المتابع لما يقوم به الحوثي في حربه الإجرامية ضد الشعب اليمني، وما يمارسه من ارتكاب جرائم حرب، وإبادة جماعية وتدمير المساجد ودور القرآن وبيوت العلم والمداس والجامعات والاعتداء المتواصل على البنية التحتية للشعب اليمني، يجد أنه يتحرك بمساندة داخلية وخارجية وكأنه الولد المدلل لهادي ووزير دفاعه وبعض الجهات الداخلية التي هزمها الشعب وخلعها، وبعض أعداء اليمن الذين يزعجهم استقرار اليمن السياسي والأمني والاقتصادي، لأن استقرار اليمن ووحدته يعني استقرار الجزيرة العربية وتخلصها من التبعية المفرطة لمن هم وراء المحيطات، وقد تعودنا أنه عندما ترتفع وتيرة الحوثي في عدوانه على الشعب اليمني واستعداده لشن مجازر ضد الشعب وتشرف مليشياته على الهزيمة، نسمع جعجعة الرئيس ووزير دفاعه الذي أصبع جزء أصلا في تمهيد الأجواء للحوثيين للسيطرة على المدن والمديريات تحت سمع وبصر قادته العسكريين الذين يوجه إليهم تعليماته بعدم مواجهة الحوثي، وسكوت الرئاسة المتعمد عن تحقيق ما ثبت من خيانة الوزير وبعض قادته العسكريين ومشايخ الارتزاق في حاشد وعمران وهمدن والحيمتين، ولم نسمع إلا كلاما خادعا بين يدي كل معركة يعلن الحوثي خوضها من الرئيس والساسة الذين يتبعونه في ترك سيادة الوطن تنتهك من عملاء أعداء اليمن في إيران وغيرها، ثم لا يتحركون لمواجهة هذه الطائفة العنصرية بما عندهم من مقومات الصد والردع العسكري والمالي والشعبي الذي تمتلكه الدولة، حتى أصبح تهديد الرئيس ومن معه للحوثي بمثابة شفرة يفهم منها الحوثي الإذن بخوض معركة شكلية يفتح له وزير الدفاع الأبواب لإسقاط المدن والمديريات والمواقع العسكرية بيده، ويسلم له كل ما يملكه الجيش من سلاح ومعدات ويقتل كل قائد عسكري يشعر بأنه سيقاوم أو سيفضح شفرة الرئيس ووزير دفاعه، الذين لم يعد يخفى على أحد تواطؤهم ضد الشعب مع الحوثي، وقل مثل هذا في رسائل الدول العشر ومندوب الأمم المتحدة، التي ترسلها للحوثي قبل كل معركة وزحف طائفي بعناصره الغاشمة لأي جهة يريدونه أن يحتلها، نسمع رسائلهم شديدة اللهجة وتنديدهم بما يفعله، كتنديد الدول العربية بإسرائيل والجامعة العربية بمجازر اليهود، ثم يفتحون لليهود الباب ليصلوا إلى حيث يشاءون، وهكذا التعامل الرسائلي مع الحوثي، ففي دماج ثبت طلاب العلم المسالمون مائة يوم في وجه هذه المليشيات الغاشمة بسلاح بدائي، فأرسلت هذه الدول العشر رسالتها للحوثي التهديدية فكانت بمثابة شفرة لكل القبائل التي ناصرت دماج، حيث انسحبت من مواقعها وحاصر الحوثي دماج ثم اقتحمها، متى؟ بعد أن تدخل هادي ووزير دفاعه بتخويف طلاب العلم والإعلان بعجزه عن الدفاع عنهم وخيانة لجة الرئاسة الوسيطة لطلاب العلم في دماج، فخرج سكان دماج بسيارات القوات المسلحة التي التقتهم في شوارع صنعاء كما تلقى الزبالة في محرقتها، وزعم الحوثي أنه اسقط دماج بقوته وهو إنما تسلمها من هادي ووزير دفاعه ولجنة الوساطة التي شكلها هادي، ولم تفعل الدول العشر ولا شيء، ولم تتذكر رسالتها التي فهمها الحوثي كشفرة باستلام دماج وفهمها زعماء القبائل المناصرة لدماج كشفرة تطلب منهم الانسحاب لتأمين