اكتشف حشد كبير وقطاع واسع داخل مجتمعنا اليمني من رجال الاقتصاد والأكاديميين والسياسيين والدبلوماسيين والخبراء أن جماعة الحوثي الطائفية تزرع الكُره لها بنفسها من خلال تصرفها وتناقض أقوالها وأفعالها داخل الشعب اليمني، وأن شعب الإيمان أصبح يفرِّق بين العنف الذي تمارسه الجماعة من خلال تصرفها من محاولة السيطرة بالقوة المسلحة ومظاهر القتل والدمار وانتهاك الأعراض وسلب الأموال والهيمنة السياسية وبين ادّعاء الحق الإلهي فيها لهم وغير ذلك من التصرفات التي تثبت تناقضها بين أقوالها وأفعالها على الواقع من التنكر للاتفاقيات وعدم الوفاء بالالتزامات، وهي كلها مظاهر تتنافى مع القيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام وتعودها وأشربها شعبنا اليمني، فكل قوانين الحوثي وتصرفاته التي يتصرف بها وفقاً لمبادئه المبثوثة على الواقع تخالف خطابات القول التي ينشرها الحوثي ومن يمثله ويحالفه على الفضائيات والوسائل الإعلامية المختلفة، بل إن سياسته التي يمارسها في كل منطقة سيطر عليها حالياً بذرت عناصر ومقومات الكراهية الشعبية للممارسات الغاشمة للحوثية على الأرض، ومن ثم تفجر ضدها الغضب الشعبي نتيجة تصرفاته غير الدستورية وغير القانونية وغير الشرعية، وإنما تذكِّر الشعب تصرفات الحوثية بما سجله التاريخ لحكم الإمامة التي ينتسب إليها الحوثي من التسلط والغوغائية والاستبداد والحرمان والسيطرة، والمتتبع للتقارير التي يدونها الخبراء بالوضع اليمني ومن له صلة بفكر الطائفية العنصرية لهذه الطائفة، يدرك أن الإعلام الحوثي البراق والمطالب التي يرفعها للانقضاض على صنعاء لم تستطع حجب حقيقة الحوثية وما تسعى إليه في صيحتها المنكرة، وقد احتوت التقارير التي دُونت أثناء حركة الحوثي في حروبه داخل الوطن ضد الشعب على ما يشبه تدوين توثيق الدلائل على ما ترتكبه الحوثية من جرائم بحق الإنسانية في كل موقع سيطر عليه، ليس على وجه التهمة ولكن على وجه إثبات الأدلة والبراهين لممارسة المليشيات الحوثية وحلفائها ضد الإنسان اليمني، وقد سجلت التقارير كوارث كثيرة ارتكبتها هذه الطائفة البغيضة كان سببها التجاهل الفاضح لهذه الطائفة للمبادئ الإنسانية والشرعية وتنفيذها لمخطط خارجي يفتح باب اليمن لأصحاب مصالح خارجية إقليمية ودولية تعمل هذه الجماعة لفرضه على شعب اليمن بقوة السلاح وبالتضليل للوقائع واستغلال الأحداث لوضع يأباه الشعب اليمني بكل فئاته، وتبيَّن من خلال ما رصده التقرير فشل مبادئ الحوثية التي تدعوا إليها ولأتباعها لكونها ليس لها أي صلة بالواقع اليمني المتطلع لدولة مدنية تقوم على شريعة الله التي تؤصل للحرية والعدالة والمساواة وحماية حقوق الفرد السياسية والفكرية والعملية، بل إن المبادئ والقيم التي تتحرك بها الحوثية لفرض هيمنتها وسيطرتها على الشعب تؤدي إلى تصاعد الكراهية بين هذه الطائفية وشعبنا اليمني المسلم، والحقيقة التي على الحوثي أن يدركها أنه لم يعد يَخفى على شعبنا وأمتنا اليمنية ما تروِّجه الوسائل الإعلامية لهم ولحلفائهم، ورغم أنهم يحسبون تأثيرها على الشعب، فإن الإنسان اليمني اليوم علم حقيقتهم وتعاملهم على الواقع، من خلال فكر متعصب ونظرة استعلائية تشي باستبداد قبيح، وسياسة يريد فرضها ومن ثم خرجت جماهير الشعب اليمني تقول لهم ولحفائهم ومليشياتهم الغاشمة: لم يعد يَخفى علينا قصدكم وحقيقة ما تصبون إليه من خلال استغلال غياب دولة غائبة إن لم تكن معكم متآمرة، فخرج يرص صفوفه فظهرت تزعم أن ذلك الاصطفاف ليس شعبياً، وهذا من علو فرعونيتك وعدم رؤيتك للواقع إلا من خلال ثقب إبرتك.
د. عبد الله بجاش الحميري
من يزرع الكراهية يحصد البغض 1580