أربعة أيام على التوالي مرت على اللجنة الرئاسية وهي قابعة بين ركبتي السيد توسلاً لقبوله التهدئة ويأخذ الحكومة أو أجزاء منها والى الآن دون جدوى ونلاحظ أنه قد محي مطلب تسليم سلاح الجماعة كمطلب شعبي وأممي لقبول دخولهم الحكومة كما غاب مطلب تسليم السلاح المنهوب من معسكر عمران واُخفي أو تخفى مطلب خروجهم من عمران كمحتلين ومصاصي دماء الشعب, بالإضافة إلى من خالفهم .

وبقوة السلاح المنهوب أو المسلّم من قبل الجيش يفرض به الحوثي كشخص منقاد من قبل الخارج بقوته وأتباعه (المتحوثين خوفا وطمعا) وبهذه القوى المتكاملة يريد تسيير أمور البلد ويقبل أو يرفض من أراد من المسئولين كباراً كانوا أم صغاراً بميزان التبعية على هواه.. أليس هذا قذفاً بكل القوى الموجودة داخل اليمن من أحزاب ومنضمات ومواطنين وغيره؟.. أليس هذا رمياً خلف الحائط الخلفي بكل مخرجات الحوار التي أتى بها الشعب بكل قواه المختلفة ؟.. ألم يدوس الحوثي على عنق ثورة الشباب السلمية ويبصق فوق دماء شهداء 2011الشرفاء؟. بهذا السيناريو الذي يبدو انه متقن التمثيل والإخراج .

هذا هو بالفعل ما أراد الحوثي أن يحققه وسيكون في قادم الأيام المظلمة ما دامت الأفواه صامتة بل مقفلة أو باسمة.

نعم سيناريو متقن التمثيل المسروق لا بل المهدي من فلم حزب الله في لبنان ها هو أصبح هناك هو المرجعية وهو من تلتفت إليه الأنظار أولاً وان كان كياناً شيعياً مسلحاً هدفه انتقام السنة هناك وتمهيد الطريق أمام الخليج الفارسي الشيعي.

النهم الحوثي قبل أن يكون نهماً للحكم هو نهم يسمى هكذا (أنا هنا فلا صوت فوق صوتي ولا قرار أياً كان قبل قراري ولي أن أرفض أو أقبل أي عمل قادم من اليوم بل من الآن كان دستوراً أو قراراً رئاسياً أو حتى خطاباً للرئيس).

ومن خلال القوة المفروضة يحاصر الحوثي ثلاث وزارات في ما يسمى مزايدة باعتصام في خط المطار بصنعاء هناك الثوار كلهم "مبردقين" (شمة )و مبندقين والسلاح هناك والعتاد والعدة بل وقد رصدنا مخالفات إنسانية جبارة بحق أهالي المنطقة من إرغامهم ترديد الصرخة "أو النهيق الكاذب" وإرغام الساكنين هناك تقديم الأكل والماء للثوار بالقوة وإلا أتوا إلى أمام منزلك بكل منغصات الحياة حتى تؤمن ،هذا ما استمعنا له وسينفجر الوضع هناك في أقرب الأوقات وهو ما شاهدناه نحن فريق رصد وتوثيق انتهاك حقوق المواطنين وهو أهم برنامج ضمن برامج مجموعة الصحافة الاجتماعية .

لو نخاطب العقل والمنطق: أنه إذا ما صار واقعنا اليمني القادم هو ما قام به الحوثي اليوم بمعنى لو كل حزب لم يوافقه قرار ما رئاسي أو حتى توافقي, فليخرج أتباعه بأسلحتهم الشريفة ليسقطوا هذا القرار الجائر بحق الشعب وهو فقط لم يوائم سياستهم إذاً كيف سيصبح الحال وإلى متى سنظل نعاني من العقول الخاوية التي لا تؤمن إلا بالقتال والعنف.

ما ارتم السلام أبداً إنما أرتم الوقت، وهنا نتساءل كم نقض الحوثي من الاتفاقيات ويمحوها برائحة بارود الرصاص وما هذه إلا بعدهن؟.

وها هي اليوم الحكومة الانتقالية والرئيس هادي يدسون رؤوسهم بين ركبتي السيد قاصدين رضاه, تاركين كل ما بناه المجتمع اليمني بكل فئاته والدولي وراء ظهورهم نزولاً عند رغبة الحوثي ليتكرر نفس السيناريو لاحقاً في أبسط الأمور بعد أن حقق نجاحه المسلح الأول .

إذاً مما نلاحظ ونرصد نقول لهادي والأحزاب والشعب اليمني كافة دون هذه الأقلية الفئة الدموية: إن الحوثي يحشد المتحوثين "الزنابيل" إلى مداخل صنعاء فالرجل لا يريد السلام إنما يريد الوقت فقط فلن يقبل بحل وسلام وخير للوطن وان وافق "فسيقشع" به بعد أن يتم استكمال بنيته تماماً ما لم تستخدم الحكومة الخيارين القوة والسياسة في آن.