الشعور بأمانة تحمل المسئولية دليل على سمو أخلاق صاحبها، وعلى ما يحمل في نفسه وروحه من قيم نبيلة وعظيمة، وكلما كانت القيم راسخة في نفسه كلما زاد هذا الشعور الذي يولد الهمة الدافعة للإيجابية، والمبادرة، والحرص الشديد على الإنجاز.
فإذا تولى مسئولية يشعر بتبعاتها تلقائياً..
• يدفعه للأداء بضمير، وحياء شديد لأن هذا النوع من الناس يخجل من التقصير، ويستحي من المماطلة ويخجل من القصور في الأداء بسبب اللامبالاة.
• لا يعمل بدافع الخوف من المساءلة، وإنما بدافع الشعور بالمسئولية، والحياء من المسائلة، فهو صاحب إحساس ورقابة ذاتية، ولهذا أثبتت التجارب أن صاحب الإحساس والشعور بالمسئولية أكثر عطاءاً، وفاعلية من صاحب الكفاءة، والخبرة بدون شعور بالمسئولية، فصاحب الشعور بالمسئولية، سرعان ما يتطور ويبدع، ويفلح في عمله، نتيجة الهم الذاتي الذي يحمله، فيسعى لتطوير قدراته ذاتياً، ويحسن الاستفادة من الآخرين نتيجة حرصه على العمل، والعطاء، فيحوز على رضاء الله أولاً ثم رضاء مرؤوسيه وزملائه.
عكس الذي لا يؤنبه ضميره لن يدفعه تأنيب مديره، وما نحن عليه اليوم من بلاء وقصور بمختلف الميادين، ما هو إلا نتيجة لمسئولين تولوا المسئولية بدون إحساس بتبعاتها دنيا وآخرة.
• ما أحوج الشعوب لأصحاب الإحساس، والشعور بالمسئولية فقد أصبح وجودهم أندر من الألماس، وأغلى من الذهب.
• من السهل أن يجد الإنسان مالاً لكنه من الصعب أن تجد أصحاب الإحساس، والجاد بتعامله ومواقفه، ويحترم تعهداته، ويوفي بالتزاماته مهما كلفه ذلك من عناء، ومشقة.
• من السهل أن يتحدث أي إنسان بكلام جميل عن العمل، والعطاء، والإبداع، والتجديد.. لكن من الصعب تحويل القول إلى سلوك، وعمل، فالمؤمنون بأمانة المسئولية يعرفون دائماً بميدان العمل، والمسئولية، والعطاء.
• إن الذي لا يشعر بالمسئولية صاحب إحساس بارد لا يهتم بالوقت، ولا يحترم الزمن، ولا يفي بالتزاماته دون أن يشر بخجل أو تأنيب ضمير.
فمن أهم ما يميز صاحب الشور بالمسئولية:
• عدم اكتفائه بتنفيذ ما يكلفه به من مهام لمجرد التخلص من التكاليف ولكنه حريص على الإتقان والإحسان، وتحقيق الجودة.
• يحرص على تطوير الأداء، والإبداع، والتجديد، ويحمل روح المنافسة، والتسابق على الخير، وصدق الطاء.. فهو دائماً نموذج للآخرين وسباق.
• لا يصيبه الوهن ولا الملل، ولا يجد اليأس إلى قلبه طريق.
ولهذا أنصح المؤسسات قبل أن تدرب العاملين فيها على أداء مهامهم، وقبل أن تفكر في تطوير مهاراتهم، وتنمية قدراتهم.. لابد أن تبدأ ببناء النفوس، والضمائر التي ستستفيد من التدريب على المهارة، فيدفعها الشعور بالمسئولية نحو العمل والعطاء، فتتحول المهارات المكتسبة إلى واقع عملي ملموس يستفيد منه الناس.
وما أحكم من قال: ما فائدة شرح معالم الطريق لمن لا يرغب بالسير فيه...!!
محمد هاشم الجيلاني
الشعور بأمانة المسئولية تفوق أخلاقي 1259