ما أشبه حصار الحوثيين اليوم بحصار الأئمة المتوكليين لصنعاء في حصار السبعين.. ذلك أن الأئمة المتوكلين أرادوا إعادة حكم ظل اكثر من ٩٠٠ عام دمر كل شيء- الأرض والإنسان والعقل- ولكن إيمان اليمنيين بضرورة الانعتاق من ظلام الجهر والفقر والمرض مكنهم من النصر.
واليوم اليمنيون يؤكدون نفس الرسالة من خلال الملايين التي اصطفت ضد مشروع الحوثيين (الإماميين الجدد)الذي يريد الإجهاز على ثورة الشعب السلمية وإعادة عجلة التاريخ للخلف لتعود معهم ذكريات التفرقة الطبقية واحتقار المهن والحرف ومن يعمل بها وتعود زمن الجبايات والخُمس والمجهود الحربي.
لكن الأدهى أن الإماميين الجدد جاءوا بصورة اشد بشاعة وقتامة من الأئمة المتوكليين أسلافهم, فالحوثيون الوحيدون في تاريخ اليمن ينتهجون سياسية هدم الجوامع ومدارس القرآن ودور العلم. والإماميون الجدد وحدهم من بين اليمنيين ينقضون الصلح والهدنة في القضية الواحدة والمكان الواحد مرة ومرتين وثلاث, حيث هذه الخصلة تعتبر جريمة وسيئة لا تغتفر إنْ ارتكبها فرد فما بالك بتوجه جماعة مسلحة.
والإماميون الجدد هم من أحدث العمالة والارتهان لمخططات الخارج "إيران" بتبعيه لا تليق بشعب يحترم سيادته ويعز وطنه وتاريخيه وهم من أحدث بدعة التماهي بقتل إخوانه اليمنيين من جنود الأمن ويفتخر بقتل ٦٠ ألف وهي سابقة لم يسبق عبدالملك الحوثي قبله؛ لا ملك وقائد حرب ولا غازي ولا مناصر لقبيلة أو أسرة أبداً.
وختاماً: فإن من سبق الحوثي من الأئمة أو غيرهم كانوا يختارون لقيادتهم الأفقه والأعلم والأكثر خبرة وحنكة, بينما جاء هؤلاء بالأقل دراية وعلم وفكراً ليكون قادة وقادة ميدانيين ولذلك ترى أهل العلم منهم لهم موقف مغاير أمثال الشيخ عبدالعظيم الحوثي وحتى أخوه يحيى كان معارضاً لمبدأ حصار العاصمة وأمثالهم كثر.
اليوم أو غداً.. ستذهب غيمة التآمر الخارجي وأحقاد الفرقاء في الداخل وسيجد هؤلاء المصاصون للدماء والأموال انهم باتوا خارج عجلة التاريخ والإنسانية لأنهم جاءوا على حين غفلة من العدالة والحقيقة والمصلحة الوطنية وحتماً مآلهم إلى الزوال وسيعض أصابع الندم يوماً من رفع لهم رايه أو نقل حديث نشوة أو شارك بإثم التآمر على وطن احتضنهم عقوداً أكلوا من خيراته وتنعموا بطيبة هوائه وإنسانه ثم تنكروا بلا سبب ولا مظلمه إلا انهم زاغت أبصارهم عن الهداية واحترفت أيديهم إراقة الدماء ونهب الخيرات وامتلأت كروشهم من رزق خيانة واتباع باغي ومذهب منحرف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
فؤاد الفقيه
الإماميون الجدد!! 1277