عبارة (اليمن ليست مصر, ولا تونس, ولا ليبيا, اليمن غير) عبارة كررها الرئيس السابق علي عبد الله صالح أكثر من ألف مرة عندما انطلقت ثورة 11فبراير2011م ضد نظام حُكمه, وسواءً تكون هذه هي المعلومة الوحيدة التي أكتسبها من حكمه الذي دام 33عاماً أم لا.. المُهم أنها كانت صادقة حيث خرج وحزبه ومنظومة حكمه مخرجا آمنا بحصانة وليس للسجن كحال الرئيس المصري ولا الموت كحال الرئيس الليبي, ولا كمصير الرئيس التونسي,.. وفي بقاء حزبه وأفراد نظام حُكمه بقي جميعهم وبقي نصيب حزبه 50% من الحكومة وبقي هو رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام, وكُل مصالحه وحزبه استمرت.. وبذلك ثبت أن اليمن غير وليس كمِصر, ولا ليبيا, ولا تونس..
ويدرك الجميع لماذا؟ لأن الثورة الشعبية وأدت بفعل عدد من العوامل (السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية).. وساعدته أحزاب المُشترك في تحويل المشهد القائم في اليمن على أنه صِراع بين القوى السياسية لقبولها بالمبادرة الخليجية التي نصت على ذلك التصوير, فقبول المشترك مثل مخرجا مُشرف لصالح وحزبه وعلى منوال الصُلح القبلي لا غالب ولا مغلوب, وتأبى قبيلة اليمنيين سجن رئيس أو تصفيته, وعدد من الخصال القبلية الجيدة طغت كما هو الحال على ما عداها من التشريعات والقوانين محلية أو دولية.
ما أريد التأكيد عليه هو: إعادة هذه العبارة للرئيس السابق أن اليمن غير.. ليس معك فقط بل مع كل أبنائها وليس مع حزب المؤتمر بل مع كُل الأحزاب, وليس في عهدك فقط بل في كُل زمن يعرف كُل العالم أن لكل شعب ودولة عادات وتقاليد وقيم تميزه عن غيره من الشعوب والمُجتمعات.. فكما مثلت لك تلك الخِصال ولنظام حُكمك طوق نجاة بعد عبث وفساد 33عاما هي حاضرة وباقية وأول المستفيدين منها حتى الآن أنت وحزبك من تتفردون بنصف الحكومة وغالبية المناصب القيادية في المؤسسات العسكرية والمدنية.
وبحسب الواقع يتضح بجلاء أن الرئيس السابق وحزبه لديهم نصف الحكومة وغالبية المناصب القيادية والإدارية في مُختلف مؤسسات الدولة (عسكرية, مدنية) وأي عاقل يستغرب عندما يرى ممارساته وحديثه ودعمه للحوثيين للقيام بثورة كما يدعون ـ تصرف يدفع بالتساؤل لدى أي متابع: هل فقد هذا عقله؟ وعلى من يثور؟ وهم نصف الحكومة وغالبية الدولة؟ ولكنها على الأرجح حالة نفسية؛ سببها ما عاناه الرجُل من تضخُم الأناء لأكثر من 3عقود هو كُل شيء وليس لأحد شيء, الديمقراطية والتعددية والمواطنة المتساوية, و.... شعارات فقط, فهو كُل اليمن واليمن هو دفعه ذلك الشعور للجنون والمخاطرة بمصير الوطن كُله كي يعود له ما كان عليه أو ينتقم ويسخر ما أخذه من ثروة من مال الشعب لتحقيق رغبته النفسية وإطفاء مرض مقيت غير مُتذكر لخير اليمنيين وعفوهم وسماحتهم معه ولو كانوا مُقلدين لغيرهم لجعلوا مصيره كما حدث في مصر أو ليبيا, أو تونس؟ ولو كان عاقلاً أو حكيماً, أو وطنياً لأدرك أن الحكم ليس حصرياً على عائلة أو فئة وأنه ليس وصياً على اليمن واليمنيين ولعاش بشكل طبيعي؛ لأن ممارسات توظيف الحوثيين كأداة مسنودة بشعبية المؤتمر لتحقيق أغراضه ومماحكاته ستفقده وحزبه الكثير من المصالح نتيجة لضرورة دخول كل القوى والجماعات في الحكومة؟ وستفقد الحزب صفات الاعتدال والوسطية التي تميز بها؟ وستخلق ردة فعل لدى خصومه لابد أن يأتيه خراجها؟ الم تكن الاستكانة وحب الوطن والعمل ضمن القوى السياسية السلمية أفضل وأشرف للرئيس السابق؟ هذا ما يؤكده حتى العُقلاء والوطنيون في المؤتمر الشعبي العام؛ لأن مماحكات الصغار والتعامل بالعاطفة يجب أن لا ترافق مُدير مدرسة ناهيك عن رئيس حزب, ورئيس سابق؟.
وبالتالي خصومك حزب الإصلاح ـ وأنا لست بحزبك ولا حزبهم ـ ولكن كما تردد وأصبح الطابع الساري على أداء الوسائل الإعلامية التابعة للشعبي وحُلفائه فأدرك حقائق هامة: إخوان اليمن اتفقوا معك بمبادرة خليجية ولم ينهوا حكمك تماماً!, وحصنوك ولم يحاسبوك!, وكانوا قادة الساحات والبديل لكُل حكمك ونظامك, فقبلوا بثُلث الحل وربما رُبع الحكومة! بخلاف ما حدث تماماً في مصر,.. فلماذا تحاول وحدك تقليد ما حدث في مِصر من انقلاب العسكر؟ رغم الاختلاف الكلي كما أسلفنا فهذا الوقت الذي يجب عليك وحدك أن تدرك أن اليمن غير؟..
ماجد البكالي
اليمن ليست مِصر؟؟ 1291