حين يتحدث الحوثي عن الفاسدين الذين نهبوا المال العام وأهمية إزالتهم، وعن الفساد وإزالته، فهو يبني بناءه على ماء البحر، ذلك أن الفساد الذي نخر في المؤسسات الحكومية وعملت على نهب المال لا تخفى على أحد، والشعب اليمني ثار في فبراير ضد الفساد المالي والسياسي والاستبداد والتفرد ولم يأتِ الحوثي بجديد، ولم ينادِ إلى ما يجهله شعبنا اليمني.

 ونحن هنا نقول للحوثي: أولاً كل الفاسدين الذين ثار عليهم الشعب من أعلى قمة الهرم وهو الرئيس المخلوع وكادر الفساد معه هو من تتحرك بالتحالف معهم أنت اليوم، وهم من أعلنت أنهم مناصروك وحلفاؤك، لتثبت للشعب اليمني أنك تناصر الثورة المضادة لثورة فبراير، وثانياً: ألم يكن يحيى الحوثي وحسين الحوثي وبدر الدين الحوثي وعبد الملك الحوثي وكل بيت الحوثي ومليشيات الشباب المؤمن الحوثية الذين تعبد من مات منهم من دون الله أعضاء في الحزب الذي مارس الفساد؟ وقمتم بأجمعكم في انتخابات الرئاسة للدعوة في صعدة لانتخاب على عبد الله صالح المخلوع بثورة فبراير، في الوقت الذي وقفتم فيه ضد شملان الخبير الاقتصادي وصانع خطوات التغيير وكل عناصركم في مجلس النواب والشورى جزء من الفاسدين وعناصرهم لكم أعضاء في الحزب الحاكم الفاسد يومها، ولا زالوا يمارسون الفساد في كل مؤسسات الدولة التي يتواجدون بها.

، وثالثاً: أي فساد أعظم من نهب حقوق الناس الخاصة وتدمير بيوتهم وفرض ضرائب عدة عليهم تبدأ من الخمس للممتلكات ونهب كل عمارة تحتاجونها أو مزرعة للمواطنين تريدونها لمليشياتكم دون إعطاء تعويض، وإنما تستولون عليها باسم الرب، ومن عارض قتلتموه وسحلتموه وصلبتموه، وقبل أن تطالبوا بتسديد فواتير الكهرباء التي مسجلة على الفاسدين داخل الدولة يجب أن تسددوا انتم ما تستهلكونه من كهرباء لخزينة الوزارة، كما يجب أن تسددوا على أعضائكم وتأمرون حلفاءكم بذلك، لأنه حينئذ لن نجد أي موظف عليه فواتير كهرباء فالممتنعين من الفاسدين قيادات عسكرية ومشايخ مرتزقة، إما تابعين لكم وإما من حلفائكم، فلماذا تضحكوا على الشعب بهذه التضليلات.

 ورابعاً: هلاّ بادرتم بتسليم ما نهبتموه أنتهم ومليشياتكم من مليارات الريالات من بنوك المحافظات التي سلمها لكم الخونة برئاسة وزير الدفاع ومرتزقة بعض القيادات العسكرية وخونة قبائلهم من مشايخ " أملئ جيبي"، والمؤسسات العسكرية ومؤسسات الدولة وأموال المواطنين وسلموا الزكوات التي وردتموها إلى خزائنكم والضرائب المجحفة التي تفرضونها على المواطنين تحت سيطرتكم ولم تسلموها لخزينة الدولة وليس لصالح الشعب وإنما لصالح مليشياتكم ومرتزقتكم، فالذي يفسد ويسعى للفساد وتاريخه فساد، واستبداد لا ينبغي أن يتكلم عن فاسدين هم إما من مخلفاته وإما من عناصره أو عناصر حلفائه، ويوم تصلحون الفساد وتعتذرون للشعب وتعيدون ما نهبتموه من مؤسسات الدولة وبنوكها ومصارفها وتوردون ما سرقتموه من أموال الزكاة والضرائب وأموال المواطنين الخاصة ومعسكرات الجيش، حينها ستكونون صادقين في محاربة الفساد، أما أنكم تظنون أنكم ستخدعون الشعب بذكر الفاسدين الذين نهبوا ثروة الشعب وموارده وأنتم على صلة بهم تريدون أن تصلوا إلى القمة، لتمارسوا أبشع الفساد والاستبداد فشعبنا لا تخفى عليه تحالفكم وحركتكم مع الفساد والفاسدين.