لم يعد يخفى على شعب اليمن التخاذل المشبوه الذي تمارسه الدولة برئاسة هادي ولجنته الأمنية والتفاوضية هنا وهناك، ومبعوث الأمم المتحدة المكوكي من فتح الباب للحوثي لينفذ خطة متفق عليها ضد ثورة شعبنا اليمني، ثورة فبراير التي انتفض ضدها أعداء اليمن داخلياً وخارجياً وهم جميعاً ومن خلال الدولة التي أسسوها بقيادة رئيس أصبح بوابا يفتح الباب لأعداء اليمن من حوثيين وغيرهم، ليمارسوا ثورة مضادة لثورة فبراير، والمتابع لما يقوم به الحوثي يعلم جيدا أن الحوثي إنما هو جزء من لعبة خطط لها بعناية هدفها التخلص من قوة شعبية واسعة عرفت طول تاريخها بالمحافظة على ثوابت اليمن، ولم تسلمه للأطماع الخارجية ولا للاستبداد العبثي الداخلي التابع لأجندات خارجية، ويظهر لنا هذا من خلال الثورة المضادة التي وقفت ضد ثورة الشعب اليمني الدستورية التي قامت في 48م حيث تمكنت تلك القوة من تخليص اليمن من الحكم الظالم البغيض، ولما كان الشعب اليمني بقيادة قيادته التاريخية المنقذة هي من قام بها تحالف كل أعداء اليمن في الداخل والخارج ضدها لإجهاضها، ومورس ضد الثورة كل أنواع الحرمان والبطش وقضي عليها في مهدها.
ولما قامت ثورة 26 سبتمبر ظن أعداء اليمن أن أذنابهم من قام بها وأن الأجندة التابعة للخارج من سيتولاها ليضل اليمن يقبع خلف التسلط والتبعية، فاعترفوا بالثورة وباركوها وتدخلوا في شؤونها وأخذوا يتناوبون على اختيار القيادات العسكرية الغاشمة التي تتابعت على حكم اليمن حتى أوصلته إلى شفا جرف هار بقيادة العسكري المخلوع، وقامت ثورة فبراير الشعبية للتخلص من العنجهية والطائفية والظلم والاستبداد التي مارسه ضدها هذا الحكم المستبد وأوصل الشعب لشفى جرف هار، فتدخل الأعداء لإجهاض الثورة وعزموا للتخلص من قوى يمنية أصيلة تحمي مكتسبات الشعب وتقف إلى جانبه وتسعى للاستقلال السياسي والاقتصادي والأمني، وهي قيادات متنوعة عسكرية وقبلية وإسلامية، فوضع المتآمرون على شعبنا خطة للتخلص من هذه القوة وخططوا لثورة مضادة لثورة فبراير بانقلاب تحالف فيه كل من أنصار المخلوع وأنصاره من بقايا الدولة العميقة، ورئيس الجمهورية ولجنته الأمنية، والحوثية وكل القوى الظلامية في فكرها السياسي والفكري والاقتصادي التي لا تستطيع الاستقلال والعيش بحرية خارج التبعية والمتاجرة، ومن ثم ظهرت الحوثية التي انتفخ بالونها بنفخ رئيس الدولة ولجانه التي يرسلها لهداية الحوثي وتوجيهه لما يفعله، وظن هؤلاء أن شعبنا سيسقط في مخططهم التبعي فمحاولة إضعاف القوة القبلية المناصرة للثورة على امتداد التاريخ ومحاولة تهميش رجال اليمن من العلماء والمفكرين والسياسيين والأمنيين، لم يعد خاف، وإلا قل بربك ما هذا التخاذل الذي يمارسه هادي ولجانه الأمنية ووزير دفاعه، فهل فعلا الحوثي وحلفاؤه أقوى من الدولة التي يصطف كل شعب اليمن وراءها، وكل القوى اليمنية الحريصة على الحرية والاستقلال مستعدة للتضحية والبذل والعطاء، فلماذا يسمح هادي بدخول مليشيات الطائفية للمدن مسلحة ويمنع المواطن من غير هذه المليشيات من حمل المسدسات لحماية شخصية، إنها ثورة مضادة لانقلاب ضد ثورة فبراير أطرافها معلومة والرئاسة لها ضلع في السعي للتخلص من قوى الشعب المعتبرة، فهل سيتم لهم ذلك؟ الأيام حبالى بما يقوم به الرئيس هادي وصاحب مكوك الأمم المتحدة بنعمر.
وعلى شعبنا كله أن يعمل لإفشال هذه المؤامرة ويثور ضد أطرافها قبل أن يستفحل الأمر "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"..
د. عبد الله بجاش الحميري
موقف الرئاسة والدولة الحقيقي من الحوثية 1353