في يوم 19 أغسطس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني تخليدًا لذكرى ضحايا الهجوم على مقر الأمم المتحدة في بغداد في عام 2003 والذي تسبب في وفاة 22 شخصاً من بينهم الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو. أصدرت كريستالينا جورجيفا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات، هذا البيان:

"يعتبر اليوم العالمي للعمل الإنساني مناسبة للإشادة بهؤلاء الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم لمساعدة ضحايا الحروب والكوارث في جميع أنحاء العالم. كما أنه فرصة لتسليط الضوء على التحديات الهائلة التي يواجهها العالم في مجال المساعدة الإنسانية.

لم يعد العمل كالمعتاد بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني. فأعداد الحروب في تزايد وكذلك طبيعة النزاعات. فهناك منطقة شاسعة من القتال في أنحاء سوريا والآن في العراق حيث يعاني المدنيون يوماً بعد يوم ولا توجد نهاية للصراع تلوح في الأفق. وفي جميع أنحاء أفريقيا، من مالي في الغرب إلى الصومال في الشرق، إلى شمال نيجيريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، يوجد ملايين من المدنيين محاصرون داخل حزام من الصراع تغذيه الكراهية العرقية والدينية. وتتزايد صعوبة تقديم الإغاثة والمساعدة للمدنيين في مثل هذه الأماكن أكثر فأكثر.

كما أن قيام العاملين في المجال الإنساني بمهامهم قد أصبح محفوفاً بالمزيد من المخاطر. فقد تضاعف عدد الهجمات ضدهم أربع مرات منذ عام 2003. ففي العام الماضي وحده، لقي اثنا عشر من العاملين في المجال الإنساني مصرعهم في المتوسط كل شهر وتم اختطاف أكثر من عشرة أشخاص. وفي كل أسبوع يتم الاعتداء على ثلاثة من العاملين في المجال الإنساني ويصابون بجروح.

إنها أرقام مروعة, خاصة في وقت يعتبر فيه العمل الإنساني ضرورياً أكثر من أي وقت مضى. ومع التأثير المشترك للتغير المناخي والنمو السكاني السريع في الأماكن الساحلية والأماكن المتطرفة، سنرى المزيد من الصراع، والمزيد من الجوع، والمزيد من الأشخاص الذين يجبرون على الرحيل والهروب من اليأس الشديد.

إننا نعيش في عالم يشوبه الضعف الشديد ونحتاج إلى التركيز أكثر على التحديات التي نواجهها من أجل ضحايا الحروب والكوارث، وأيضاً من أجل النساء والرجال الشجعان الذين وضعوا حياتهم على المحك لمساعدتهم.

مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية