إنَّ المعضلة, تتمثل في تَملُك اليمن مقولة (القابلية للحرب بالإنابة)!
فبالرغم من تباهي اليمنيين بعروبتهم, وترديدهم مقولة العرب القدماء: " أنا وأخي على ابن عمي, وأنا وابن عمي على الغريب"؛ فقد غدا لسان حالهم اليوم" أنا والغريب على ابن عمي, وأنا وابن عمي على أخي"!
والمحزن في هذا الصدد, أن (الحرب بالإنابة) قد غدت معضلة يمانية – يمانية ! أما النداء, فإنني أُذَّكِر ببعض ما قلته منذ ما يقرب من العامين ما نصه:
"نعم ثمة بيئة يمانية مُستقطبة، حاضنة لتحالفات جديدة، تشارك فيها، بل وتغذيها جهات إقليمية (سعودية وإيرانية)، وتُوظف أمريكياً.. وهذا - للأسف - في مجمله لا يصبُ لصالح ثورتنا السلمية، ولا يخدم اليمن ( مجتمعاً ودولة) ".
نعم, لقد تحدثت عما وسمته بضرورة الانتقال من (المشهد التمديدي) التسويفي, إلى (المشهد الانتقالي)؛ بمعنى الانتقال لتنفيذ ما عُرفَ بمخرجات الحوار الوطني. وهو المشهد المرغوب فيه مرحليًا.
ولكن الخشية, في ظل هذا الإصرار على العمى والصمم السياسيَّين, والحضور كـ(قادة عسكريين) ومسَّعري حروب , لا كـ(قادة سياسيين) وصانعي سياسة ! ومن ثَّم الاقتراب من (المشهد التفكيكي) , المشهد الكارثة , مشهد هدم المعبد (أو هدم السد)! المتضمن حرب الجميع ضد الجميع!
صحيحٌ, أنَّ ثَّمة مقولة ذائعة الصيت مفادها " أنَّ الحروبَ استمرارٌ للسياسة بوسائل أخرى ", ولكن من الخطأ القاتل أن تغدو أسراء لسياساتكم العقيمة؛ التي غدت استمرارًا للحروب بوسائل أخرى)!
حذارِ من استحضار مشهد: (تفرقة أيادي سبأ) بعد انهيار السد. اللهم إني قد بلغت, اللهم فشهد.
د. محمد الظاهري
معضلةٌ ونداء..! 1220