أو المعارضة حتى الحوثية رغم الإدارة الفارسية والخبرات اللبنانية, فالحوثي زحف بجيشه إلى العاصمة وأرسل كتائبه إلى الجوف ومارب تأثر كثيراً بمسلسلات الفاتحين, فيريد أن يفتح البلدان ويجبى له الخراج حيثما أمطرت السحاب في بلاد اليمن المنكوب فوقع في "ربشه" لا انتصرت جيوشه في تلك البلدان ولا فتحت صنعاء ووقعت الحكومة في "ربشه" فلا ضربته في تلك البلدان بجدية ولا سمحت له باستلام الوزارات بسلمية مسلحة بأحدث الأسلحة ووقع الجميع في "القِمر" -بكسر القاف- ذلك المعنى الذي دمر اليمن منذ قرون لأنه يمنع صاحبه من التراجع عن غلطه مهما أحرق نفسه وأهله ووطنه.
* في اليمن تكثر الخطوط الحمراء والعيون الحمراء المقابلة لها والدماء الحمراء المتولدة منهما.
* في اليمن طاقات ومواهب هائلة تنتظر ميلاد دولة تأخذ بيدها لمنفعة الأمة, في اليمن عقلاء وحكماء شرفاء في السلطة و المعارضة في الجيش والأمن وفي كل الشعب يُؤثرون السلامة والسلام لبلدهم ويحرصون على حفظها من موجات الهدم والضياع التي تحيط بدول قريبة منهم فنرجو أن يكون في الحوثيين عقلاء يُؤثرون ذلك ويحرصون على ما يحرص عليه إخوانهم.. اللهم الهم اليمنيين رشدهم واحقن دماءهم..
الشيخ / علي القاضي
في اليمن..(2) 1366