أن تكون مجرماً هو أمر سهل، وهيّن، أن تغدوا لصاً لأحلام البسطاء وقاتلاً لأماني الضعفاء والمساكين، هو أمر غاية في التبسيط والسهولة.
أن تكون زعيماً لمليشيا مسلحة، تستبيح الدولة والإنسان، وتوزع خرائبك على كل الأرجاء، وتشعل الحرائق في كل الأنحاء ، وترمي لعناتك في كل اتجاه ، هو أيضاً أمر غاية في الاستسهال والبساطة, غير أن من الصعوبة بمكان أن تمتلك حلماً ، أن تبشر بالربيع، أن تمارس شغف الطبيب وهو يؤدي مهمة إنقاذ ، أنه لأمر صعب جداً أن تكون إنساناً .
إنني الآن أحدق مذهولاً بخطاب عبد الملك الحوثي إلى رئيس الجمهورية . أقاوم رغائبي في الغثيان ، أنا حقاً لا أستطيع تحمل كل هذه الوقاحة.
بإمكان الحوثي أن يهدينا قيداً، سجناً ، لعنات ، بشائر عبودية ، ملكية تلغي الجمهورية ، بإمكانه أن يهدينا ليلاً أبدياً لا ينتهي , غير أنه ليس باستطاعته ادعاء تمثيل أحلامنا، فلم تكن أحلامنا يوماً مجرد لعنات ، ونحن - حقاً - لا ننوي تسليم رقابنا لجحافل السواد.
هذا الحوثي كارثة العصر ، وأكبر خيبة مُني بها هذا الجيل ، أتأمل وجوه شباب الثورة الشبابية ، وأجد في طلتهم خيبة أمل عميقة ، فها هو صاحب الكهف يدوس ببندقيته مبادئ ثورتهم الداعية لبناء دولة النظام والقانون ، دولة العدالة ، لا دولة السيد الإله, غير أن الثورة تعلى ولا يعلى عليها ، وستنتصر أهداف ثورة الشباب السلمية ، وستتحقق نبوءة الشهداء ، بدولة عدل ومساواة ، بانتخابات حرة ونزيهة ، بقضاء عادل ونزيهة ، بوطن مزدهر يتسع للجميع ، ستتحقق أحلامهم بدولة الوطن ، لا دولة المليشيا.
دمتم سالمين
يونس العرومي
هدايا الحوثي للوطن باختصار 1243