الحرية والعزة والكرامة ورفض السيطرة والاستبداد مطلب للشعب اليمني على امتداد وجوده ( قالت يـأيها الملأُ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) هذه السنة الكونية اليمنية للحرية والكرامة هي ما يتطلع إليه شعبنا اليمني على امتداد تاريخه, يظل رافضاً التسلط والاستبداد والتبعية مهما كلّفه من ثمن، واليمنيون لا يكرهون الحرية ولا يحبون الاستبداد بل تأريخهم ملئ بالثورات ضد الظلم والقهر ومحاولة فرض الجبروت عليه، وقد سجل التاريخ لهم الثورة ضد الأحباش وضد الفرس وضد كل مستبد جبار ويكرهون سياسة الاقصاء وصناعة التبعية لأي جهة كانت، ومن هنا فإن كل تصريحات الحوثي وممارساته للأفعال وسعيه للوصول إلى قمة هرم السلطة ليمارس سياسات غاشمة واستبداد وتسلط وترويض على التبعية التي يتصور أنه سيفرضها على شعبنا ديناً وفكراً ووطناً ومجتمعاً في الأفراد والجماعات، فسوف تتحطم في صخرة شعبنا، لأن الحوثية وعله يحاول دك صخرة شعبنا بقرنه المصنوع من عاج فارس، ولكن سينكسر قرنه في صخرة شعبنا اليمني الشامخة ( كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها**فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ) فمن يشك في شعبنا ولم يقرأ تاريخه ويسمع بسعيه الحثيث للحرية والكرامة والمساواة والعدالة, فعليه أن يعيد تصوره ويقرأ تأريخ اليمن عبر العصور من جديد، وعلى الحوثي قراء تاريخ أسلافه المخزي المرتكب عبر تاريخه للمجازر ضد الإنسانية على اليمنيين، لكنهم لم يخضعوه بل ظلت ثوراتهم متتابعة حتى أزالوه ولم يعد شعبنا مستعداً لعودتكم لقيادته من جديد بعد أن جهلتموه وحرمتموه من حقوقه لأكثر من ألف عام فقراءة تأريخ اسلافك وممارستك على الواقع ترهب وترعب كل يمني ابي حر كريم غير مرتزق ولا منخدع، وليس تابعاً لأجندة خارجية، وتدوين تاريخ اليمن يعترف بحملاتكم الإرهابية ضد الشعب اليمني على مر العصور وعودتك اليوم يا حوثي لتمارس نفس الوظيفة التي مارسها أسلافك الإماميون من قتل ودمار وانتهاك لحرمات شعنا، وما كنتم تسمونها بحروب الفتوح لمناطق شعبنا تمارسون فيها الدمار الشامل والإبادة الجماعية ضد الإنسان اليمني، وكلها ممارسات مصحوبة بدعاوى ثقافية إرهابية تبيح لكم الدماء والأعراض والأموال، تحت صيحة ولاية الآل التي غيرتموها الآن، وتزعمون أن الحق المطلق في الحياة لكم والموت لمنكرها عليكم، كل هذه الممارسات التي يقوم بها الحوثي ولد لشعب اليمن الانفجار السريع على الحوثية، كما انفجر على أسلافه من الإمامة الغاشمة، ولولا تساهل الدولة اليمنية وجهاز الرئاسة معكم سواءً رئاسة المخلوع أو رئاسة هادي لأسقاكم شعبنا لظى، ولتفجرت بكم براكينه، إن شعبنا لم يتحرك ضد الحوثي نتيجة ردة فعل، بل بوعي شرعي وفقه سياسي ودراسة اقتصادية، تبين أن هذه الطائفة أينما حلت نزلت معها كل الكوارث المدمرة للشعب في طائفية تقود للتخلف العقلي والسياسي والعلمي، فأنى لشعبنا أن يتهادن معها أو يقبلها إن ما تمارسه الحوثية من أفعال ضد الشعب اليمني، وما يسجل لها من جرائم متنوعة في الدين والأخلاق والأموال والأعراض جعل شعبنا يعي ما الذي يجب عليه أن يقوم به من فعل ضدها، لكن لا يصح أن يقف الشعب مقاتلا وتقف منظومة الرئاسة متفرجة لتسطوا على النصر بعد التخلُّص من قوة الشعب الدينية والعشائرية كما فعل النظام السابق الذي كان يتربص بالنصر لشعبنا ثم يسرق الانتصار، حتى وحدة شعبنا نسبها إليه بينما شعبنا في كل محفظاته حماها وليس له منها غير السرقة لها وحرمان الشعب من خيرها فعلى مؤسسة الرئاسة ودولة المحاصصة أن تثبت حمايتها للشعب ليقف الشعب معها ضد هذه الطائفية البغيضة الباغية أو عليها أن تغادر وتترك للشعب حرية خيار قيادة لمنازلة الحوثي ومَن وراءه من ثالوث دولة عميقة بقيادة المخلوع وأعداء الربيع العربي وأصحاب مطامع فارسية عادت من جديد لليمن السعيد ودولة متفقة أن تضرب الجميع ببعضهم وتجني هي النتيجة لصالحها.
د. عبد الله بجاش الحميري
الحرية مطلب فُطِر عليها الشعب اليمني 1328