الوقوف على مفترق طرق, يغدو في أوقات كثيرة, مأزقاً يتعرض له الإنسان في مسيرة حياته بنسب متفاوتة ويمثل غالباً محك اختبار حقيقي.. موقف يتكرر في حياتنا بدرجات متسعة الفوارق.. يصبح الاختيار قراراً ملحاً يجب اتخاذه بسرعة معينة يحددها دقة الأمر وأهميته وتوقيته!.
كلنا يفعل ذلك كل يوم ولعدة مرات في صغار الأمور وعظيمها, حتى أن البعض لا يدرك أنه يتخذ قراراً حينما يفاضل بين ألوان قمصانه عند ارتدائها في الصباح أو عند المفاضلة بين لوني طعام أو وظيفتين أو صديقين..
كل ذلك يتم بارتجالية من لدنّ الكثيرين, وهو رغم وجود الوعي بتأثيره على مساراتنا, يتسم بأهمية تقاس بقدر الموقف ونتائج القرار على حياة الشخص ومصيره..
والتدقيق عند اتخاذ القرار قد لا يكون جاداً ومدروساً بعناية في كثير من هذه المواقف, وقد يتساهل البعض ولا يفكر ملياً في الخطوة التالية, ويتعثر الكثيرون في مشاريعهم الخاصة بسبب هذا الإهمال الغير منتبه له.. كل ذلك ليس بذي بال وقد يمكننا تدارك الخطأ وتعديل الموقف واستدراكه..
لكن عندما يتعلق الأمر بمصير وطن يجب أن تقف طويلاً وتتأمل ملياً في كل خطوة تخطوها وفي كل قرار تتخذه, خاصة قرار السير والهتاف مع الجموع ..
أنت صوت واحد, مجرد فرد, قطرة في سيل كبير, لكنك كل السيل, ولو تغيّب كلُ فرد سيتلاشى الجمع وتضمحل الشعارات ويفشل الخروج..
أنت مسؤول عن تواجدك بين هذه الجموع, مسؤول عن نتائج الخروج وتبعاته, أنت ستقف وحيداً بين يدي الله تعالى وسوف تُسأل عن كل هذه النتائج التي أسهمت في إفرازها..
فكر ملياً قبل أن تقرر أن تصبح قطرة في "سيل العرم" الذي سيذهب بوطنك للهاوية..
كل عاقل قد علّمته الثورة كيف تدار هذه التحركات وماذا يراد بها ولها!.. فلماذا لا نتوقف بعد هذا الدرس ونسأل أنفسنا لماذا الخروج, ومع من, وما هي نتائجه, وما هي الرسالة التي يصدع بها, قبل أن نخطو خطوة واحدة؟!..
لا تُحمّسك الكثرة وتشعر وسطها بالأمان وخفة ثقل مسؤوليتك, فالله جلّ وعلا يقول:" وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"..
نبيلة الوليدي
أنت "سيلُ العَرِم"!! 1227