"الوطن ليس فندقاً؛ إذا لم نجد فيه خدمات غادرناه".. كان هذا رد الدكتور عمر الفارعي على مقال سابق بعنوان "بلاد الجرع".. قلت وماذا يكون إذاً؛ ساحة إعدام
أم زنزانة للتعذيب؟!.. اذا كان الوطن أُماً, فهل الأُم من تنجب, أُم من تربي؟!..
يقول الشاعر محمود درويش:
وتسأل: ما معنى كلمة وطن؟
سيقولون: هو البيت، وشجرة التوت
وقنّ الدجاج،
وقفير النحل،
ورائحة الخبز
و السماء الأولى.
وتسأل:
هل تتسع كلمة واحدة
من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات، وتضيق بنا؟.
وطني ساحة إعدام هذا يقتلك لأنك سني وذاك يذبحك لأنك علماني وغيرهما يفجر بك لأنك تخالفه الرأي..
وطني سجن نُعذّب فيه تحاصرنا فيه الهموم والآلام والأوجاع ونفتقر فيه لأبسط مقومات الحياة.. وطني ساحة اعتصام لجميع الأطراف التي تريد أن تبسط سيطرتها عليه وتستعرض عضلاتها داخلياً وخارجياً.. وطني بقعة من الأرض لا نشبع فيها من جوع ولا نأمن عليها من خوف.. وطني حلبة صراع سياسي و ديني وحزبي وقبلي..
وطني ملعب والمواطن فيه كرة تتقاذفه أقدام المتنافسين على السلطة, وكل فريق يحاول أن يرمي به في شباك الآخر ليسجل هدفاً وتحسب له نقطة..
وطني مساحة من الأرض تضيع فيها حقوقك و تتلاشى فيها أحلامك.. هذا هو الوطن.. بل هذه هي اليمن!!..
أحلام القبيلي
وطن أم حَلبة للصراع؟! 1808