;
سامي السلامي
سامي السلامي

إنها روسيا وليست الصومال !! 1273

2014-09-10 15:01:36


يبدو أن البيت الأبيض بمن فيه من ساكنيه يمر بنوبة سُعار حادة، مع ارتفاع خطير في درجة الحرارة إزاء التعامل الروسي الحاسم والحازم مع الأوضاع في أوكرانيا، والذي ترجمه انتزاع موسكو لشبه جزيرة القرم وضمها للسيادة الروسية، مع دعمها للجان الشعبية في دونيتسك التي ألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية.

وعليه، فمنذ شهر مارس الماضي والسيد أوباما يطل علينا يوميا بمعية وزير خارجيته جون كيري، للتأكيد على أن بلاده بصدد إعداد عقوبات ضد روسيا بدعم أوروبي ومن ثم توسيع العقوبات للتأثير على القطاعين الاقتصادي والدفاعي الروسيين.

لكن الرئيس الروسي "فلادمير بوتين" كان أكثر دقة في التعبير عن موقف بلاده، حينما أكد على أن العالم المعاصر معقد وديناميكي وأن جميع المحاولات لبناء أنموذج للعلاقات الدولية تتخذ فيه القرارات في إطار القطب الواحد غير فعالة.

السيد "بوتين" أشار إلى أن الدول التي تهدد بفرض العقوبات على روسيا، عليها أن تعلم جيدا أن كل شيء مترابط في العالم المعاصر، و أن أي عقوبات على روسيا ستؤثر لا محالة على كافة المتداخلين، وهو بذلك يتحدى الغرب في لعبة مفتوحة لعض الأصابع.

روسيا تعي جيداً ما يقع ودرست خطواتها بثبات، فأوروبا عامة و أوكرانيا خاصة في أشد الحاجة للغاز الروسي الذي تصدر منه شركة غازبروم 60 في المائة لأوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي دفع دولا من الاتحاد الأوروبي كالتشيك وسلوفاكيا وإسبانيا للاحتجاج مرارا وتكرارا على التهديد بفرض العقوبات، معتبرين أن الأمر سيضر بأوروبا.

علاوة على ذلك، العقوبات الاقتصادية أضرت بأوكرانيا أكثر مما ستضر بروسيا، إن علمنا أن الاقتصاد الأوكراني يعتمد على الاستثمارات الروسية بنسبة كبيرة، إضافة إلى توريد موسكو للغاز لكييف بأسعار مخفضة و هو ما توقف العمل به بداية شهر أبريل الماضي كعمل انتقامي من بوتين في وجه الانقلابيين البرتقاليين بزعامة "يوليا تيموشينكو".

ومن ثم، بعد فشل العقوبات الاقتصادية في تليين موقف موسكو يتوجه الغرب حاليا نحو خطوة تصعيدية خطيرة بتوسيع تواجد الناتو شرقا، وهو ما رفضته موسكو معتبرة أن مثل هذا الفعل سيعجل بإعادة مراجعة العقيدة العسكرية الروسية، ما يعني أن كل من الناتو والولايات المتحدة سيصبحان علانية على قائمة الأعداء المهددين للأمن القومي الروسي، إضافة إلى مراجعة كل الاتفاقيات التي تحد من التسلح بالنسبة للجانب الروسي.

السيد أوباما ابن إفريقيا، كان أقل حظا من سابقيه في البيت الأبيض، ليفتتح فترته الرئاسية في أوج الأزمة الاقتصادية العالمية، مع تغير ملحوظ في موازين القوى، بحيث أصبحنا نسمع أصواتا معارضة للسياسة الأمريكية تتزعمها كل من روسيا و الصين، مطالبة بالتحول نحو نظام تعدد الأقطاب.

الرئيس الأسمر و بخطاباته المتتالية، أشعرنا كما لو أنه يتوعد و يهدد رئيس دولة فاشلة كالصومال، مع احترامنا لهذا البلد، و أحسسنا كذلك كما لو أن روسيا دولة ضعيفة اقتصاديا و عسكريا، و متوقفة على المساعدات الأمريكية ـ الغربية.

يبدو أن أوباما و بوق المفوضية الأوروبية "كاثرين أشتون"، تناسيا أن روسيا حصنت نفسها جيدا بفضل تحالفاتها داخل منظومتي شنغهاي و بريكس، وأن الاقتصاد الروسي يعتبر الخامس عالمياً حسب إحصائيات 2013، كما أن روسيا ثالث أكثر دولة من ناحية النفقات العسكرية بعد الولايات المتحدة والصين، إذ أنفقت سنة 2013 ما مقداره 86.2 مليار دولار بزيادة 30 بالمئة عن عام 2010 ما يمثل ربع الإنفاق العسكري الإجمالي الأوروبي، علاوةً على تملكها لكم هائل من الأسلحة الاستراتيجية التي تجعل مجرد التفكير في مواجهتها عسكرياً، يشعل النار في العالم بمن فيه.

حذارِ يا أوباما !! فأنت تخاطب بوتين الذي ترعرع في حضن و كنف الكاجيبي، أنت تخاطب زعيم دولة عظمى بتاريخها و اقتصادها و تحالفاتها و ترسانتها النووية و امتلاكها حق الفيتو.

ــــــــــــــــــــــــ

*كاتب مغربي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد