لاشك أن الأوفياء والأحرار في الشارع اليمني في مختلف توجهاتهم السياسية لا يزالون يأملون وينتظرون ويطمحون إلى أن تُلبَّى مطالبهم وتُحقَّق طموحاتهم, على الرغم من تصدُّر تلك الشائعات والتحريضات والدعوات اليائسة والهدامة التي تحاول النيل من شرف الثورة والوحدة ومن مخرجات الحوار ومن معالم وإشراقة اليمن الاتحادي الجديد.. وهذا ما تحاول أن تثبته على أرض الواقع تلك المتغيرات وتلك التحديات والضغوط التي تمارس من قبل بعض الأشقاء والأصدقاء والأوصياء والمناهضين والحاقدين والفاشلين في محاولة يائسة منهم وربما كانت متأخرة.. حتى وإن استخدمت مخالبها المُخيفة والمعيقة والمؤثرة والمسمومة لمحاولة التشكيك والتشوية وإفشال منظومة الوزارات والإدارات وتعكير السكينة والمعيشة للمواطن البسيط وعلى مختلف النواحي والمجالات التي تقف أمام عجلة اليمن الجديد, لاسيما أن تمارس الضغوط المتعاقبة والمتوالية على الرئيس هادي خلال الفترة السابقة وحتى هذه اللحظة ..ربما تبريراً وترتيباً للأوراق قبل أن يتم انعقاد مجلس الأمن لحث ومناقشة الوضع انهائي لليمن وتوجيه مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن للوقوف مع متطلبات الوضع العام لليمن حكومة وشعباً ..وطلب من اللجنة الدولية التي وصلت إلى اليمن رفع أسماء المعرقلين لاتخاذ الإجراءات الدولية ضدهم ..ربما كانت توجهات تلك الدول المقربة واضحة وعلى المكشوف وخصوصاً السعودية والإمارات بالضغط على القيادة اليمنية على إغلاق ملف الثورة والتغير في اليمن وبشكل سريعاً.. وفتح ملف الشراكة والمصالحة الوطنية بين القوى السياسية في اليمن, لاسيما على وجه الخصوص ملفات الرئيس هادي والرئيس السابق علي صالح وبين صالح وخصومة السياسيين بشكل أخص.. وهذه المتغيرات من المؤكد أنها ستعكس ما قضته وأكدته تصريحات وتهديدات وتوجيهات الرئيس هادي خلال الأيام السابقة على أن الرئيس السابق علي صالح في مقدمة المعرقلين والمعقين للتسوية وللفترة الانتقالية.. وهذا ما سوف يكون عنوان التناقضات في المرحلة القادمة وأمام لجنة العقوبات.. فعلى هذا المنوال وبحسب ما أكدته العديد من المصادر المحلية والخارجية والمقربة من الجهات المعنية على أن السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية يقفوا اليوم عائقاً بل وأوقفوا منابع الدعم المادي والمعنوي لنظام الرئيس هادي وحكومته لإجبارهم على القبول بالرئيس السابق بأن يكون شريكاً أساسياً في العمل السياسي.. والتخلص وتفكيك مصادر القوة لدى خصومهم التقليدين الجدد والمتمثل في قوى الثورة والتغير بشكل عام وحزب الإصلاح على وجه الخصوص؛ كونهم متهمين من قبل السعودية والإمارات وأمريكا على أنهم القوى الرئيسية والتي تتمثل كواجهة للإسلامين في اليمن ومن المناصرين والمؤيدين للثورات العربية في بلدان الربيع العربي.. وهذا ما تم تنفيذه بالوكالة على أرض الواقع في إسقاط محافظة عمران ومعسكراتها والتي تم الترويج لها على أنها موالية للإخوان حسب تبريرات وتهويلات وتضليلات بعض القوى السياسية المتحالفة والمدعومة من دول خارجية مثل إيران والإمارات.. ولذلك كانت توجهات الرئيس هادي على أن يتماشى ويتمادى على حقوق الآخرين والأحرار والأوفياء ليرضي بذلك المعارضين والمناهضين والأوصياء على حساب مستقبل وسيادة اليمن الجديد.. فاليوم وعلى هامش تلك الخروقات والإخفاقات للقيادة وللحكومة على محاولتها رفع الدعم عن المشتقات النفطية لأسباب غير مقنعة وغير مجدية وفي هذا التوقيت بالذات وهي تعلم التأثيرات العرضية والجانبية والعواقب ..إلا أن ذلك يجعل من بعض القوى استغلال مثل تلك المواقف لمصالحها الذاتية وتحريض الشارع على الفوضى والخروقات وخلط الأوراق وربما مثل تلك التصرفات والخروقات على دراية تامة من قبل الجهات المعنية والمسؤولة في مثل ذلك.. وربما في تقديري يبدو أن توجهات هادي وتحت ضغط الأوصياء قد يسعون من وراء مضاعفة أوجاع الشعب تبريراً للتشوية والإطاحة بشخصية باسندوة وليس بحكومته نظراً لما تطلبه وتصر علية بعض القوى على إقالته شخصياً ..ليس عجزاً منه أو تساهلاً ولكن تخوفاً من مواقفة الداعمة والمؤيدة تجاه الثورة ومع التغير المنشود ومع منظومة اليمن الجديد.. ولهذا ومن خلال توجهات القيادة تبدو الأمور على أنها تتجه نحو بوصلة نوايا ومقاصد ومطالب السفهاء وتحت تهديدات وحماية مخالب الأصدقاء والأوصياء.. وربما يجعل من توجهات الرئيس هادي ورفع أوراقه وملفاته إلى مشرفي الدول الراعية خلال الساعات القادمة ربما ستكون غير منصفة وغير واقعية نظراً لما آلت إليه تلك التدخلات.. ونظراً لما طرأ على الشارع جراء تلك المتغيرات.. ..فهل يا ترى الجهات المعنية وخصوصاً قيادة الدولة ستعي أنها في مأزق قد ربما يجبرها على عدم تسمية المعرقلين للجنة العقوبات الدولية نزولاً عند رغبة الأوصياء؟؟ وهل يا ترى القيادة والجهات المعنية ستدرك أنها إذا تم التحفظ على المعرقلين خصوصاً في هذه المرحلة سوف يفقدها السيطرة والشرعية في المستقبل القريب؟ وعلى أيدي المعرقلين..
والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
أصابع الأوفياء ومخالب الأوصياء..!! 1030