في مثل هذه الأيام العصيبة التي تواجه فيها الأمة أعدى أعدائها { اليهود } ومن يقف معهم من { النصارى } و { يهود العرب } الذين يفعلون أشد مما يفعل اليهود بسبب الجبن والخور والذل ، بل والدعم والقيام مع العدو في السر والعلن... الأمر الذي جعلهم في وادٍ وشعوبهم في وادٍ آخر، فالشعوب حرّة وتودّ لو فدتِ الأرض والعرض والمقدسات بأرواحها ودمائها ، ولكن ما السبيل والأقزام هم المتحكّمون والحاكمون؟! ولهذا فكثير من الناس لا يدري ما ذا يفعل إزاء العدوان على إخوانه ، ولا يدري كيف ينصر الثابتين في أرض الرباط فيكتفي بالأسى والحسرة.
وهنا وجب علينا أن نذكّر بعدة وسائل في مختلف المجالات، يمكن من خلالها أن يتفاعل الإنسان مع القضية، مهما كان مركزه الاجتماعي أو الثقافي وقبل سردها نذكّر بما يلي:
1- قبل كل شيء لا بد من إخلاص النية في ما تنوي القيام به ، كي يبارك الله فيك وفيه، وينفع به ، فربما يكون الأمر البسيط في أي مجال سبباً من أسباب النصر والتمكين.
2-تذكّر أن نصرة إخوانك في أرض الرباط ليس فضلاً منك أو { زيادة خير } وإنما هو واجب عليك وفرض لازم، لأن الربّ ربّك والدين دينك والأرض أرضك والمقدسات مقدساتك وهم إخوانك، وربّما يكون اليوم عندهم وغداً عندك .
3-لا بد أن يكون من ضمن مشاريعك في الحياة وأهدافك الكبرى وغاياتك العظمى هي { المشاركة بفاعلية في تحرير الأرض وتمكين الدين } .. فكم حظّك اليوم من هذا المشروع ؟؟
4-شارك أسرتك وأولادك همّ القضية وعرّفهم بها واشرح لهم ما يقرؤوه وما يشاهدوه، ودعهم يعرفوا مبادئهم ويعرفوا عدوهم ، فقد يكونوا هم جيل التمكين .
5-الله تعالى هو القوي القهار، وهو قادر على نصرة دينه وعباده في طرفة عين ، ولكنه يبتلي الناس جمعياً بهذه المواقف والمتاعب ، لينظر موقف كل إنسان إزائها، وليميز الخبيث من الطيّب، حتى في الكلمة يقولها أو يكتبها، وحتى في الريال أو الدينار، فما هو موقفك وأين تقف وما ذا قدّمت ؟؟؟
أما بالنسبة للوسائل ، فمن اجتهد وأخلص النية لن يعدم الوسيلة، ولكن يمكن أن نذكّر بما يلي:
1- تقديم المال؛ فبه يصولون ويجولون، وبه تسد حاجة، وتأوي مشرداً، وتطعم جائعاً ، وتكفل يتمياً ، وتعيد بناءً ، وتذكّر أن ما تقدمه هو لنفسك تلقاه في ذلك اليوم، وتذكّر أيضاً أن من لم يجُد بماله لن يجود بنفسه. وتخيّل مالك في الأقصى وغزّة وله هناك أحسن الأثر !!!
وهنا : علّم أولادك الإنفاق ، وشجّعهم على الصدقة، ويمكن لك أن تضع لهم حصّالة منزلية خاصة بذلك ،واشكر أهل بيتك الذين يساعدونك في ذلك ويذكّرونك ، ففي ذلك تحل عليكم جميعا الخير والبركة والعافية في أبدانكم وأموالكم.
2- الدعاء، وهو سلاح لا يخيب إن اكتملت أركانه وأخلص صاحبه، وعليه بعد الله يعوّل إخوانك، وهو الذي يفعل الأفاعيل وإن لم تشعر به أنت ، فعليك به ، وترقّب أوقات الإجابة فذلك أدعى للاستجابة .
3- من كان خطيباً ومتكلماً ، فيقوم ببيان حال إخوانه وأثرهم في الميدان وما يلحق بهم أيضاً ، كما يذكّر بجرائم الصهاينة عبر التاريخ واليوم، ويشحذ الهمم ، ويعلّم الناس قدر استطاعته، بتفسير آيات الجهاد والإنفاق ، وأحكام المتخاذلين وأصحاب النفاق، وأجر المجاهدين وجنود الرباط .
