ذهاب اللجان الرئاسية إلى كهوف صعدة للقاء زعيم عصابة خارجة عن القانون هل هو لحل المشكلة، أو لتسليم صنعاء للحوثي وفق آلية معينة يبحث هادي عن ضمانات الوفاء بها من قبل الحوثي حتى لا يفقد الجمل بما حمل دولة تملك السلاح بكل قطاعاته والمال بكل عملاته وتترهل بواسطة رئيسها هذا الترهل وتفتح أبواب المدن لتدفق أنصار الخارجين على النظام والقانون يثير الشك في نية ومقصد رئيس الجمهورية، وأن لجانه التي تذهب إلى صعدة وتتبادل القبل مع رئيس العصابة الإرهابية يدل أن هناك تباحث لتسليم صنعاء وفق آلية معينة يتم الاتفاق عليها بين الحوثي وحلفاؤه من صقور الحاكم السابق المخلوع وبين رئيس الفترة الانتقالية التي انتهت ولم تنته معها بنود الآلية التي طرحتها المبادرة، والدليل على أقوالنا ما يلي: أولاً: أن تلك اللجان يرأسها صقور الحزب الحاكم السابق الذي خلعته الثورة فتجمع مع صقوره لإعادة الكرة والتخطيط لثورة مضادة ضد ثورة فبراير، فأحمد بن دغر وعبد القادر هلال وكثير من أعضاء الوفد معروف عنهم أنهم من كانوا يديرون البلاد تحت قيادة من يسمونه اليوم بالزعيم، ومعروف عنهم العداء الشديد للثورة اليمنية التي عصفت بهم وأرغمتهم على التخلي عن كل الحكم والرضا بالمناصفة، ومن ثم ظهرت في زيارته ومرافقة سلطان البركاني له، أنه في آخر كل اجتماع يلتقي بالحوثي لقاء سريا على حدة يعطيه آلية التحرك، ثم يعلن رفض الحوثي لكل المقترحات ويخرج عبد الملك الحوثي يخور كما تخور الأثوار، لأنه بالتحالف مع النظام المخلوع سيحقق مالم يكن له تحقيقه في الحرية والديموقراطية والشورى، لأن تاريخ هذه الطائفة المظلم لن يجعل له وجودا، ومن الأدلة لما قلنا فتح أبواب صنعاء على مصراعيها لدخول مليشيات الحوثي بسلاحها والسماح لها بالتمركز حول صنعاء بسلاحها الثقيل في مواقع خطيرة لا يمكن أن تقبلها القوات المسلحة والأمن، مالم يكن رئيس الجمهورية من يرض بها، ولا يمكن القبول بها من قبل رئيس مهما كان ضعيفاً مالم يكن ثمت سناريو عام يسعى الأطراف المتآمرة لإخراجها كثورة مضادة لثورة فبراير تقضي على عناصر الثوار، وتوقف الحركة الثورية ليتسنى للفرقاء تنفيذ مخططهم، وحتى لا يتكرر في اليمن ما حصل في مصر من أن حرم بعض الأحزاب من كل شيء بعد استيلاء رئيس الانقلاب على الحكم، ومن الأدلة ظهور عناصر الحزب الاشتراكي والمنشقين عنه وعناصر المؤتمر الشعبي العام بقوة جنبا إلى جنب مع الحوثي وظهور غيرهم من عناصر الأحزاب اللبرالية والعلمانية والقومية، وهذا ليس من باب المصادفة وإنما من حيث القضاء المبكر على قوة الشعب وثورته التي كشفت كثيرا من التدخلات والعبث داخل اليمن من قبل جهات مصلحتها تكمن في بقاء اليمن مضطربا، ومن الأدلة تباطؤ الدول الإقليمية والدولية من الوقوف الحقيقي من ممارسة الحوثي وما يرتكبه من مجازر وتدمير لمقرات وبيوت ومساجد ومؤسسات تعليمية تتبع فريقا من الشعب اليمني، وهذا يدل على أن تلك القوى لها ضلع في ما يدور، وتسعى لإخراجه إخراجاً يقضي على القوى التي تعلن عداءها في كل مكان وتعطي الحوثي شيئا من مخلفات المائدة التي يسعون لإخراجها، فهل يعي شعب اليمن ويدرك الطيران الذي دك طرابلس الغرب ويعلم أن الذين ضربوا هم من جمعوا هذا الثلاثي تحت اسم الحوثي، وهل آن لنا أن نطلق قوة فجر اليمن، لمنع المؤامرة ونحمي العاصمة ونُلجئ الرئيس إلى قرية طبرق اليمن، لقد آن لشعبنا أن يستيقظ لحماية الثورة ويسطع فجر اليمن ليكشف حقيقة المؤامرة وسيكتشف أن الطائرات الذي ضربت طرابلس ستضرب صنعاء دفاعا عن الحوثي بل عن المخطط الذي قدم باسمه "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
د. عبد الله بجاش الحميري
رئيس شعب يفاوض جماعة خارجة عن القانون! 1346