كلنا يعرف الدور القذر الذي لعبته شخصية أبي رغال حين عمل مع أبرهة الأشرم كدلّال يقص له الطريق نحو مكة المكرمة كي يهدها ويبتني لنفسه كعبة يؤمها الناس تأليها لنفسه من دون الله، ووافق أبو رغال أن يضطلع بهذا الدور المهين الذي رضي به لنفسه لما كان يتمتع به من عين تطرف خيانةً بالمسلمين، وروح مشرئبة لثقافة البائعين أنفسهم للمجرمين، ومن يومها والرجل يضرب به المثل لمن تعاون في الخيانة مع العدو الغاشم الذي يتحرك من خلال أذرعه التي جندها لتنفيذ مهامه التي عجز عنها لبعد العدو عنها .
اليوم و يا لهذا اليوم الذي من شبّهه بالبارحة أصبح كأنه هو، لكن ما يختلف هو أن أبا رغال هذه الأيام قد تكاثروا وزادوا، وأصبح فعلهم لربما في وقتنا مما لا يتحرج منه ، وإلا ماذا نسمي موقف من تآمروا على غزة ومازالوا من خلال الحصار كما تفعل مصر عبر معبر رفح وإغلاقه في وجه المرضى والجرحى جراء العدوان ، أو من خلال تحمل تكاليف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة كما تفعل ذلك إحدى دول الخليج من خلال تقارير سرية تحدثت عن ذلك، وسكوت الحكومات العربية مما يحصل جراء هذا العدوان الغاشم الهمجي .
أعجبني منشوراً لأحد المغردين قال فيه: بأن غزة لم تنتصر فقط على الكيان الصهيوني ، بل وعلى العرب الذين راهنوا على سقوط حماس وإضعافها ، وحشرها في زاوية ضيقة حتى لا تستطيع معها الحركة بحرية كي تتطور من منظومتها الصاروخية والعسكرية مرة أخرى ، لكن سهام هؤلاء طاشت ، وظنونهم خابت ،ولم يثبت لهم شيء من ذلك على أرض الواقع ، بل لقد زادتهم الأيام خوراً وانبطاحاً وذلة وإن بدا لنا بانهم في مراقي النجوم, فهم اقل من ذلك بكثير ، هم كما قال الله عز وجل "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم", لكنهم في حقيقة الأمر لا يعدون أكثر من اتباع صنعوا تماماً ما صنعه أبو رغال من خيانة لبلده وأمته ودينه ، فماذا حصلوا من هذه الخيانات التي تزكم الأنوف من رائحتها العفنة ، ثم ماذا عليهم لو أنهم وقفوا مع الشعب الفلسطيني ، لقد كان الشرف أقرب إلى احدهم من شراك نعله ، فلم يكن صعبا أو بعيد المنال ، لماذا المقاومة تفتخر اليوم بدول لربما وضعها لا يمكنها من دعم المقاومة والشعب الفلسطيني لكنها ومع ذلك وضعت لنفسها بصمة من الصدق في دعمها للمقاومة وشعبها كدولة السودان التي يفتخر الكثير من الفلسطينيين بموقفها ، وكلنا يعرف الضربة العسكرية التي وجهتها إسرائيل لقافلة سودانية تبين فيما بعد بأنها قافلة كانت محملة بالسلاح في طريقها لغزة .
اليوم واليوم فقط تسقط الأقنعة ، ونستبين الأصوات النشاز التي وقفت ضد المقاومة وشعبها الباسل, أما المقاومة فيالها من رجل قوي معه السلاح والإرادة والصمود ، ينتصر اليوم لأنه تمسك بمبادئه التي آمن بها وسعى لتحقيقها على أرض الواقع وهكذا يصنع الرجال في هذه الدنيا..
إنه عصر حماس أيها المتواطئون يا من بعتم أنفسكم للشيطان ونتنياهو.. هم في الأرض كرام أعزاء ، والشهداء منهم في جنان الخلد يسرحون ويمرحون ، أما أنتم فمُهانون لا عند شعوبكم محترمون ، ولا عند العدو مقدرون ، فالذي فضحكم هو هذا الاحتلال الذي وقفتم بجانبه بدلاً من وقوفكم بجانب شعبكم العربي الذي رفع رؤوسنا عالياً نحو السماء..
مروان المخلافي
غزة..حين تغسل عار أتباع أبي رغال 1352