حينما قاتل الحوثيون في عمران كانت تخرج أصوات تتحدث عن مشروع الحوثي وأن عمران بمثابة الباب الذي من خلاله يستطيعون الولوج والدخول إلى صنعاء حينها كان الحوثيون وبكل طاقاتهم وأذرعهم المُشتراة بالمال كثيراً ما يتحدثون باستهجان من تلك الأحاديث التي يتداولها الناشطون وتأكيد عدمية مشروعهم الرامي للسيطرة على صنعاء, لكننا اليوم وبدون تحليل أو بُعد نظر نشاهد الواقع امام أعيننا حينما ينتشر مسلحو الحوثي على مداخل العاصمة صنعاء ويشكلون حولها حزاماً من مسلحيهم وكأن ذلك يمضي في سبيل زرع الورود ومصادر التغذية أما ما يعزف عليه الحوثيون في وتر إعلامهم فهو خارج ما تتحدث عنه مآت من وسائل الإعلام المحلية والدولية وفيها التأكيد المطلق أن ثمة نوايا يُكنُّها الحوثيون لقرع طبول حرب تقضي بالسيطرة على صنعاء وبدعم مطلق من سواعد صلبه من رموز النظام السابق والحالي أيضا وكل ذلك يصب في تلك السلة التي تمتلئ بعزل الإخوان المسلمين وتنحيتهم جانباً حسب التوجيهات التي يصدرها صالح أو تأتي من الخارج بينما ما يمكن قوله هو أن مصدر قوة الحوثيين يكمن في تلك الأطراف التي مازالت تحمل بين مضمون أيديولوجيتها العداء المطلق لكل مناصري ثورة التغيير وفي سبيل السعي للعودة الى الحكم عبر طرق ووسائل أخرى وعناوين كالإنقاذ وغير ذلك ومن منطلق ذلك يتحتم على كل المراقبين والقادة السياسيين التأمل بعمق وزوايا ذات ابعاد مختلفة للتحركات التي يمارسها الحوثيين خصوصاً بعد إعلانهم عن التصعيد بمراحله والمرحلة الثالثة والتي لا يتمنى الشاب المراهق عبدالملك الحوثي اليها وكون تلك التحركات باتت قلقة ومن شأنها ان يستطيع الحوثيون نشر مسلحيهم في المناطق الحساسة وكذلك تدعيم سواعدهم في صنعاء بقيادات حوثيه قادمه من صعده ما يمكنهم الانتشار هذه الأيام في صنعاء تحت مضلة المظاهرات والترويج بأنها سلميه ليأمن الطرف الآخر من تلك التحركات مالم فإن الحوثي سوف يبتلع صنعاء بما تحويه من تاريخ ونضال لم تجف دماء الأبطال فيه بعد وسيكون ذلك بدعم سخي ومباشر من أولئك الناقمين على مغادرتهم السلطة إبان ثورة التغيير ولهذا فإن ما تقوم به اجهزة الدولة لا يفي بالغرض مقابل تلك التحركات وهو الأمر المخيف للغاية بالنسبة للكثير وخصوصا القائلين بتعاون الدولة وأجهزتها الأمنية والتمكين للحوثي بالأمس في عمران وكانت نتيجته القضاء على الخصوم وكذلك في صنعاء كيف لا وفيها ابرز الخصوم اللذين يتنكر لهم الزعيم بعد أن ساندوا ثورة التغيير وكذلك فإن ما توحي اليه الأحداث الجارية يؤكد وبعمق مدى تجذر وتعمق المشروع الحوثي واهدافه ومخططاته الرامية إلى كسر الجمهورية وإعادة الإمامة وكان ذلك بإشراف مباشر من بعض قادة الجمهورية لكن الخلاف بينهما وحدته المستشرية بين الأطراف كانت إحدى العوامل التي مكنت وسوف تمكِّن الحوثي من تمرير مشروعه فقد احسن التوقيت وأحسن العنوان وأحسن الفتك بألدِّ خصومه وخصوم حلفائه الجُدد بينما يبقى مصير الجمهورية محمولاً بين كتفي ناقمٍ على ثورة التغيير وبين مشروع إمامي لا لبس فيه... والسلام.
عمر أحمد عبدالله
الحوثيون..مسلسل إمامي لإسقاط الجمهورية 1246