لاشك أن رفع الظلم على المواطن اليمني، وعدم إثقال كاهله بمزيد من الدمار الاقتصادي, فريضة على الحاكم والحكومة، وإعادة هيكلة الإصلاح الاقتصادي بالبدء بطرق تطهير الاقتصاد من وسائل تستنزفه لجيوب الفاسدين..
بيد أن سلوك الحوثي في مواجهة رفع دعم المشتقات النفطية- التي تعاونت معه المؤسسات الدولية المعادية لليمن لتجعل اليمن فريسة له تحت وطأة رفع الدعم للمشتقات النفطية- حق يريد به الحوثي باطلاً، ودعوى ذاتية وليست انتصاراً للشعب، وإذا كان الحوثي جاداً في دعواه للانتصار للوطن والمواطن ليرفع عن كاهله جرع الفقر والاغتصاب لماله، فإننا ندعوه أن يرفع عن المواطن اليمني الذي يقبع تحت سيطرته جرعة الخُمس التي فرضها عليه، تؤخذ كجزية على كل ممتلكاته تحت دعوى كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تشرعها ديانة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها جرع يفرضها الرافضي على الموطن اليمني جوراً وظلماً استناداً إلى ظلم واستبداد أسلافه الذين حوّلوا المواطن اليمني أثناء حكمهم إلى عبيد يحرثون في المزارع من دون مقابل، كما نطالبه بإعادة ما سلبه ونهبه هو ومليشياته من أموال الشعب اليمني في صعدة وعمران والجوف وحجة وكل مديريات وصلت مليشياته إليها حتى تظهر مصداقيته.
إن الحوثي في كل منطقة يدخلها يتحول إلى فرعون جبروتي، يقتل أبناهم ويستحيي نساهم، ويعلن القهر عليهم, فالنساء تخبز وتخدم المليشيات على التنانير، والرجال يدفعون الخمس من كل ما يملكون ويشترون بالباقي دقيقاً لتقوم النساء بخبزها لمليشياته الغاشمة، ولا شك أن هذه المظاهر الغاشمة تدل على أن الحوثي لم ينتصر للشعب وإنما يستغل الشعب للوصول إلى مجد جرد شعبنا أسلافه منه، ويستغل سوء إدارة حكومة لا تحسن قيادة البلد، حكومة لازال يتربع على ثلثيها بل قل على كلها مخلفات الحكم المخلوع المستبد الفاسد، وهو من يجيّش للحوثي عناصره الفاسدة لثورة مضادة لثورة فبراير لينقلب بعدها على الحوثي الذي يستعمله اليوم أداة وعلى الحوثي أن يترك تعاليمه الفكرية المتخلفة المتعصبة الضيقة، ومفاهيمه السياسية المستبدة وقوانينه الاقتصادية المدمرة، وأن يلتحق للاندماج مع الشعب ليكون جزءاً منه لا علواً ولا استكباراً ولا دعوى لحق إلهي فرضه الله له، فإذا فعل ذلك سيجد الشعب اليمني متجاوباً معه, أما لغة الاستغلال ودعاوى الحق التي يريد بها باطلا، فلم تعد تخف علينا جرائمكم من قتل المسلمين في مساجدهم والعدوان عليها وتفجيرها، ومسجد مصعب بن عمير في ديالى العراق خير شاهد على بشاعتكم وتفجير المساجد ودور القرآن تحت صيحتكم لم تعد تخف على أحد.
د. عبد الله بجاش الحميري
جرعة الخُمس على المواطن من يلغيها؟ 1383