4- من كان كاتباً ؛ فعليه بصياغة المقالات والتغريدات ، في سبيل نصرة القضية والإشادة بالمقاومة، وفضح اليهود والعملاء، وكذا من كان شاعراً ، فاللسان أحد السنانين.
5- من كان يملك موهبة فلْيسخّرها في نصرة القضيّة فهذا وقتها، بل ووقته أيضاً في تطوير موهبته في هذا السبيل، فالرسّام بريشته، والفنان بصوته، والمسرحي بأدواره، وكل ذي فنّ في مجاله .
6- الجمعيات والمؤسسات الخيرية؛ اجعلوا النصيب الأكبر لدعم القضية، سواء بالمال أو الفعاليات، فأقيموا الفعاليات الخاصة والمشتركة من ثقافية واجتماعية وترفيهية ، وكذلك المهرجانات ، وسخّروها جميعا في هذا السبيل ... وهنا ؛ أقترح أن تكوّن الجمعيات والمؤسسات لجنة مشتركة بينها مختصّة بنصرة القضية ويكون لها خطتها وبرنامجها ، وتكون أيضاً نقطة بداية وانطلاق لكي تستمر حتى يشاء الله من التحرير والتمكين، وليكن واجبها بث الوعي واستمرار الدعم، ولا تنتهي عند موسم معين.
7- العلماء – وخاصة الكبار وذوي الجماهير- أقيموا المحاضرات التوعوية في المساجد والدواوين والمنتديات، وزوروا المسئولين وأصحاب القرار، وليكن لكم هدف كبير بحجم تطلّعات الجماهير إليكم ، وبحجم مصاب الأمة، وإلى ما يمكن أن تتركوه من أثر، فإذا تهاونتم كان غيركم أهون وأنْومْ.
8- القنوات الفضائية؛ المجال الإعلامي من أساسيات المعركة، فأتقنوا الخطّة ، وأحسنوا العرض ، ونوّعوا البرامج، وكونوا لسان المقاومة بقدر ما تستطيعون ، فإن تأخرتم عن المواكبة، وتراخيتم عن المصاحبة ، فغيركم يسبق ، وعدوكم ينطق ، فاجعلوها لله يبارك لكم في العمل، وازرعوا في قلوب الجماهير الأمل .
9- وليحذْر كل مسلم مخلص أيّاً كان دوره الذي يؤدّيه ومن أي منبر أن يساير الآخرين في مصطلحاتهم ، بل تبنّى مصطلحات المقاومة ، فلا تقل " إرهاب – قتلى – إسرائيل – مقاتلين – انتحار ...الخ"، ولكن قل:" جهاد – شهداء – الكيان الصهيوني أو اليهود – مجاهدين – استشهاد... إلخ".
10- لشباب؛ لديكم اليوم مجال واسع، لعل الجميع مشارك فيه ، وهو مواقع التواصل الاجتماعي مثل { الفيس بوك- تويتر- ...إلخ } فاستغلوها في نشر ثقافة المقاومة ودعمها ونصرة القضية... انشروا الصور المعبّرة ، واكتبوا الكلمات اللاهبة، ولتكن موزونة وموجّهة ، بحيث تحدث أثراً ، وتبني رأياً ، وتحقق هدفاً. ويمكن أيضا عمل الحملات الالكترونية والدعوة اليها لهذا الغرض .
11- ويمكن لكثير من الشباب المتعلّم للّغة الإنجليزية أن يدخل على مواقع أمريكية وغربية ، ويكتب رسائل مناسبة ومؤثّرة، دون سبّ أو شتم، ولكن كلمات تهدف لخلق رأي عام عالمي، وتوصل معاناة الناس، وتوضّح الأمر على حقيقته ، لأن الكثير منهم لا يعلمون الحقيقة أو يعلمونها منقوصة ، بسبب إعلامهم المضلّل ، فهذا إذا ميدان مهم ومؤثّر.
12- الصحفيون والإعلاميون: لهم دور مهمّ، سواءً في مؤسساتهم الإعلامية ، أو حتى بشكل فردي وشخصي ، من خلال مواقع تواصلهم الاجتماعي، فكلمة الصحفي والإعلامي مؤثّرة، فربّ تغريدة تخلق أثراً أعظم من الرصاصة والبارود، فأحسنوا استغلال مواقعكم ومواقفكم .
13- الأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني، يمكنهم الدعوة للمسيرات الجماهيرية ، تدعو لنصرة القضية وطرد سفراء العدو والمتعاونين معهم ، وترتيب اللقاءات والندوات وزيارة وفود ومكاتب وشخصيات الأمم المتحدة والسفراء والممثلين الدبلوماسيين، وإعلان مواقفهم بما يناسب حجم المعركة وقوّتها ، منطلقين من مبادئهم الراسخة بعدالة القضية وجرائم العدو.
