إن كل ما يجري هذه الأيام كتّف أيدينا، جرد إحساسنا, ربما إن صح التعبير دفعنا للتفكير بين مصدق ومندهش, هل كُل ما يجري اليوم عائد إلى حدة ذكاء الحوثي؟, لم يعد عندي ما أوجزه في كلمة واحده إلا أن أقول إن هذا النفس المتهالك للحكومة من مكنه ليرخي عنان جواده رغم أنه تعثر في دماج أمام نفر جمعهم علم الكتاب والسنة وعلى الرغم أنهم ليسوا بالمقاتلين إلا أنهم استطاعوا أن يدركوا حجمه ليدرك بعدها أين يقف ومع مَن مِن الرجال خسر أثر احتكاكه بهم خسر المئات من أفراده حتى أعانه الرئيس على نزعهم من دماج وإن كانت العبرة من هذا أن لا خوف على اليمن طالما والمؤمنون من أمثالهم كثر وقد شهدنا أيضاً معسكر عمران الذي ضل حجر عثره في حلوق أنصار الله الحوثيين حتى باعه من جاء الدور عليهم فكان الانتقام من الله لهؤلاء الناس الذين قتلوا والذين هجُروا والذين ذُبحوا على الملأ دون أدنى سعي من الحكومة التي عفت عن الظلم بمن هم في حِماها في كل البقاع اليمنية فكان أن قيض الله لهذه الحكومة عبد الملك الحوثي ؟ صحيح إنني أغرد في سرب غير سربه إلا إنني ما زلت أتعلم كيف أحبو في زمن القفز ذكرني فيه بطفل جمعه القدر للعب مع ابني البكر في حديقة السبعين كان ابني أكبر منه إن لم اقل في الحجم أيضاً وفي اللحظة التي كانوا يلعبون أراد الطفل إن يأخذ مكان ابني في العب فرفض إلا أن هذا الطفل أصر أن يلعب الأول وأثناء احتكاكه معه قال له ابني مهددا سأريك الوجه الثاني فما أكمل حديثه إلا بالولد وقد باشره صفعة في وجهه ومن ثم ولى هاربا في حين لم يتمكن ابني من اللحاق به لرد الألم وهكذا هي الحكومة إن شئتم قلتم عنها ابني والصافع ذلك الولد الصغير عبد الملك الحوثي ولعبة السياسة؟..
وان كنت اعني بهذا أن السياسة تحتاج إلى سرعة الفعل والقدرة على احتواء من حولك مثل ما يفعل الحوثي وتعكسه الأحزاب ففي الوقت الذي تركت فيه عمران لقمة صائغه للحوثي كان الهدف من هذا كسر شوكة حزب التجمع اليمني للإصلاح وحين ترحيل مركز العلم الذي أسسه الشيخ الوادعي رحمة الله عليه كان الهدف نشر السنة في هذه البقعة من الأرض فجاء أمر إزاحتهم جزء من خطة غير عادلة جاء في ظاهرها أن الهدف نزع دابر الفتنة بين السلفيين والحوثيين ؟ والسؤال بعدل: هل يرحل السلفي ويبقى الحوثي؟.
عبد الوهاب البنا
رساله إلى صناع القرار !! 1205