استلام الحوثي لدماج، وتوجهت مليشيات الحوثي لقبيلة أرحب فكانت قبيلة شرسة وجهت الدول العشر شفرتها شديدة اللهجة للحوثي الذي حاول بعدها اقتحام مديرية أرحب فكانت قبيلة أرحب مقبرة لخيرة رجال الحوثي، لأن أرحب الأبية فهمت رسالة العشر الدول فلم تركن إليها ولم تنخدع بجعجعة هادي ووساطة لجنته الرئاسية، فتوجهت مليشيات الغدر والخيانة يساندها مشايخ الخيانة وبيع الضمير في قبيلة حاشد وأصدرت الدول العشر رسالتها شديدة اللهجة للحوثي فقراها الحوثي ومشايخ الارتزاق كشفرة تسلم بها حاشد لمليشيات مختلطة للحوثي وأنصار الحكم العميق المخلوع، وهكذا سمعنا هذه الشفرة من دول العشر في عمران الذي ارتكبت فيها جرائم حرب بشعة يعرفها الجميع وكان الخائن الأول فيها وزير الدفاع والمتواطئ فيها الساكت وهو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ووصول لجنة الرئاسة الأمنية إلى المعسكر وتسليمها القادة العسكريين والمعسكر بكل ما فيه بغدر وخيانة للمليشيات المختلطة، ولم يصنع هادي ولا وزير دفاعه شيئا في التحقيق الخياني للإبادة التي ارتكبت في حق المعسكر وقادته وجنوده، لماذا يطالب الحوثي بسقوط الحكومة مع أن هادي هو الذي أعلن مسؤوليته الكاملة عن الجرعة، ولم يحمل مجلس النواب ولا مجلس الوزراء ولا غيرهم تلك الجرعة أيها الحوثي المتآمر، فما الذي اتخذته الدول العشر من إجراءات عملية ضد المليشيات المختلطة من أتباع الحوثي وبقايا النظام المخلوع وأفراد مشايخ الارتزاق وبيع الشرف والكرامة، واليوم الحوثي يزبد ويرعد في مديريات صنعاء، ويحيط بها بنفس تلك المليشيات الغاشمة المختلطة، التي لا تؤمن بدين ولا تعرف كرامة ولم تعرف أخلاقا، وإنما تعرف السلب والنهب والفود، وانتهاك الأعراض على مذهب الفود بنهب المدن وتدمير المساجد والمداس والجامعات وسمعنا جعجعة هادي ورسالة الدول العشر فهل هي شفرة منهم للحوثي والمليشيات المختلطة بأن يقتحموا صنعاء؟ سنرى ما إذا كان الأمر كذلك بيد أننا ندعو أبناء اليمن قاطبة للدفاع عن شرف اليمن وعاصمته وعدم الركون إلى الرسائل التي يرسلها الرئيس ووزير دفاعه والدول العشر، بعد أن لدغ الشعب بها مرات ويجب أن نستعد لجولة فاصلة لدحر هذه المليشيات المختلطة ولنكون على حذر من أي رسالة توجه شديدة اللهجة لهذه المليشيات من هذه الأطراف، ونعلم يقينا أنها رسائل بمثابة شفرة تدله على فتح الباب ليزحف نحو هدف الجميع للقضاء على ثورة الشعب اليمني ضد الطغاة المستبدين، وإذا انتصرنا فإن هذه الجهات لن تسكن بل ستلتف على انتصارنا كما التفت على ثورتنا، ويجب علينا أن نعرف حقيقة من هو الحوثي على الواقع، ونثبت أن الحوثي هو قميص عثمان، وإنما نقاتل ضد مليشيات مختلطة تدعمها جهات لم يعد شعبنا يجهلها (وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون) والله أكبر والنصر لأهل اليمن مدد الإسلام وأنصاره وأهل الإيمان (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).. بهذه العقيدة يجب أن نواجه هذه المليشيات ومن وراءها (ألا إن نصر الله قريب)..
د. عبد الله بجاش الحميري
رسائل الدول العشر للحوثي..شفرة 1339