14- كل فرد يدعى إلى فعالية أو يسمع بها فعليه أن يشارك بما بحضوره وبما يستطيع، كما يمكن لكل شخص أن يعكس حجم تأثّره وإيمانه بالقضية في كل ما يلابسه وما يقدر عليه ، مثل أن : يصطحب نغمات وأناشيد المقاومة في جواله وسيارته – ينشر صور معاناة إخوانه على صفحاته ومواقعه – يسمّي أولاده بأسماء المجاهدين والشهداء – وكذا تسمية الأماكن والشوارع والمحلات والمدارس وو..إلخ.
وقد لا تكون هذه الأمور ذات أهمية كبيرة، ولكنها على كل حال تدل على نوع من الاهتمام، وتقوم بشيء من التذكير ، وتخلق بعضاً من الرأي العام.
15- سلاح فعّال جداً ، وهو مقاطعة بضائع الدول التي تدعم الكيان الصهيوني، حتى وإن كانت دول عربية، فهناك بدائل على كل حال لهذه المواد ، وهذا مهمّ جداً.
وكذا يمكن لكل فرد ومجموعة ومنظمة وهيئة ، أياً كان مجاله ، وفي أي مستوى وظيفته ، أن يقاطع كل جهة ومؤسسة وفرد وهيئة وسفارة في بلده ، يعلم يقينا أنها تدعم الكيان الصهيوني بأيٍّ من أنواع الدعم ، حتى يصبح هؤلاء في عزلة موحشة بين الشعوب الحرّة والأبيّة ، رغم أنوف حكامهم.
16- الأخوات من الأمهات والبنات ، يمكن لهن أيضاً القيام بعمل { بازارات } خاصة ، أو مهرجانات ، يتم فيها مثلاً : محاضرة أو برامج متنوّعة توعوية ثم عمل المعارض والبازارات الخاصة بالقضية ، بغرض بث الوعي وجمع المال .
17- المدارس والمراكز التعليمية ؛ من المهم جداً بث الوعي بين الطلاب ، عن طريق تركيز الدروس المنهجية والأنشطة الخادمة المتنوعة، والوسائل التعليمية كاللوحات والملصقات، والإذاعات المدرسية، التي لا بد أن تزخر بالقضية والجهاد ، ومن المهمّ التركيز في ذلك ووضع الجوائز والحوافز فيها ، حتى تؤتي أكلها ويستفيد منها كل منفّذ وسامع . كما يمكن إقامة الأنشطة المشتركة أو الخاصة التي تهتم بالقضية ونصرتها، في كل عناصرها وأهدافها .
18- المعلمون والتربويون: توجيه الطلاب وتوعيتهم بالقضية ، وتركيز الحصص المدرسية المتعرضة لذلك ، وتسخير الحصص الأخرى في ذلك أيضا قدر المستطاع بالربط وضرب الأمثال، ويمكن للمربي وضع حصالة في الصفّ لجمع المال من الطلاب وتشجيعهم على ذلك، كما يمكن التفكير في دعم القضية بالأنشطة المختلفة .
19- الجامعات والاتحادات الطلابية: يمكنهم تنظيم الفعاليات المختلفة من محاضرات توعوية ومهرجانات ومسيرات و ندوات وو.. إلخ، في هذا المجال.
20- يمكن لكل فرد أو جهة تريد الاستزادة من المعلومات الخاصة بأرض الرباط أن تزور إحدى فروع جمعية الأقصى أو الجمعيات الفلسطينية المقاومة، وتطلب منها ما تريد، حتى تكون المعلومات الصادرة عنهم صحيحة ومؤكّدة.
21- أصحاب المحلات التجارية؛ يمكن لكل صاحب محل أن يأخذ الصندوق الخاص بالتبرعات لفلسطين في محله ، ويضعه في مكان بارز ويحاول تفعيله والإشارة إليه بالطرق الذكيّة والمناسبة، حتى يدعم إخوانه رغم شغله بتجارته ، وحتى يبارك الله له فيها .
22- التجار ورجال الأعمال؛ يمكن لهم أولاً أن يمتنعوا عن استيراد البضائع الداعمة لبني صهيون وعملائهم قدر الإمكان، ويمكن لكم كفالة يتيم في أرض الرباط يشفع لكم ذلك اليوم.. بما تقدمون يدفع الله عنكم مصيبة، ويرفع عنكم بلاء، إلى جانب الأجر الجزيل، والخير الجليل الذي يعود عليك في أموالك، فأين أنت من هذا اليوم؟.
