السنة الرابعة من عمر الثورة الشبابية تخترق خط الزمن؛ حاملة معها حلم الشباب وكل أبناء اليمن نحو المجهول.
تمزق رفاق الساحات مزعاً, وسار كل منهم في طريق, وتمزقت عرى شتى في المجتمع بتمزقهم, وتوجع الوطن في بقاع عدة من نزف جراح التصارع بين الأخوة المتنافسين على السلطة.
فهل تستحق السلطة المنقوصة في اليمن كل هذا الاحتراب المعلن والخفي؟! ألا يوجد في نفوس هؤلاء المتصارعين قيم أسمى ومعان أرقى؛ ترفعهم من مستنقع الصراع المدوخ هذا, وتحرر نفوسهم من الخبل والهوس على سلطة وهمية وشهوات مادية رخيصة؟!.
قد يكذب المحركون من قادة الأحزاب والجماعات على أنفسهم وعلى الأتباع بتشدق واهم عن مشاريع نهضة أو خطط تصحيح, وقد يؤمنون من الأعماق بكذباتهم ليبرروا لأنفسهم جرائم الاحتراب وإقلاق أمن الوطن وعرقلة عملية شفائه من جراح الماضي, وربما يفعلون ذلك لتخدير آخر نبض لضمائرهم كي يحيوا بقدر من السلام الداخلي والرضا عن الذات..
وقد يصدقهم أتباعهم ومريدوهم ببصيرة عمياء, وثقة لا متناهية وتغييب للفكر الناقد؛ كي لا يتحملون معهم مسؤولية ما تجره هذه الصراعات من ويلات للوطن..
لكن وسط كل هذا التخبط والتيه وغياب العقل المستبصر ورقدة الضمير, ثمة بصيص نور يتنامى وينبثق من بين ركام الأحداث؛ الشباب المتجرد في حبه لليمن المخلص في إرادة التغيير والنهوض بالوطن المتفتح العقل والفؤاد, ينزوي بعضه لبعض ليكونوا تياراً مستقلاً يرفض خبالات الجماعات والأحزاب التي انتسب لها لدهر.
تساقطت الثمار الطيبة من الأشجار العجفاء المتهالكة وأزكمت بنفح إخلاصها الأرواح ليهتز في الوجدان الأمل بمولد رائع ليمن أروع.
نتيجة هي من أجمل وأنضج ثمار الثورة, مولد جديد لإنسان اليمن الحر, شباب أزهر في مسيلة الثورة, ورأى بنور الله وتوهج حبه لوطنه عوار القوم, وبعدما تفرق الراغبون في السلطة, وتشاغلوا بالتهالك عليها عرف هذا الشباب المتوثب لتغيير غير مشوه كيف يعدل المسار, ويصحح نهاية ثورة صناعة اليمن الجديد؛ يمن النظام والقانون والعدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان.
اتخذ هذا الجمع الظاهر الخفي قراراً صامتاً ضمنياً بمنح التسوية السياسة وقتها لتنجو باليمن وتبلغ به مرسى التطور ومنطلق النهوض المؤمل من الجميع, فلا تستهينوا بصمت هذه الفئة أو يغركم صبرها..
أيها القائمون على تنفيذ مخرجات الحوار: احذروا من غضبة هذا الكائن المتحد بروح لا تهفو للسلطة ولا للمال.
أما دعاة الخروج تحت مظلات مشوهة ومجربة فلا خوف منهم فلن يستمع لهم سوى الأتباع الصم الذين يؤمنون على أقوالهم دونما فهم, ومهما فعلوا فلن يخرج معهم سوى الحمقى, فالعقلاء أدركوا حقيقة الجماعات والأحزاب وعرفوا أن لا خير يرجى لليمن ولإنسانه منهم..
أخيراً: على كل مخلص محب لخير اليمن ممن يقوم على التسوية السياسية, وفي لجنة تنفيذ مخرجات الحوار الصدق, والمبادرة والسرعة في إيصال هذا المشروع القومي لمنتهاه قبل أن تنطلق ثورة لا رأس لها, فيستمال أو يقطع, ولا جيب لها فتباع أو تركع..
نبيلة الوليدي
إعصار ثورة بلا رأس ولا جيب!! 1219