التاريخ يعيد نفسه ويتكرر ونحن لم نستفيد بعد ونتعلم من دروسه وكانت النتيجة هي ما وصلنا اليه اليوم من ضعف وهوان والسبب هو أننا تركنا وطننا لصراعاتنا وخلافاتنا ومشاريعنا الخاصة وتمسكنا بحزبيتنا قدسّناها زيادة عن اللازم وأعطينا أصنامها اكثر مما يستحقونه ..من التقديس والتبجيل والمديح المذموم, بينما تركنا الوطن فريسة لأصحاب النفوس الضعيفة والمشاريع التدميرية والتخريبية..

في المقابل نجد ان الحكومة لا تستعرض عضلاتها إلا فوق رؤوسنا نحن " الشعب" الكادح والمظلوم والمهضوم والمغلوب أمره.

جرعة وراء جرعة فوق هذا الشعب والفاسدون لا زالت أياديهم تمتد لتبطش بأموال البلاد وتنهب خيرات العباد وبشكل فضيع في ظل حكومة وفاق عولنا عليها كثيراً لكن للأسف طلعت حكومة ينطبق عليها القول " حكومة على الطاير .. لا ترضي ولا تساير".

وهنا يدور الحديث عن تشكيل حكومة الوفاق "2" وكأنها تمتلك عصا موسى حتى تخلصنا مما نحن فيه من وضع صعب وقاسي..

المشكلة انه كلما تغيرت حكومة تزداد الأوضاع صعوبة.. جرعات وأزمات وأوضاع أسوأ مما نحن فيه السابق..

صراعات تحتدم بين أطراف الأحزاب حتى أنها وصلت إلى اختلافات في المنازل ومجالس الشجرة العجيبة "القات".. ماذا بعد؟ والى أين؟.

حكومة الوفاق لم تكن حازمة في كل أمورها ولم تصنع شيئاً لنا "شعب الله المغلوب" حتى نستطيع الوقوف معها ومساندتها بل لعبت دور تمثيلي مميز ،، لم يكن لنا فيه سوى نكسات وإحباطات مؤلمة ..هي حكومة حتى وان اتحملناها ما الفائدة وهي حكومة تدار وتسير من البيوت والمقايل ومن خلف الستار دول تدعم اطراف على حساب اطراف أخرى لكي يبقى الوضع كما هو "نفط ويسرب ويحتكر بملايين اللترات أموال منهوبة بالمليارات, أين هي يا أولاد المرتزقة؟".

في المقابل لو أن الحوثيين جادون بمطالبهم وعملوا من اجل الشعب ودفاعاً عنه كان الأمر إيجابياً إلى حد ما، لكن تحت شعارهم وكلماتهم شعار حق يراد به باطل ومشاكل طائفية ومذهبية نحن في غنى عنها.

لقد صار كل شيء وكل حركة سياسية مخوفة للجميع ، أخطاء حدثت سابقاً ولا احد يستفيد منها لا حكومتنا ولا شعب الله المغلوب.

جاءت الجرعة لتصالح بين "المهاجرين والأنصار" وسقطت محافظة بعد محافظة وما تقدم فينا سوء أسلوب الشجار وتعلم الطرق الاحترافية للمشادات الكلامية والاستفزازية فيما بيننا فقط وبتعمد تام.

 كيف ستكون النهاية؟.. سؤال يطرح نفسه والوطن بين صاعدين ونازلين وتصالحات واختلافات، وتحالفات مشبوهة وتوترات تنذر بكارثة قادمة..

على كل يبدو أن الله قد كتب الله علينا نحن اليمنيين العذاب في الدنيا قبل الآخرة... نسأل الله السلامة.