يهدد المتمردون الحوثيون- الذين يحاصرون عاصمة الجمهورية اليمنية حالياً- أمن اليمن واستقراره ووحدته.. حصار وتصعيد يومي وتهديد علني للدولة.. يقولونها صراحة: لن نتراجع وسنمضي قدماً حتى تحقيق أهدافنا.. يقابل تصعيدهم وتهديدهم تبلد لدى أجهزة الدولة على أرض الواقع.. من يمر بشوارع العاصمة ومداخلها لا يجد ما تتشدق به وزارة الدفاع من رفع الجاهزية وتأمين منافذ العاصمة ومؤسسات الدولة, فيما الحوثيون يجلبون الأسلحة بأنواعها ولا يعترضها أحد.. يعدون العدة لاقتحام صنعاء وإشعال فتيل الحرب والفتنة وإدخال البلاد في صراع مرير وطويل, ستكون أولى شرور إسقاط صنعاء تصدع اليمن وتمزقه إلى دويلات وممالك وحرب شاملة لا تستثني أحداً فلا تفرحوا أيها المطبلون المستبشرون بسقوط عاصمة البلاد, فسقوطها بأيدي المتمردين يعني سقوط الجمهورية اليمنية, سقوط الوحدة, عندها ستنفصل الأقاليم والولايات عن بعضها, لن يقبل اليمنيون بعودة الإمامة والقطرنة لن تقبل بقية الأقاليم بحكم وتسلط المتمردين الحوثيين.. ستعلن استقلاليتها عن إقليم آزال الذي سيتحول إلى مملكة حوثية..
فصنعاء- بعد اقتحامها وسقوطها- تكون قد سقطت رمزيتها كعاصمة للجمهورية اليمنية وستصبح هي وعمران وصعدة وذمار مملكة الحوثي الإسلامية, عندئذ ستتخلى الأقاليم عن صنعاء وستتركها لمحتليها ليتصارع عليها أبناء آزال فيما بينهم ويقتتلون حتى تخرج أرض إقليمهم نفطاً وغازاً وتتفجر بحاراً.
وما حروب وفتن سيد كهف مران- الذي أصبح فتوة الإقليم- كما يرى هو- إلا امتداداً لما بدأ به علي صالح والذي يقدم نفسه أيضاً فتوة أخرى بعد سن اليأس وبداية مراهقة سن الانتكاسة من فتن وحروب وتدمير على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً.. حيث ما زلنا نعاني من تركته السيئة وعليه فإن الجمهورية اليمنية حالياً وجمهورية اليمن الاتحادية مستقبلاً مهددة ومرتهنة لأطماع ومغامرات عصابة متمردة ورئيس مخلوع كليهما يدعي أحقيته وملكيته للحكم والسلطة كحق حصري وما على باقي الأقاليم إلا السمع والطاعة كثروة بشرية تذعن لتسلطهم وجبروتهم, كجنود ليس لهم إلا الموت ليحيا السيد والزعيم, فيما تجلب إليهما ثروات الأقاليم ليستعبدونا بها ولسان حالهم: إما نحن أو الطوفان.
ولذلك وغيره فليعلم هؤلاء أننا لن نرتهن لأطماعهم ولن تظل بقية الأقاليم تتوسلهم وتستجديهم كثيراً ولن تتردد إنْ أصررتم على إشعال الفتن والحروب ليعود الزعيم المزعوم أو لتبعث الإمامة.
فيا عصابات إقليم آزال ومتمرديه وعامته المخدوعين: إن كنتم تحنون للقطرنة فتقطرنوا لوحدكم فأنتم بحنينكم وأطماعكم تتحملون مسؤولية تقطيع أوصال الوطن وشرذمته, حينها لن تقبل بقية الأقاليم أن ترتهن لصراعكم واقتتالكم وتناحركم وادعاءاتكم أنكم الأحق بالحكم وان بقية اليمنيين ما هم إلا رعاع وقطيع يجب أن تحتويه أحواشكم وزرائبكم.. لا تدفعوا وتحشدوا لأن تسقطوا عاصمة الجمهورية اليمنية فهي عاصمة لكل اليمنيين ورمز لتوحدنا وتماسكنا فإن إصراركم على تدميرها والسيطرة عليها لن يجلب لكم النعيم المقيم ولن تحكموا البلاد بمجرد احتلالها كما يخيل لكم ولن تجنوا منها الثروة والمال, فصنعاء ثروتها بعض من العمائر وهي تحت ملكيتكم وممتلكاتكم الغير مشروعة وفيها عدد من الكباري و الأنفاق فضوؤها ووقودها من إقليم سبأ وإقليم حضرموت ولهذه الثروة أهلها وحماتها فحرصنا على صنعاء في رمزيتها ومكانتها لدى كل اليمنيين فهي رمز توحدنا وتماسكنا, فأنتم أيها المتمردون ومن يزينون لكم جرمكم من شياطين الإنس والجن, انتم باستعجالكم للسيطرة على صنعاء لتدخلوها كما تزعمون فاتحين, انتم بذلك ستسقطون رمزية هذه المدينة التي تجمعنا كلنا, فبعد سقوطها بأيديكم تكونون قد أسقطتم ومزقتم أواصر الأخوة والوحدة والألفة..
وبذلك أيضاً تكونون قد انقلبتم على الثورة و الجمهورية والوحدة والإجماع الوطني وقضيتم على اللحمة والتعايش الذي ضحى اليمنيون كثيراً لأجله.. وعليه فإنني ادعوكم لتحكيم عقولكم والعودة لجادة الصواب, فحصاركم لصنعاء اليوم واستمراركم في ذلك, بل وجنونكم في اقتحامها بقوة السلاح وإسقاط ما تبقى من رمزية دولة انتم من قوضها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ماض وحاضر بحروبكم وتمردكم بحجج واهية, تعلمون انتم كذبها وزورها, لن تسقطوا جرعة أو تقيلوا حكومة خاصة وقد لبت الدولة مطالبكم, فانتم بهذا الجنون والغطرسة تكونون قد أجهزتم على الجمهورية اليمنية وجزأتموها وولدتم القناعة لدى غالبية الشعب اليمني بلفظكم ونبذكم والابتعاد عن شروركم وصراعاتكم وسيتجهون كل في إقليمه للبناء والتنمية ولتتناحروا, فهذه الصنعة والمهنة التي لا تجيدون سواها وما صراعتنا طوال العقود الماضية إلا نتيجة لأنانيتكم وحقدكم وأطماعكم وادعاءاتكم زوراً وبهتاناً أنكم ما خلقتم إلا لتكونوا أسياداً وحكاماً..
فلتذهبوا انتم وعقلياتكم المتسلطة لحروبكم وصراعاتكم.. إنا إلى البناء والتنمية ذاهبون..
أحمد الحمزي
اليمن على كف عفريت يا ريس!! 1496