لقد بدأت تلوح في الأفق بوادر تحول جيوسياسي للطاقة مع توقعات أن يسفر ذلك عن تراجع اعتماد العالم على منطقة الشرق الأوسط وروسيا لتوفير احتياجاته في الطاقة، حيث من المرجح تتفوق أميركا على السعودية وروسيا كأكبر دولة منتجة للنفط في العالم، كما أن من المرجح أن تساعد رمال كندا النفطية في تحول البلاد إلى قوة نفطية عظمى في وقت شرعت فيه المكسيك في إصلاح قطاع الطاقة الذي تُعوِّل عليه للدفع بعجلة الاقتصاد..
الولايات المتحدة وبعض الدول لديهم الآمال في استخراج الطاقة من الوقود الأحفوري بيد أن تطوير هذه الصناعة دائماً ما يدور حولها الكثير من الجدل نظراً للتكاليف البيئية التي تنطوي على استخراجه، والأكثر أهمية في التحدي يكمن في اقتصاد استخراج النفط والغار في القارة، حيث تُعتبر عمليات الحفر في حقول النفط في خليج المكسيك واستخراج النفط الرملي وحفر النفط والغار الصخريين كلها عالية التكاليف وتتطلب أسعاراً مرتفعة للنفط، ومعظم النفط النفط الذي تميزت عملياته بالسهولة قد نضب الآن.
لقد ارتبطت ثروات النفط المكسيكية منذ سبعينيات القرن الماضي عندما اكتشفت المكسيك العديد من الحقول البحرية الفنية، وتخطط أميركا على مدى العقدين المقبلين لتهيئة مرافق تكريرها لاستقبال خام النفط من المكسيك وفنزويلا اللتان تراجع إنتاجهما خلال العقد الماضي، وكذلك المكسيك..
تشير تقديرات بحثية إلى امتلاك المكسيك لاحتياطي قدره (29) مليار برميل من النفط والغاز في خليجها، إضافة إلى (13) مليار أخرى من النفط الصخري قابلة للاستخراج، ويتوقع الخبراء زيادة في الإنتاج بنحو 25% بحلول 2024م إلى ما يقارب (4) ملايين برميل يومياً ما يضع البلاد في المرتبة الخامسة أو السادسة في الترتيب العالمي، وتعتبر أميركا أكبر المستفيدين من وفرة الإنتاج في المكسيك من حيث المصادر المهولة الجديدة ومن التجارة الإضافية مع جارتها الغنية..
أكبر الاكتشافات النفطية في عام2013م كانت في أعماق المياه قبالة ساحل نيوفاوندلات، كما تشكل الرمال النفطية في غرب كندا واحدة من بين أكبر ثلاثة احتياطات نفطية في العالم بعد فنزويلا والسعودية..
ووفقاً لبيانات كندية من المتوقع أن ترفع البلاد إنتاجها النفطي من (3.2) مليون برميل في اليوم خلال 2012م إلى (4.9) مليون برميل يومياً بحلول 2020 وإلى (6.7) بحلول 2030م.
تميزت أميركا بأفضل أداء في حقول النفط العالمي خلال السنوات القليلة الماضية بزيادة إنتاجها بأكثر من 50% منذ عام2008م، حيث يعتقد معظم المحللين استمرار ذلك لعقد آخر على الأقل، كما ارتفع معدل إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة كبيرة الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعاره، ويبدو مستقبل تأمين الطاقة في حالة أفضل إذا تحققت توقعات زيادة الإنتاج في المكسيك وكندا..
وتتعلق أكبر المخاوف بسعر الوقود الأحفوري الذي يملك تاريخاً من الصعود بطرق غير متوقعة، وبعد بضع سنوات فقط من طفرة الغاز الطبيعي تسبب الفائض الكبير في انخفاض الأسعار في الفترة بين 2009م إلى 2012م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هـــــامش:
ــ الاتحاد الاقتصادي 3/5/2014م.
ــ الاتحاد الاقتصادي 4/5/2014م.
د.علي الفقيه
أميركا الشمالية تتجه لصدارة القارات في إنتاج النفط 1336