نزع سلاح الجماعات المسلحة في البلاد ضرورة حتمية, سيما سلاح جماعة الحوثي الذي بات خطراً يهدد النظام الجمهوري.. وحال رفض تلك الجماعة لتسليم السلاح برأيي فيه دلالة واضحه على تورطها مع أطراف غربية تسعى لإبقاء البلاد في أُتون الصراع كما هو مخطط لبلدان الشرق الأوسط خاصة عقب ثورات الربيع العربي وبروز الثورات المضادة.
وفق سياسة كانت قد رُسمت لذلك مسبقاً.. يقول الأمريكي دونالد رامسفيلد وهو يتحدث على ضرورة خلق الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وبقية مناطق العالم, يقول:" يجب إقناع الشعب الأمريكي وبقية شعوب العالم- سريعاً- بأهمية أن نواصل العيش في عالم ملئ بالأسلحة الفتاكة، ومع أناس يرغبون باستعمال تلك الأسلحة، ونحن نستطيع نفعل ذلك كدولة، وفي ذلك سيكون برأيي النصر" .
من المفترض على الرئيس هادي أن لا يفتح أي حوار مع جماعة الحوثي إلا بتسليم السلاح- أقل ما يمكن- الأسلحة الثقيلة والمتوسطة المتنوعة والتي نهبها مسلحو الحوثي في المواجهات الأخيرة بعمران ، كشرط أساسي للتفاوض وقبولهما كحركة مدنية سياسية تحترم سيادة النظام والقانون ، يجب على الدولة بذل قصارى جهدها وردع جماعة الحوثي التي باتت تهدد التسوية السياسية بل وتشكل خطراً حقيقاً أمام وحدة اليمن, سيما وان هناك فصائل جنوبية متطرفة تعمل على تغذية الشارع الجنوبي ليل نهار للنيل من وحدة البلاد .
وعلى ما يبدو أن الرئيس هادي من الصعب- إنْ لم نقل من المستحيل- أن يتخذ قراراً كهذا، فالعديد من شباب الثورة يعتقدون أن نظام صالح لازال له دور فعال تجاه كل ما يحدث فهو بيده خيوط كثيرة يحركها.. كيف لا؟ بحسب ــ تساؤلات البعض ـــ ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد يمارس مهام مدنية لا تمت بأي صلة للفعل العسكري غير أنها في اقل الأحوال استفزازية كأن يقوم بتدشين حملة التحصين ضد شلل الأطفال في محافظة حضرموت ويقوم أيضاً بزيارة تفقدية لجامعة حضرموت, بينما العاصمة محاصرة من أركانها الأربعة بمسلحي مليشيات الحوثي، ووزارة الدفاع تغط في سبات عميق لا يعلم الناس مداه.
والأدهى من ذلك أن وزارة الدفاع لم تقم بأي شيء يذكر تجاه المذبحة التي تعرض لها جنود في محافظة حضرموت.
كل ذلك في إشارات تدل على أن جماعة الحوثي المسلحة, مشروع انقلاب على الثورة بتضافر النظام السابق, على طليعتهم علي صالح ووزير دفاعه طرفاً والحوثي طرفاً آخر؛ وربما بدعم من أطراف دولية تقف في وجه ثورات الربيع العربي ومشروع التغير في المنطقة بعد عقود من الاستبداد.
صادق الرتيبي
ضرورة نزع سلاح المليشيات 1122