23- كذلك التجار وأصحاب شركات المواد الغذائية وغيرها: يمكن دعم أحد المنتجات وتخصيصه لأرض الرباط، ووضع علامات وإشارات الدعم فيه للفت النظر وإقبال الناس عليه، وهذا عمل عظيم .
24- شركات وشبكات الاتصال الهاتفي؛ يمكن لهم عمل الكثير مثل : تخصيص جزء من الدخل للقضية- إرسال رسائل التذكير وطلب الدعم للمشتركين ، والتعاون في ذلك مع الجهات المعنية من الجمعيات الفلسطينية – عرض دقائق اتصال مجاني لأهل غزة وفلسطين ، بغرض التطمين ورفع المعنويات.. إلخ .
25- كما يمكن للشخص الذي يرى من نفسه قدرة على الكلام واجمع المال، أن يطلب دفتر تبرعات من الجمعيات المعنية الفلسطينية ، ومن ثم يسعى لإقناع من يستطيع للتبرع ، ثم جمعها وإيصالها للجمعية. ويمكن أن يجتمع ثلة من الأصدقاء أو الإخوة أو الطلاب ويجعلوا من هذا الوسيلة موضوع سباق ومنافسة { من يجمع أكثر } أو { من ينهي دفتره أسرع } وهكذا..
26- يمكن لكل متكلم وكل فرد أن يبيّن للآخرين مطالب المقاومة المشروعة ، ويوضح لمن لا يعلم آثار الحصار المهلك للحرث والنسل ، ومساوئه الكارثية على الأطفال والمرضى والأمهات والمعاقين والطلاب والشباب والصحة والتعليم والبنية التحتية.. إلخ.
27- متابعة القنوات الفضائية المقاومة والداعمة لها ، بغرض متابعة المعركة ، وأخذ المعلومة الصحيحة ، ووعي الأسرة، وتشجيع القناة. والمشاركة فيها بالمواضيع والمداخلات والاتصالات ، وكذا المشاركة في المنتديات والمواقع السياسية والدينية وتنشيط الموضوع يومياً.
28- محلات الدعاية والإعلان والمصمّمين؛ يمكن لهم تصميم الصور واللوحات واليافطات المناسبة والمتنوعة ، ولصقها في الأماكن المناسبة كذلك ، وتوزيعها على أصحاب المحلات والسيارات.
29- البحث عن الأقلام الغربية المنصفة والداعمة لفك الحصار، وشكرهم ، ونشر مقالاتهم ، وكذلك التواصل مع مؤسسات الإغاثة الإنسانية والعالمية وتوصيل الفكرة والتقارير المؤكدّة ومتابعة المشاريع المطلوبة .
30- التواصل مع منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية لإيصال الفكرة ونصرة القضية.
31- عقد الندوات الشعبية والأمسيات الشعرية والثقافية لدعم القضية ونشر ثقافة المقاومة واستجلاب الدعم.
32- أصحاب المكتبات والتسجيلات؛ يمكن توزيع الكتيبات والمطويات والنشرات والأناشيد والمحاضرات وو.. إلخ, التي تتكلم عن القضية، وكذا توزيعها في الفلاشات وذواكر الهواتف وغيرها.
33- الرياضيون: يمكن القيام بعمل مباريات ودية محلية أو دولية لدعم القضية وتخصيص دخلها لصالح شعب غزة ، كما يمكن للأندية والرياضيين مقاطعة الأندية والرياضيين الداعمين للكيان الغاصب في كل مجالات الرياضية
34- توعية الناس بأهمية المقاومة لأمة يهود وأن هذه المدافعة هي التي تؤخر العدو عن أطماعة في المنطقة، ولو لم يأت من المقاومة إلا أنها حفظت لنا قضية فلسطين والقدس لكفى، وإلا لأصبحت قضيتها كقضية المسلمين مع بلاد الأندلس.
35- من يعرف أي معلومات ووسائل تفيد الآخرين في نصرة القضية ونشر الحقيقة ودعم الصمود فليفعل فوراً ، مسترشداً بما مرّ من وسائل مختلفة في كل المجالات.
وبعد : فقد كتبت هذه الوسائل دون ترتيب أو تنسيق في المجالات، لأنها للتذكير، كما لم نفصّل فيها ، والأمر متروك لإبداعات المخلصين وحركة المجتهدين.. وفقنا الله وإياكم لكل خير.. آمين..
محمد عكروت
وسائل نصرة غزة 1131