واقعة القطن الأخيرة التي راح ضحيتها ما يزيد عن 15جندياً يمنياً، لا شك أنها من أقبح الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في هذا البلد.
بشاعة الإجرام في هذه الواقعة الأليمة ليس في القتل وحسب، لأن القتل صار شيئاً اعتيادياً يألفه أبناء اليمن, فما من يوم يمر إلا ووسائل الإعلام المحلية والعالمية تتحدث عن قتلى وجرحى في اليمن، بل أن البشاعة تتمثل في السلوك الذي نفذت به تلك الجريمة بحق جنود عزل كان الاشتياق يمتلك كل واحد منهم؛ متى يعانق أهله ومحبيه؟ ، إلا أن أفراد الضلال حالوا دون ذلك حين ذبحوهم دون اكتراث لم يقوموا به من عمل قبيح لا يرتكب حتى في أشد الحروب.
الجنود ذبحوا، ومرتكبو الجريمة يتباهون بجريمتهم النكراء، لكن من المسؤول عن ذلك؟
طبعا، الدولة تعلم جيدا أن الجيش تهدده الكثير من الأخطار وأولها خطر تنظيم القاعدة الإرهابي ومع ذلك لم تتعامل الدولة ممثلة بالرئيس هادي ووزارة الدفاع مع هذا الخطر بجدية كاملة، والدليل على ذلك أن الجنود المغدور بهم يتنقلون كعامة المواطنين، بمعنى أن الدولة إلى يومنا هذا عاجزة عن توفير وسائل نقل خاصة بأفراد الجيش من طائرات وغيرها.
في حين إذا فكر أحد المسؤولين ذوي الكروش السمينة في التنقل إلى إحدى المناطق القريبة فإنه يتنقل عبر وسائل نقل متطورة بعد توفير الحماية القصوى له.
لكن هؤلاء الجنود ليسوا بشيء عند مسؤولي الدولة، الذين لسان حالهم يقول: الجندي إذا راح يأتي مكانه جندي آخر.
إن المسؤول الأول والأخير تجاه ما حدث لهؤلاء الجنود الذين يقتربون في مجملهم إلى عدد سرية كاملة هو الرئيس هادي ووزير الدفاع، الذين لم يدركان بعد أن الجندي يمثل رمز الدولة وهيبتها، ولهذا فأن من الضروري أن يتوفر له كل الرعاية والدعم والاهتمام من كل الجوانب.
فما المشكلة لو تم نقل هؤلاء الجنود جوا هل ستخسر الدولة شيء؟ بكل تأكيد لن تخسر شيئاً، بل أن الجنود سيشعرون أنهم يحظون بالاهتمام ويرفع هذا من معنوياتهم، والدولة هي الأخرى لو عملت ذلك تكون قد جنبت أفراد جيشها من الأخطار التي تحدق بهم واحتفظت بكرامتها وهيبتها.
الرحمة لكل الجنود الشرفاء والعار والمهانة لأولئك المتاجرين بأرواحهم وحقوقهم.
محسن فضل
من المسؤول عن جريمة ذبح الجنود؟ 1222