من المؤسف أن نرى شعباً يتجرع مرارة العيش دون أن يلاحظ أي تحرك من الحاكم سوى تقلب الموازين وكثر الأوجاع لدى الكثير من المواطنين الذين أصبحوا أشبه بسلعة رخيصة لا تباع في السوق وهذا هو واقع كل يمني، فحينما حل علينا عيد الفطر المبارك ضيفاً استبشرنا خيراً بحلوله ولكن ما لوحظ هو العكس؛ تغيرت الملامح إلى أحزان فأبناء الشعب اليمني بأكمله دائما مغلوبٌ عليه، ففي حديثي هذا أوجه رسالتي الإنسانية إلى سعادة السيد جوهانسن دير كلاو منسق الشؤون الإنسانية باليمن التابع للأمم المتحدة:
في البداية نهديكم جزيل تحياتنا القلبية متمنيين لشخصكم الكريم موفور الصحة والسعادة ولعملكم الإنساني التقدم والازدهار وإشارة إلى أعلاه؛ فإننا نود أولاً أن نثمن تحركاتكم الإنسانية ودعواتكم واستغاثتكم بتزايد الهم الإنساني في اليمن و وقوع ملايين الناس تحت خط الفقر وهي لمسات إنسانية سيتذكرها الشعب لكم دائماً ولقد أتى قرار الجرعة القاتلة والناس مشغولون بفرحة العيد فانتزعت البسمة من الشفاه وتحولت الفرحة إلى حزن وأصبح الناس يعانوا آلامها, وكأنها حرب مدمرة بل أن السبيل الوحيد للهروب منها لا تحققه الاحتجاجات والمظاهرات فالجميع مقتنع أنه أمام حكومة بطش وتنكيل وفساد ورعب وتجرد من الضمير الإنساني وأمام رئيس قاسٍ ومرعب ومخيف خاب فيه كل ظن وحلم جميل ولن يسامحه الشعب على فعلته وسيخزيه الله ويطرده من رحمته على أنين الأطفال وشهقات النساء وانكسارات الفقراء وذرفهم للدموع.
وهنا بات السبيل الوحيد أمام كل الناس إلى النزوح من القرى والمدن هرباً من الموت جوعاً وهو خوف مبرر يجعلكم في الأمم المتحدة مضطرين إلى مساعدتهم كما تعملون مع النازحين من الحروب واللاجئين خوفاً من الاضطهاد والموت وعندها ستتحول كل البلاد إلى مخيمات نازحين وسيكون همكم أكبر بكثير من التدخل الإنساني لطلب إيقاف هذه الجرعة القاتلة للشعب اليمني برمته .
إن مناشدتنا لكم لا تنطلق من كونكم المنسق الإنساني للأمم المتحدة فقط والذي تشبع عقله بكل القيم والأخلاق والأدبيات الإنسانية والذي تكفل للناس حياة حرة وكريمة ومستقرة, بل إن هذه المناشدة تغوص في عمق قلبكم الرقيق والرحيم والذي ارتوى بقيم ومبادئ وأخلاق الرحمة والإنسانية والشفقة الذي أنزلها الرب القدير على سيدنا المسيح عليه السلام وعلى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
وهذا ما نثق ونتضمن بأنه سيكون لهذه المناشدة الاستجابة لديكم والتحرك العاجل والسريع لإيقاف هذا الموت الذي يحيق بملايين الفقراء والمعوزين والمساكين في هذا البلد .
نثق كثيراً بقوتكم في المواجهة لإيقاف هذا القرار باعتبارك دبلوماسياً دولياً أسندت إليه مهمة إنسانية عظيمة جوهرها التخفيف عن الآلام الإنسانية لبني البشر كون الضعف في مواجهة هذه الحكومة الفاسدة سيجعلكم تعيشون في تأنيب لضميركم الإنساني الحي مصاباً بعقدة الذنب على موت الناس وبؤس حياتهم وكان بأيديكم أن تفعلوا ما يخفف عنهم هذا العذاب ويقيهم الموت جوعاً.
المحامي/ عبد الله محمد الوحشي
أوقفوا قرار الجرعة القاتلة 1117